حاضنة الابتكار الزراعية تؤتي أُكلها في جمعية شباب معان البيئية

عمان 28 آب (بترا) – رندا حتامله – بدأت حاضنة الابتكار الزراعية تؤتي أكلها، شجرة طيبة وارفة الظلال غرستها زنود أردنية فتية معانية متسلحة بأفكار ريادية، همها أمن الوطن الغذائي وعينها ترقب تحديات التغير المناخية.
فعلى بعد قرابة 218 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة عمان، حيث جمعية شباب معان لحفظ البيئة التي سطرت نموذجا شبابيا رياديا إبداعيا بمبادرة مجموعة من شباب معان عام 2018، هدفهم الحفاظ على البيئة وتطوير الزراعة بما يتواءم وتحديات التغير المناخي من خلال برامج التنمية المستدامة، وتنمية العمل التطوعي بتأسيس قاعدة كبيرة من المتطوعين والمساهمة في تعزيز دور القطاع الخاص لخدمة قضايا البيئة في مجالات حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية.
وتركز الجمعية على ثلاثة قطاعات رئيسة، هي: الأمن المائي، والإدارة الزراعية، من خلال عمليات الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر، وتأمين سبل وتحسين إنتاجية المجتمع ودعم الاقتصاد المحلي.
وحظيت الجمعية بدعم من وزارتي البيئة والزراعة، من خلال حاضنة الأعمال الزراعية في المركز الوطني للبحوث الزراعية.
وكانت أهم إنجازات الجمعية مشروع القرية الذكية للتنمية المستدامة، التي ابتكرت السماد العضوي المائي الذي يوفر كميات كبيرة من المياه.
وأشاد رئيس الجمعية، والمدير التنفيذي للمشروع سامر عبد الدايم، بدعم المركز الوطني للبحوث الزراعية ووزارتي البيئة والزراعة، مطالبا الوزارتين بالمزيد من الدعم والتمويل لإنجاح أهداف المشروع التي تدعم رؤية الوزارتين في تحقيق الأمن الغذائي ومواجهة التغير المناخي، كون المشروع يركز بشكل أساسي على الأمن المائي والإدارة الزراعية، من خلال عمليات الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر، وتأمين سبل وتحسين إنتاجية المجتمع ودعم الاقتصاد المحلي، من خلال الانتقال العادل من العمالة التقليدية إلى عمالة الاعتماد على الذات، من خلال التدريب الفني واكتساب مهارات جديدة تتواءم وتحديات التغيرات المناخية.
وبين عبد الدايم، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن المشروع وفر 15 فرصة عمل لأبناء المنطقة ودرب 20 سيدة على إعادة التدوير، مؤكدا أن المشروع سيوفر مستقبلا 150 فرصة عمل من خلال مركز تدريب عملي يحقق مفهوم الزراعة المستدامة.
من جانبه قال وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، إن مشروع القرية الذكية يعد لبنة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في مناطق الريف والبادية إذ سيعمل على توفير فرص عمل لأبناء المنطقة.
وأوضح أن وزارة الزراعة ستقدم الدعم اللوجستي والفني للمشروع، بالمقابل فإن الجمعية ستقدم الدعم المالي من خلال المنح التي حصلت عليها.
وأكد أن الوزارة تعمل ضمن محور تمكين الشباب والتنمية الريفية، من خلال دعم المشاريع التي تخلق فرص عمل وترفد البعد الاقتصادي الذي سينعكس بدوره إيجاباً على الأسر الريفية والتنمية الزراعية والبيئية، وفتح الأبواب للشباب والمشاريع الابتكارية ذات القيمة الاقتصادية المضافة.
بدوره، أكد مدير وحدة حماية الملكية الفكرية في المركز الوطني للبحوث الزراعية المهندس عمار حتر، أن مشروع القرية الذكية للتنمية المستدامة ركز بشكل أساسي على ثلاثة قطاعات رئيسية وهي “الأمن المائي، الإدارة الزراعية من خلال عمليات الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر وتأمين سبل وتحسين إنتاجية المجتمع ودعم الاقتصاد المحلي”.
وأضاف أن المشروع قد ترجم التوجيهات الملكية السامية التي مهدت إلى سياسات وبرامج ومشاريع تزيد من الاعتماد على الذات في الإنتاج الغذائي وتطوير الموارد الزراعية واستخدام مصادر المياه بكفاءة عالية، وجاء مشروع “القرية الذكية للتنمية المستدامة” لإحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي، من خلال التمكين الاقتصادي للفئات الأقل حظاً من الأردنيين واللاجئين السوريين العاملين في القطاع الزراعي، بهدف خلق فرص عمل جديدة وزيادة وانتظام دخل العاملين في هذا القطاع وتحسين ظروف عملهم، وتوفير فرص لتطوير المشاريع المنزلية الزراعية.
وبين حتر، أن المشروع قائم على تعزيز إنتاج الطاقة الخضراء، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر والتكيف مع تغير المناخ والتدابير الرامية إلى التخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واختلافها، بالإضافة إلى حصاد مياه الأمطار والاستفادة منها في عمليات الري، إضافة إلى التنوع في زراعة الخضار والفواكه العضوية.
وبما يخص الأفكار الريادية والإبداعية، ابتكرت القرية الذكية عدة ابتكارات أهمها، الابتكار في المنتج كإنتاج سماد بجودة عالية (سماد عضوي) خال من الشوائب والعيوب الناتج من إعادة تدوير نفايات الطعام والمخلفات الزراعية، وتوظيف الذكاء الصناعي في عمليات زراعة الصحراء والاعتماد على الذات في الإنتاج الغذائي وتطوير الموارد الزراعية واستخدام مصادر المياه بكفاءة عالية والتمكين الاقتصادي للفئات الأقل حظاً من العاملين في القطاع الزراعي، بهدف خلق فرص عمل جديدة وزيادة وانتظام دخل العاملين في هذا القطاع وتحسين ظروف عملهم، وتوفير فرص لتطوير المشاريع الزراعية الذكية.
وذكر أن المشروع سيوفر لرواد الأعمال والشباب في محافظة معان فرصًا للابتكار والريادة في القطاع الزراعي، من خلال تجربته في الزراعة الذكية.
بدوره، أشاد الناطق الإعلامي لوزارة البيئة الدكتور أحمد عبيدات، بنشاط جمعية شباب معان التي أنجزت مشروع القرية الذكية والذي يتزامن مع السياسة العامة لوزارة البيئة والمتمثلة في مشروع التحريج الوطني حيث ينفذ المشروع على أرض صحراوية، بهدف زيادة الرقعة الخضراء في محافظة معان، كما سيساهم في التحول نحو الاقتصاد الأخضر المستدام.
كما أكد دعم وزارة البيئة لكل الأفكار الإبداعية التي تسهم في حماية البيئة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر ومواجهة التحديات المناخية والتخلص الآمن من النفايات.
ولفت إلى أن الوزارة ستطلق مبادرة بيئية هامة مع جمعية شباب معان البيئية خلال الشهر المقبل، لجمع مادة المالش الأسود والبرابيش السوداء في المحافظة والتخلص منها بطريقة سليمة بيئيا، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية في المحافظة.
— (بترا)

رح/أ م/ب ط
28/08/2023 09:40:58