
أمين الأمم المتحدة يدين غارات الاحتلال على موظفي الإغاثة في غزةنيويورك – 3 – 4 (كونا) — دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الغارات الجوية للاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت موظفين إغاثيين دوليين في غزة واصفا إياها بأنها “أمر غير معقول” ونتيجة حتمية للطريقة التي تدار بها الحرب.وقال غوتيريش في كلمة أمام اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة تقريره حول الأمن البشري مساء أمس الثلاثاء إن “ما حدث يبرهن مرة أخرى على الحاجة الملحة إلى إيقاف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى غزة”.وأضاف غوتيريش أن مقتل موظفي منظمة (وورلد سنترال كيتشن) رفع عدد عمال الإغاثة الذين قتلوا في الصراع في غزة إلى 196 شخصا بينهم أكثر من 175 من موظفي الأمم المتحدة.وأكد أن “لا شيء يمكن أن يبرر تلك الهجمات على الإطلاق.. لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني في غزة”.وأعلنت منظمة (وورلد سنترال كيتشن) الإغاثية الأمريكية أمس إيقاف عملياتها في غزة بعد مقتل سبعة من أعضاء فريقها بضربة للاحتلال أثناء تفريغ مساعدات وصلت من قبرص إلى القطاع.ومن ناحية أخرى أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن العالم يواجه تحديات خطيرة للغاية موضحا أن الصراعات وحالة الطوارئ المناخية وأزمة تكاليف المعيشة العالمية تتضافر لتحول مسار عقود من مكاسب التنمية.ولفت إلى أن مفهوم الأمن البشري مع تركيزه على الناس والوقاية “له دور مهم يلعبه في تعزيز الروابط على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية وخلق الزخم لمعالجة تحدياتنا المشتركة”.ولفت غوتيريش إلى تقريره الرابع عن الأمن البشري والذي يعزز هذه الديناميكية ويساهم في إيجاد عالم أكثر أمانا وازدهارا وأمنا للجميع.وأوضح أن التقرير يركز على القيمة العملية والتشغيلية للأمن البشري استنادا إلى تجارب الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والحكومية الدولية والأمم المتحدة ويبين كيف يمكن للأمن البشري أن يوجه الاستراتيجيات للحد من المخاطر وتعزيز الثقة ومنع وتخفيف آثار الأزمات والصدمات.وتطرق إلى أهداف التنمية المستدامة التي قال إنها تواجه مشكلة كبيرة حيث إنه بعد مرور أكثر من منتصف الطريق نحو عام 2030 تتخلف البلدان عن تحقيق أكثر من نصف الأهداف.وأشار إلى تراجع بعض البلدان عن تحقيق الأهداف الأساسية المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع والجوع.وقال “من الممكن أن يساعد منظور الأمن البشري في رصد المخاطر الناشئة في مختلف القطاعات مما يخلق فهما أفضل ليس لانعدام الأمن فحسب وإنما أيضا لانعدام الأمن المتصور والذي قد يكون على نفس القدر من الخطورة”.وأضاف غوتيريش أن الأمن البشري يعزز التكامل المنهجي للوقاية في التنمية والعمل المناخي واستراتيجيات بناء السلام.وأكد أنه يمكن للأمن البشري أيضا “إثراء تحليلنا للتحديات الكبرى في عصرنا بما في ذلك تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتحول الرقمي وانتشار الصراع والنزوح”.وشدد على أن “الأمن البشري أثبت قيمته كإطار للتركيز على دعم الناس للعيش بكرامة متحررين من العوز والخوف” فضلا عن المساعدة في تسريع التقدم نحو خطة عام 2030 ومنع ظهور الأزمات المستقبلية.وحث الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي على استخدام أداة الأمن البشري المهمة لمعالجة الأزمات متعددة المستويات اليوم ودمج رؤيتها في جهود الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل. (النهاية)ع س ت / ط م ا