الدوحة في 22 أكتوبر /قنا/ تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، افتتح سعادة السيد عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط اليوم، فعاليات منتدى الدوحة الثاني للبيانات من أجل الابتكار في التنمية المستدامة، الذي ينظمه المجلس.
ويقام المنتدى بشراكة وطنية وإقليمية ودولية، وبحضور ممثلي الوزارات، والأجهزة الحكومية، والجامعات، ومراكز البحوث، ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات العربية والإسلامية، وتستمر أعماله حتى غد الأربعاء.
وقال سعادة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط، خلال كلمته الافتتاحية: “نعكف حاليا على إعداد الاستراتيجية الوطنية للبيانات والإحصاء، والتي من المقرر تدشينها خلال الربع الأخير من هذا العام”، مضيفا “تأتي هذه الاستراتيجية لتلبية الاحتياجات الملحة في عصر الثورة الرقمية، نظرا للدور المحوري والهام للبيانات والإحصاءات في اتخاذ القرارات المدروسة والمستدامة”.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية ترتكز على تطوير منظومة متكاملة لإدارة البيانات، وهي ليست فقط أداة تنظيمية فحسب، بل تمثل رؤية شاملة لقيادة أجندة البيانات والإحصاءات الوطنية، مشيرا إلى أنها محطة جديدة نحو تحقيق التكامل بين مختلف القطاعات وتوفير المعلومات والبيانات الدقيقة اللازمة لدعم عمليات التخطيط والتطوير، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
واستطرد قائلا: “إن ما نصبو إليه من خلال هذه الاستراتيجية هو تطوير بنية تحتية متقدمة تتيح الوصول إلى بيانات عالية الجودة وآمنة، مع تعزيز آليات حوكمة البيانات وضمان الخصوصية والأمان”، لافتا إلى أن هذه المبادرة تعتبر دعوة مفتوحة للابتكار، حيث نسعى إلى تمكين الجهات الوطنية من تقديم الحلول الذكية والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة.
وفي السياق ذاته، أعلن سعادته عن إنشاء مركز التدريب الوطني للبيانات والإحصاء، قائلا “يسرني الإعلان عن إنشاء هذا المركز، الذي سيكون بمثابة محطة للتعلم المستمر، وحاضنة لتطوير المهارات المتقدمة في إدارة البيانات وتحليلها، والتعلم الآلي، والتحليلات المتقدمة، وتقنيات البيانات الحديثة”.
وأشار إلى أنه وفي ظل تسارع التطورات في عالم البيانات والتكنولوجيا الذي نشهده اليوم، يأتي مركز التدريب الوطني للبيانات والإحصاء كمكون حيوي آخر من ضمن المنظومة التي نقوم ببنائها. ونهدف من خلاله إلى تطوير كوادر وطنية قادرة على استغلال قوة البيانات والإحصاءات وبناء القدرات الوطنية في مجالات البيانات المختلفة.
وعلى صعيد متصل، أعلن سعادة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط عن “هاكاثون قطر للبيانات”، وهي مبادرة طموحة تهدف إلى تشجيع المبدعين والمفكرين في قطاع التكنولوجيا والبيانات، مبرزا أن هذه المبادرة ليست مجرد منافسة فحسب، بل هي منصة لتمكين الكفاءات الشابة وتحفيز التفكير الابتكاري لإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه القطاعات المختلفة.
وتابع قوله: “ولأننا نؤمن بأهمية الإبداع في مجال البيانات، سنعمل من خلال هذه المبادرة على تسليط الضوء على الأفكار الذكية التي تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الأداء في مختلف المجالات”.
وبين سعادة السيد عبدالعزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة أن جلسات منتدى الدوحة للبيانات في نسخته الثانية، ستتناول مجموعة من المواضيع المتعلقة بالابتكار والتنمية المستدامة. كما ستتضمن مناقشات حول البيانات والذكاء الاصطناعي ودورها في تحسين الأنظمة الإحصائية الرسمية، فضلا عن استخدام البيانات الجغرافية المكانية في إدارة الكوارث.
بالإضافة إلى ذلك، ستناقش جلسات أخرى كيفية تسخير البيانات لتحليل التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع، وتطوير حوكمة البيانات، حيث سيتم التركيز على تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة باستخدام البيانات، وتناول أحدث الاتجاهات في التحليلات والبيانات لعام 2024.
كما سيتم أيضا مناقشة الابتكار في مجال الإحصاءات الرسمية ومستقبل التنمية المستدامة في دول الخليج وأهمية تحسين جمع البيانات لتدعيم الاستراتيجيات التنموية.
وفي ختام كلمته، أعرب سعادة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط، عن شكره لكل الشركاء الذين يعملون مع المجلس الوطني للتخطيط على تنفيذ هذه الرؤية، وبشكل خاص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مضيفا “نحن واثقون بأن هذه الجهود المشتركة ستقود إلى تحولات نوعية، بما يعزز من جودة الإحصاءات الوطنية ويدعم مستقبل قطر كدولة رائدة في مجال البيانات والإحصاء”.
يشار إلى أن المنتدى يسعى إلى تحقيق عدد من الأهداف، من أهمها استكشاف الدور الكبير للإحصاءات وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية، وتحليل الاتجاهات السابقة، حيث أصبح بإمكان النهج القائم على البيانات أن يتنبأ بالسيناريوهات المستقبلية، ويحدد المخاطر، ويصمم التدخلات المستهدفة.
ويشارك في هذا المنتدى نخبة من خبراء الإحصاءات الرسمية، وعلوم البيانات والبيئة، وتكنولوجيا المعلومات الجغرافية من دولة قطر، ومن منظمات الأمم المتحدة المتخصصة كشعبة الإحصاء، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا”، ومكتب الإحصاء البريطاني، ومكتب الإحصاء الفنلندي، والمركز الإحصائي الخليجي.
وسيشارك في أعمال المنتدى أيضا عدد من الأكاديميين من جامعة قطر، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة، وجامعة نورثويسترن في قطر، ومعهد الدوحة للدراسات العليا، وخبراء من شركة مايكروسوفت، وشركة غارتنر، وPWC، وغيرهم.
ويركز منتدى الدوحة للبيانات على الابتكار في البيانات باستخدام تقنيات متقدمة لتطوير حلول جديدة وتحسين العمليات عن طريق تعزيز ثقافة الابتكار. ويسعى إلى دفع عجلة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024 – 2030).