(اسكوا): تأثر المنطقة العربية بالأزمات السياسية والاقتصادية حتى 2026بيروت – 31 – 12 (كونا) — كشفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اسكوا) اليوم الثلاثاء عن استمرار تأثير الأزمات السياسية والاقتصادية على النمو في المنطقة العربية حتى عام 2026.وذكرت (اسكوا) في بيان أن التقرير الذي يحمل عنوان (مسح التطورات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية لعامي 2023 و2024) سلط الضوء على التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة التي تواجه المنطقة العربية خلال الفترة الممتدة بين عامي 2023 و2026.واشار التقرير الى انه من المتوقع ألا يتجاوز نمو الاقتصاد العالمي نسبة 7ر2 بالمئة في العام 2024 بفعل عدة عوامل مثل استمرار ارتفاع أسعار الفائدة العالمية والتهديدات التي تواجه التجارة العالمية لافتا الى أن تلك العوامل لها “تأثير على الاقتصادات العالمية والمنطقة على حد سواء”.وتوقع التقرير أن تسجل المنطقة العربية “نموا اقتصاديا بطيئا” بنسبة 5ر2 بالمئة في العام 2024 “مدفوعا بآثار حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان وكذلك النزاع في السودان الى جانب تذبذب أسعار الطاقة” وان يعاود الارتفاع مجددا ليصل الى 9ر3 بالمئة في عام 2025.وذكر انه رغم التخفيض الطوعي من قبل الدول الأعضاء في منظمة (أوبك +) لإنتاجها النفطي خلال النصف الثاني من عام 2023 إلا أن المعروض النفطي لا يزال يفوق الطلب ما يزيد من الضغوط على الدول المنتجة للنفط.وقال “بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي يتوقع أن تواصل استثماراتها في القطاعات غير الهيدروكربونية ما يخفف من الآثار السلبية لانخفاض أسعار النفط مقدرا نمو الناتج المحلي الإجمالي لها بنسبة 3ر4 بالمئة في العام 2025.ولفت التقرير الى أن زيادة الطلب العالمي على الفوسفات والغاز ستساهم في تعزيز النمو في الدول العربية متوسطة الدخل حيث من المتوقع أن يسجل 8ر2 بالمئة في عام 2024 ثم يرتفع الى 6ر3 بالمئة في عام 2025 مشيرا الى ان تداعيات الحرب على غزة ولبنان تؤثر بشكل مباشر على الاقتصادات المجاورة مثل مصر والأردن.وأوضح ان البلدان المتأثرة بالنزاعات والحروب “تعاني من انكماش اقتصادي شديد” وقد سجلت فلسطين انكماشا بنسبة 3ر13 بالمئة والسودان بنسبة 6ر12 بالمئة في العام الحالي فيما شهد لبنان انكماشا اقتصاديا بنسبة 9ر1 بالمئة على الأقل في هذا العام.وحذر التقرير من خطر ارتفاع معدلات البطالة في المنطقة العربية مع تقديرات بوصولها الى 5ر11 بالمئة في 2024 ما “ينذر بأن عدد من يعيشون تحت خط الفقر في المنطقة سيشكل أكثر من ثلث سكانها خلال الفترة 2024 – 2026.وأكد المشرف على فريق إعداد التقرير في (اسكوا) أحمد مومي حاجة المنطقة الى “خطط شاملة للتنمية تعتمد على الابتكار وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات بفعالية”.وشدد على ضرورة تبني “سياسات إصلاحية جذرية” تركز على تعزيز التعاون الإقليمي وتنويع مصادر الدخل ودعم الفئات الأكثر عرضة للمخاطر.وأوضح مومي ان “الظروف الحالية تظهر أهمية العمل المشترك لتخفيف الآثار السلبية للأزمات المتشابكة من خلال التركيز على تمكين الشباب ودعم الفئات الأكثر تضررا لضمان مستقبل مستدام”.(النهاية)ا ي ب / أ م س