أمين الأمم المتحدة يشدد على ضرورة التصدي للإفلات من العقاب وعدم المساواةنيويورك – 24 – 9 (كونا) — شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء على ضرورة تعزيز التعاون الدولي للتصدي للإفلات من العقاب وتفاقم انعدام المساواة وتصاعد عدم اليقين.جاء ذلك في خطاب الأمين العام الذي يسبق افتتاح المناقشة العامة السنوية رفيعة المستوى للدورة ال79 للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث يستعرض غوتيريش فيه مختلف الأوضاع في العالم وعمل المنظمة الأممية.وقال غوتيريش “إننا في عصر من التحولات نواجه تحديات لم نر مثلها من قبل تتطلب حلولا دولية” مشيرا إلى توسع الانقسامات الجيوسياسية واستمرار الحروب وتهديدات تغير المناخ والفوضى التكنولوجية.وأكد حقيقتين قائلا “أولا حالة عالمنا غير دائمة فلا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل .. ثانيا التحديات التي نواجهها يمكن حلها ولكن هذا يتطلب منا ضمان أن تكون آليات حل المشاكل الدولية قادرة بالفعل على الحل”.ولفت إلى أن (قمة المستقبل) هي خطوة أولى لمواجهة هذه التحديات منبها إلى أن “الطريق لا يزال طويلا والوصول إلى النتيجة المرجوة يتطلب معالجة ثلاثة عوامل كبرى”.وحدد الأمين العام تلك العوامل الكبرى التي تمثلت ب(عالم الإفلات من العقاب) حيث تهدد الانتهاكات أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة و(عالم عدم المساواة) حيث يهدد الظلم والمظالم بتقويض الدول و(عالم عدم اليقين) حيث تهدد المخاطر الدولية المستقبل بأشكال غير معروفة.وشدد غوتيريش على أن “مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن الدفاع عنه من الناحية السياسية أو قبوله من الناحية الأخلاقية” مبينا أن “عددا متزايدا من الحكومات وغيرها من الجهات يعتقدون أن بإمكانهم أن يطأوا القانون الدولي وينتهكوا ميثاق الأمم المتحدة وأن يغضوا الطرف عن معاهدات حقوق الإنسان أو قرارات المحاكم الدولية”.وأعرب في هذا الصدد عن إدانته للانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وحقوق الإنسان التي أصبحت أكثر شيوعا فيما حث الدول على إعادة تأكيد التزامها بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.وأكد أيضا الحاجة العاجلة للتوصل إلى سلام عادل قائم على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.وحول الصراع في الشرق الأوسط اعتبر الأمين العام غزة “كابوسا متواصلا يهدد بأن يعم المنطقة بأكملها” كما أن ما يحدث في لبنان يدفع البلاد إلى هاوية صراع آخر.وأكد غوتيريش عدم وجود ما يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني قائلا إنه “لم يشهد مثيلا لسرعة ونطاق القتل والتدمير في غزة منذ تولي منصب أمين عام الأمم المتحدة”.وأشار إلى مقتل أكثر من 200 شخص من موظفي الأمم المتحدة في غزة الكثيرون منهم مع أسرهم لافتا إلى أن نساء ورجال الأمم المتحدة يواصلون العمل رغم ذلك.ودعا غوتيريش المجتمع الدولي إلى حشد جهوده للإيقاف الفوري لإطلاق النار والإفراج فورا ومن دون شروط عن جميع الاسرى وبدء عملية لا رجعة فيها على مسار حل الدولتين.وتطرق الأمين العام في كلمته إلى الوضع في السودان والصراع “الوحشي” على السلطة الذي أطلق العنان لعنف مروع بما في ذلك الاعتداءات الجنسية.وتحدث عن قضية انعدام المساواة مشيرا إلى أن “فجوة الثراء” تتسع بشكل كبير منذ جائحة فيروس (كورونا) حيث “يحصد أغنى الأفراد ثروات غير مسبوقة فيما يعاني فقراء العالم”.وناشد الأمين العام المجتمع الدولي إدخال إصلاحات منهجية على المؤسسات المالية كي تدعم بشكل أفضل الدول النامية مشددا على ضرورة ضمان المساواة بين الجنسين.وفيما يتعلق بقضية المناخ حذر غوتيريش من التهديد الوجودي لتغير المناخ وحث الدول على اعتماد خطط عمل مناخية طموحة تتوافق مع هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض كيلا يزيد على 5ر1 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.وشدد على ضرورة أن يكون التحول إلى الطاقة المتجددة “عادلا وجامعا” داعيا الدول المتقدمة إلى المبادرة في تمويل ودعم الدول النامية.واختتم الأمين العام للأمم المتحدة خطابه بدعوة قادة العالم إلى العمل على تقليص حالات الإفلات من العقاب وانعدام المساواة والدفع بجهود لتحقيق اكبر قدر من العدالة والحد من عدم اليقين وتعزيز الفرص. (النهاية)ع س ت / أ م س