
أمين الأمم المتحدة يحذر من تعرض حل الدولتين للتلاشي ويوجه نداء عاجلا لتنفيذهنيويورك – 29 – 4 (كونا) — حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء من تعرض حل الدولتين لخطر التلاشي وأنه يقترب من نقطة اللاعودة موجها نداء عاجلا للدول الأعضاء لاتخاذ إجراءات لا رجعة فيها نحو تنفيذ الحل وعدم السماح للمتطرفين من أي جانب بتقويض ما تبقى من عملية السلام.جاء ذلك في اجتماع وزاري عقده مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية وترأس الاجتماع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس خلال الشهر الحالي.وقال غوتيريش إن الشرق الأوسط يشهد تحولات جوهرية تتسم بالعنف والتقلب وبالفرص والإمكانات منبها إلى أن الشعوب في جميع أنحاء المنطقة تطالب بمستقبل أفضل بدلا من الصراعات والمعاناة اللانهائيين.وأكد في هذا الصدد ضرورة العمل بشكل جماعي لضمان أن تلبي هذه الفترة المضطربة والانتقالية تطلعاتهم وتحقق العدل والكرامة والحقوق والأمن والسلام الدائم.وأوضح الأمين العام أن ذلك يبدأ بالاعتراف بحقيقتين أساسيتين أولهما أن المنطقة تقف على مفترق طرق وثانيهما أن السلام المستدام في الشرق الأوسط يتوقف على حل الدولتين لتعيشا جنبا إلى جنب في سلام وأمن وأن تكون القدس عاصمة للدولتين.وأشار غوتيريش إلى أن حقوق الجانبين في العيش بسلام وأمن تقوضت فيما جرى إنكار التطلعات الوطنية المشروعة للفلسطينيين الذين يتحملون وجود الاحتلال الإسرائيلي المستمر الذي قضت محكمة العدل الدولية بأنه “غير قانوني”.وسلط الأمين العام الضوء على المؤتمر رفيع المستوى (بشأن حل الدولتين) الذي سيعقد في يونيو المقبل برئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية معتبرا إياه “فرصة مهمة” لتنشيط الدعم الدولي.وحث الدول الأعضاء على التفكير بشكل إبداعي في الخطوات الملموسة التي ستتخذها لدعم حل الدولتين القابل للتطبيق قبل فوات الأوان.وبشأن الأحوال في غزة قال غوتيريش إن الوضع ازداد سوءا على كل الجبهات محذرا من أنه لا يبدو أن هناك نهاية في الأفق للقتل والبؤس في القطاع.وتابع أنه مع انهيار إيقاف إطلاق النار في 18 مارس الماضي “قتل ما يقرب من ألفي فلسطيني في غزة بسبب الغارات والعمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي بمن فيهم نساء وأطفال وصحفيون وعاملون في المجال الإنساني”.وأشار إلى أن الاحتلال منع منذ ما يقرب من شهرين دخول الغذاء والوقود والأدوية والإمدادات التجارية إلى القطاع مما أدى إلى حرمان أكثر من مليوني شخص من الإغاثة المنقذة للحياة تحت مرأى العالم.وأعرب الأمين العام عن قلقه إزاء التصريحات التي أدلى بها مسؤولون في حكومة الاحتلال بشأن استخدام المساعدات الإنسانية كأداة للضغط العسكري مشددا على أن “المساعدات غير قابلة للتفاوض”.وتطرق غوتيريش إلى الإجراءات الاستشارية التي تجري حاليا في محكمة العدل الدولية بشأن التزامات الاحتلال “باعتباره قوة محتلة وعضو في الأمم المتحدة” قائلا إن المستشارة القانونية للمنظمة قدمت بالنيابة عنه بيانا مكتوبا إلى المحكمة في فبراير وأدلت أمس الاثنين ببيان شفوي أمام المحكمة.وأوضح أن البيان أكد ضرورة أن تمتثل أطراف النزاع كافة لجميع التزاماتها بموجب القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي ملزم بضمان توفير الغذاء والإمدادات الطبية للسكان واحترام وحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي والأمم المتحدة.كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة الالتزام بموجب القانون الدولي باحترام امتيازات وحصانات المنظمة وموظفيها بما في ذلك الحرمة المطلقة لمبانيها وممتلكاتها. (النهاية)ع س ت / م م ج