أمين عام الجامعة العربية: القضية الفلسطينية الموضوع الوحيد في مناقشات وزراء الخارجية العربالقاهرة – 10 – 9 (كونا) — أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن وزراء الخارجية العرب قرروا أن تكون القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي الموضوع الرئيسي والوحيد المطروح في اجتماعهم الوزاري مع تأجيل أي قرار سياسي آخر الى مارس المقبل.جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أبو الغيط مع وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني في ختام أعمال الدورة 162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة اليوم الاثنين.وقال أبو الغيط إنه “تم الاتفاق على تأجيل أي قرار سياسي آخر مطروح في هذه الدورة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في مارس المقبل وذلك لإعطاء الفرصة والتركيز على نقاش مكثف بشأن القضية الفلسطينية والاتفاق على رؤية عربية فيما يتعلق بفلسطين قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة”.وأضاف “من المعروف في مثل هذه الاجتماعات أن تصدر مجموعة قرارات تتناول القضية الفلسطينية لكن تم الاتفاق في المقابل على قرار وحيد تحت عنوان (تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي)”.وأكد أن هذه القرارات تعطي اهتماما خاصا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ورؤية المحكمة الجنائية الدولية بشأن حرب غزة وكذلك رؤية مجلس الأمن وكافة المسائل والأنشطة الخاصة بفلسطين على مستوى الأمم المتحدة مشددا على أهمية هذه البنود بشكل خاص.وتابع “خلاصة القول أنه كان يوما فلسطينيا حيث أراد الوزراء تأجيل القضايا الأخرى رغم أهميتها لتوجيه كل الزخم للقضية الفلسطينية” مؤكدا دعم الجامعة العربية للرؤية المصرية بشأن رفض التواجد الإسرائيلي في محور (فيلادلفيا) على الحدود بين فلسطين ومصر.وبين أن مداخلات وزراء الخارجية العرب في المناقشات كانت تدعم الرؤية المصرية والفلسطينية واللبنانية تجاه الوحشية التي ظهرت في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض سواء في غزة أو في الضفة الغربية.وأوضح أن ثلاثة اجتماعات للجان فرعية عقدت اليوم من ضمنها لجنة الصومال التي صدر عنها بيان يدعم الصومال في موقفه من رفض مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال ويؤكد الحفاظ على وحدة الاراضي الصومالية.وردا على سؤال حول مضمون كلمة الممثل الأعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية وللسياسة الامنية جوزيب بوريل في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية اعتبر ابوالغيط أنها تعكس مواقف المفوضية الأوروبية ومواقف بعض الدول الأوروبية إزاء استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة والضفة الغربية.وقال إن ثمة تيارات مختلفة داخل الاتحاد الأوروبي فهناك إسبانيا وسلوفينيا والنرويج اعترفت بدولة فلسطين فيما هناك دول تتحدث عن حل الدولتين ولكن لا يتصرفون أو يتخذون مواقف تدعم ذلك ولكن “المواقف الأوروبية تتطور تدريجيا”.واستطرد “لقد رأينا بعد 7 أكتوبر مواقف أوروبية حادة في انتقاد عملية 7 أكتوبر وأعطوا الانطباع بأنهم منحوا الاحتلال الاسرائيلي حق التصرف ولكن بعد ما تبين قدر الاجرام والوحشية في سلوك الاحتلال بدأت الدول الاوروبية تغير مواقعها وهناك تحول وضح جدا على مدى الأسابيع والشهور الماضية حيث تحولوا إلى الدفاع عن الشعب الفلسطيني في هذه المأساة التي يتعرض لها.وذكر أنه “رغم المأساة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني وفقدان ما يزيد عن 41 ألف شهيد فإن إسرائيل فشلت ليس في صراعها مع (حماس) فحسب بل فشلت لأن المجتمع الدولي لأول مرة يتنبه إلى أن الكيان المحتل يقف إلى الجانب المضاد للتاريخ”.وأعرب عن رأيه بأن قيام الدولة الفلسطينية سيكون قريبا “ليس خلال عقود ولا سنوات ولكن أراها رؤى العين”.وحول الوضع في السودان قال أبو الغيط إنه أكد في كلمته على ضرورة حل أزمة السودان وتحرك المجتمع الدولي في هذا الصدد ومساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة.وبشأن حضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للاجتماع أوضح أبوالغيط أن حضور وزير خارجية التركي الاجتماع يمثل إشارة قوية من الجانب العربي بأن الدول العربية مستعدة للتفاهم مع تركيا والعودة إلى إثراء العلاقة التركية – العربية مبينا أن “القرارات التي كانت تتناول التدخلات التركية في الشؤون العربية جمدت ولم تلغ”.وعلى صعيد العلاقات العربية – الإيرانية اذا ما كانت تسير بشكل مشابه مع المسار التركي أكد أبو الغيط أن قمة البحرين في مايو 2024 ألغت لجنة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية ولجنة التدخلات التركية في الشؤون العربية ولكن الوضع التركي له شكل وعلاقة متميزة مع الدول العربية عن الوضع الإيراني الذي ما زال متأخرا في هذا السياق تحديدا. (النهاية)م م / م ف م / ف ا س