أكاديميون وتربويون: رئيس الوزراء يقود نهضة تعليمية شاملة 

الزرقاء 2 حزيران (بترا)- عمر ضمرة- أشاد أكاديميون وتربويون بزيارة رئيس الوزراء، الدكتور جعفر حسان، إلى وزارة التربية والتعليم، واجتماعه المثمر مع وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي الدكتور عزمي محافظة، بحضور وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سامي السميرات.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، الدكتور جمال الشلبي، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن هذه الزيارة التي جاءت بتوجيهات ملكية سامية تمثل محطة مفصلية في مسيرة التعليم الوطني، إذ تهدف إلى إعادة رسم خريطة التعليم على نحو شامل، يدفع باتجاه نهضة حقيقية ترتكز على تحديث المناهج، وتطوير البيئة التعليمية، واستثمار أدوات الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي لخدمة أجيال المستقبل.
وقال إن رئيس الوزراء أطلق خلال الزيارة سلسلة قرارات وتوجيهات مهمة تؤكد أن النهوض بالتعليم لم يعد ترفًا، بل ضرورة وطنية ملحة فرضتها تحولات العصر المتسارعة، إذ أن هذه الرسالة تشكل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التفكير الرسمي تجاه التعليم، مبينًا أن هذه التوجيهات تعكس اهتمام جلالة الملك بالتعليم باعتباره بوابة بناء الإنسان وترسيخ هويته الوطنية وثقافته.
وتابع الشلبي: “الاستثمار في التعليم، وخصوصًا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أصبح ضرورة لا رفاهية، وذلك لتهيئة أجيال قادرة على التخطيط للمستقبل وصناعته، بما يتواءم مع متطلبات سوق العمل والنهضة المجتمعية”.
وأشار إلى أهمية دمج التعليم بسوق العمل، وتحقيق الاستقرار الوطني من خلال تعزيز مكانة المعلم والارتقاء بأدائه ورسالته التربوية، موضحًا أن تخصيص أراض لإسكانات المعلمين وتحسين البنية التحتية دليل واضح على التحول السريع في النهج الحكومي تجاه التعليم، حيث يتعين أن نغرس في عقول الطلبة هويتنا الوطنية العربية الهاشمية، مع ربط التعليم بمسؤولية إعلامية وتربوية متكاملة”.
من جهته، أكد أستاذ الإدارة التربوية في الجامعة الأردنية والإعلامي الدكتور مصطفى عيروط ضرورة تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء، معتبرًا أن رئيس الوزراء أبدع في ترجمة رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم المعلم وتحديث منظومة التعليم.
وأشار إلى ضرورة الالتزام الكامل بتنفيذ هذه التوجيهات حيث أن المدارس والمعلمين يشكلون الركيزة الأساسية للتوجيه الوطني، وينبغي أن تبرز الأنشطة المدرسية والإذاعة الصباحية الدور الوطني للأردن والوصاية الهاشمية، إضافة إلى أهمية توثيق جهود جلالة الملك محليًا وإقليميًا، ولا سيما تجاه القضية الفلسطينية.
ورأى أن إدخال التكنولوجيا في التعليم تحت إشراف المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، برئاسة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، يعد خطوة واعدة نحو نهضة تعليمية شاملة، وأن تخصيص أراض لإسكانات المعلمين ورصد المخصصات في موازنة 2026، تمثل دافعًا قويًا لتنمية المحافظات وتشجيع العمل التربوي.
وقال: “إن الزيارة الميدانية لأكثر من 20 مدرسة تجسد إدراكه لحاجات المدارس من صيانة وبناء، خاصة في ظل الإقبال الكبير على التعليم في الأردن، وتحمل أعباء اللجوء السوري”.
وعلى صعيد الدعم المالي، أكد عيروط أن تخصيص المبالغ اللازمة لتسريع صرف السلف المالية الطارئة من صندوق الضمان الاجتماعي وتغطية الطلبات المتأخرة تعكس استجابة مباشرة وواقعية لحاجات المعلمين، مشيدًا بتوجه الحكومة لوضع آلية تمويل ميسرة وطويلة الأمد للمعلمين، بفوائد مخفضة، تسهم في ضمان استقرارهم النفسي والمهني.
وأفاد بأن حزمة التسهيلات النوعية، التي أعلن عنها رئيس الوزراء خلال اللقاء، تعكس اهتمامًا حقيقيًا بالبيئة التربوية، مبرزًا أهمية رفع عدد المستفيدين من مكرمة أبناء المعلمين في الجامعات، وزيادة نسبة المعلمين في بعثات الحج لتشمل الزوج أو الزوجة، إضافة إلى التوسع في المنح والقروض لأبنائهم، حيث أن هذه الخطوات تعزز من العدالة التعليمية والدعم الاجتماعي للكوادر التربوية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس التطوير التربوي في مديرية تربية الزرقاء الاولى عامر الوظائفي، أن زيارة رئيس الوزراء تمثل نقلة نوعية في المتابعة الجادة لتنفيذ توجيهات جلالة الملك، إذ أن ما أعلن خلال الزيارة يلامس احتياجات الميدان، بدءًا من تعزيز الانتماء الوطني في الطابور الصباحي والسلام الملكي، وصولًا إلى تسليط الضوء على المنجزات الوطنية من خلال الإذاعة المدرسية والمنهاج الدراسي”.
ولفت إلى أهمية التوسع في التعليم المهني، وربط الطلبة بسوق العمل كخطوة استراتيجية لمكافحة البطالة وتحقيق التنمية المستدامة، معتبراً أن ما طرحه رئيس الوزراء يعكس رؤية متكاملة لتطوير التعليم العام والعالي، إذ أن ما أعلنه الرئيس يشكل قفزة نوعية يجب ترجمتها إلى خطوات تنفيذية عاجلة تضمن التقدم التعليمي والاقتصادي في الوقت ذاته”.
وأكد أن المدارس ستشهد خلال العام الدراسي المقبل، نقلة نوعية في البنية التحتية، تشمل بناء 85 مدرسة جديدة وتوسعة 35 أخرى ضمن مشروع المسؤولية المجتمعية بالتعاون مع القطاع الخاص، وهو تحول ملموس نحو بيئة تعليمية حديثة ومتطورة.
وأشار إلى إعلان رئيس الوزراء عن إطلاق مشروع إسكان المعلمين في المحافظات، مع تخصيص أراض فعلية له، ورصد المبالغ اللازمة ضمن موازنة عام 2026، مؤكداً أن هذا المشروع سيحفز المعلمين ويعزز توطين التنمية في المناطق.
–(بترا)

ع ض/أز/ هـ ح/ ع ط
02/06/2025 21:56:37