
(آسيان) تدفع باتجاه السلام في ميانمار وتكثف المساعدات بعد الزلزالكوالالمبور – 18 – 4 (كونا) — أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم اليوم الجمعة أن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تعمل على دفع جهود السلام في ميانمار مع التركيز على إيقاف إطلاق النار لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في مارس الماضي.وقال أنور الذي تترأس بلاده (آسيان) هذا العام في مؤتمر صحفي عقب ختام زيارة للعاصمة التايلاندية بانكوك إنه التقى القائد العام للمجلس العسكري في ميانمار مين أونغ هلاينغ كما عقد اجتماعا افتراضيا مع زعيم “حكومة الوحدة الوطنية المعارضة” ماهن وين خاين ثان وشدد خلال اللقاءين على ضرورة إيقاف إطلاق النار لضمان وصول المساعدات من دون تمييز سياسي أو جغرافي انسجاما مع موقف الرابطة.وأشار إلى أن قادة ميانمار أبدوا استعدادهم للاستمرار في إيقاف إطلاق النار مشددا على أن هذا الالتزام أساسي في جهود الإغاثة.كما أبدى أنور رغبة (آسيان) في تسريع عملية السلام والمساهمة في إعادة إعمار ميانمار متمنيا عودتها إلى صف الرابطة من جديد.ولفت إلى أن دول (آسيان) قدمت بالفعل مساعدات إنسانية إذ أرسلت ماليزيا فريق إنقاذ وأقامت مستشفى ميدانيا في المناطق المتضررة.وأكد أنور أهمية مراقبة الالتزام بإيقاف إطلاق النار ومنع الاستفزازات التي قد تعرقل المساعدات مرحبا بإفراج المجلس العسكري عن نحو 4800 محتجز.واعتبر أن ذلك بادرة تهدئة ذات دلالة لكنه شدد على ضرورة مشاركة جميع الأطراف لضمان استقرار ميانمار مشيرا إلى أن (آسيان) تواصل الضغط من أجل الوصول إلى توافق يمهد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة من دون فرض ضغوط مفرطة على الأطراف.في المقابل انتقدت منظمة “برلمانيي (آسيان) من أجل حقوق الإنسان” لقاء أنور مع قائد المجلس العسكري في ميانمار معتبرة أنه “يمنح شرعية لنظام دموي” ودعت إلى تقديم مساعدات محايدة تشمل جميع المتضررين.وكان الجيش في ميانمار قد أعلن إيقاف إطلاق نار حتى 22 أبريل الجاري عقب الزلزال الذي بلغت قوته 7ر7 درجات وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 3700 شخص إلا أن تقارير رقابية تؤكد استمرار المعارك والغارات الجوية.وتعيش ميانمار منذ انقلاب 2021 حربا أهلية بين الجيش ومجموعات المقاومة أسفرت عن مقتل أكثر من أربعة آلاف مدني ونزوح أكثر من 7ر1 مليون شخص وسط تعثر جهود السلام الإقليمي واستمرار حرمان المجلس العسكري من حضور قمم (آسيان).وتواجه جهود السلام تحديات معقدة في ظل الانقسام العميق والدمار الذي خلفه الزلزال الأخير وسط مساع إقليمية بقيادة (آسيان) لدفع العملية السياسية واستئناف المساعدات الإنسانية.وتم منع ميانمار من حضور قمم (آسيان) منذ فشلها في تنفيذ خطة السلام التي أُقرت عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة المدنية المنتخبة في عام 2021 واعتقال الجيش الزعيمة المدنية السابقة أونغ سان سو تشي.وتأسست رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عام 1967 لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين أعضائها وتضم عشر دول هي إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين وفيتنام وبروناي ولاوس وميانمار وكمبوديا. (النهاية)ع ا ب / م ن ف