الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو يستعرض العلاقات الكويتية الروسية الممتدةموسكو – 23 – 9 (كونا) —- استعرضت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت وأستاذة في الدراسات الروسية والأوراسية الدكتورة هيلة المكيمي تاريخ العلاقات الكويتية الروسية وذلك في محاضرة ألقتها لطلبة وأساتذة الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة خارجية روسيا.وجاءت المحاضرة في إطار الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وسفارة دولة الكويت لدى روسيا بالتعاون مع وزارتي الخارجية والثقافة في روسيا في الفترة من 17 حتى 24 سبتمبر الجاري لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.وقالت الدكتورة المكيمي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن العلاقات الكويتية الروسية مهمة وممتدة وقد تأسست رسميا في عام 1963 وتم تأكيدها عمليا عام 1964 في موسكو إذ تم توقيع أول اتفاقية ثنائية بشأن التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين.وبينت أن المحاضرة تأتي ضمن الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو والذي يشكل جزءا مهما من الدبلوماسية الثقافية كما أنه يأتي في سياق احتفاء الكويت بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الكويتية الروسية التي انطلقت منذ عام 1963.وأكدت المكيمي خلال المحاضرة أن روسيا تلعب دورا محوريا في المنطقة وأن الكويت تسعى لتعميق التعاون معها في إطار رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي.كما أكدت أن تبادل الزيارات الرسمية بين المسؤولين من الجانبين ساهم بشكل فعال في تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون مبينة أن الجانب الكويتي حريص على إحياء الزيارات للفهم المشترك.واشارت الى زيارة وزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح الى روسيا في نوفمبر 2023 حيث عقد جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الروسي في سياق الاحتفاء بمرور التاريخ الطويل في العلاقات والتي شهدت عامها ال60 من القوة والمتانة والتعاون الوثيق.وبينت ان الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو يأتي ليترجم اهم تلك المباحثات ما بين وزيري خارجية البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.واشارت الى اهمية الاسبوع الثقافي الكويتي الذي يجمع ما بين الفن والثقافة والدبلوماسية ويأتي في سياق الدبلوماسية الثقافية التي تعتبر الذراع اليمنى للسياسة الخارجية الكويتية من أجل تحقيق مختلف الأهداف.وعن العلاقات الكويتية الروسية قالت الدكتورة المكيمي انها تعود إلى فترة أبعد من ذلك تحديدا الى البدايات الأولى للكويت في عهد الشيخ مبارك الكبير الحاكم المؤسس الذي أقام حوارا عميقا مع القناصلة الروس المتواجدين في المنطقة.واعتبرت ذلك دليلا على الوعي المبكر للسياسيين الكويتيين وحكام الكويت بطبيعة الأسرة الدولية وتعقيداتها وأهمية بناء علاقات مع كافة القوى الدولية.وقالت ان هذه الدبلوماسية تعكس قدم مفهوم الدولة الكويتية وتعكس استقلاليتها منذ بداياتها الأولى ويشهد على ذلك التاريخ الطويل بيننا وبين روسيا حينما نتحدث عن علاقة ممتدة منذ عام 1900 في عهد الشيخ مبارك الصباح ومن ثم دشنت العلاقات الدبلوماسية رسميا في عام 1963.واضافت ان “الكويت بعد التحرير من الغزو العراقي الغاشم ولدت من جديد في اطار النظام الدولي ومفاهيم الأسرة الدولية والأمم المتحدة لذلك يعنينا الكثير عندما نتحدث عن روسيا كقوة دولية لديها حق النقض (الفيتو) وكونها احدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن”.وشهدت المحاضرة تفاعلا كبيرا من الطلبة مع الدكتورة هيلة المكيمي حيث قدموا مداخلات متنوعة تعكس اهتمامهم بتعميق فهمهم للعلاقات الكويتية الروسية.وتناولت أسئلة الطلبة موضوعات مثل دور الكويت في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومستقبل التعاون بين الكويت وروسيا بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية.وقد تفاعلت الدكتورة هيلة المكيمي مع استفسارات الطلبة بشكل موسع موضحة الأبعاد التاريخية والسياسية للعلاقات الكويتية الروسية وأهمية تطوير التعاون بين البلدين في ظل التحديات الدولية الراهنة. (النهاية)ش ه د / ف ا س