أبوظبي في 14 سبتمبر /وام/ شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة، في الاجتماع التاسع لوزراء الثقافة في دول “بريكس”، الذي عقد في سانت بطرسبرغ، العاصمة الثقافية لروسيا، ونتج عنه تبني الإعلان المشترك لوزراء الثقافة لدول المجموعة.
وأكّد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، الذي ترأس وفد الدولة في كلمته خلال الاجتماع، الدور الحيوي الذي يلعبه التعاون والعمل المشترك، في التعامل مع التحديات العالمية، وسلّط الضوء على أهمية توسيع مجموعة “بريكس”، مؤكّدا التزام دولة الإمارات بتعزيز التعددية، والعمل المشترك من أجل عالم آمن ومستقر ومستدام.
وقال معاليه: “تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الثقافة، بوصفها أداة حيوية لتحقيق التنمية المستدامة، والتعايش السلمي، والشمولية، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات سياسية تستند إلى الثقافة، إذ إنّ صون القيم الثقافية وتعزيز الحوار الثقافي من الأولويات الوطنية، ونحن نؤمن بأن الثقافة يمكن أن توحّد الناس وتقود جهود التحول العالمي”.
وسلّط معاليه الضوء على الثقافة، باعتبارها موردا قيّما للنموّ الاجتماعي والاقتصادي، والعمل المناخي، مضيفا أن “المهرجانات الثقافية والمعارض الفنية، ومهرجانات الأفلام، والمنتديات، والمؤتمرات، تسهم مجتمعة في خلق منصات حيوية للاحتفاء بالتنوع الثقافي وتعزيز الروابط الاجتماعية، وإطلاق العنان للإمكانات التي يتمتع بها الاقتصاد الإبداعي”.
وأضاف معاليه: “للثقافة والصناعات الإبداعية، دور هام في تعزيز الابتكار، وريادة الأعمال، والنمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، فضلا عن كونها محركا رئيسا، لتصدير ثقافة وقيم الدول إلى العالم، وعليه بات من الضروري خلق مقياس محدد لجمع البيانات وقياس الناتج الاقتصادي للصناعات الثقافية والإبداعية، حتى تساعد على تقييم مساهمتها في الناتج الاقتصادي الاجتماعي”، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود اليوم، ليتمكن العالم من مواجهة تحديات الغد.
ووقّع وزراء الثقافة، خلال الاجتماع، على إعلان الثقافة المشترك لمجموعة “بريكس”، الذي يؤكّد على أن الثقافة هي الركيزة الأساسية لتعزيز التعاون وتحقيق إنجازات جديدة ضمن المجموعة.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة شاركت في وضع قرار توحيد العمل لحماية النظام البيئي الثقافي والإبداعي، الذي اعتمده المجلس التنفيذي لليونسكو في عام 2021، حيث أكد القرار أهمية مواصلة تعزيز الجهود في هذا المجال، وتطوير مؤشرات دولية حول الصناعات الثقافية والإبداعية لمساعدة جميع الدول الأعضاء، في تحديد ومراقبة تطور القطاع.
وكان وفد الوزارة المشارك في الاجتماعات، إلى جانب معاليه، قد التقى عددا من المسؤولين المتخصّصين في القطاع الثقافي من الدول الأخرى الأعضاء لمراجعة أجندة “بريكس” الثقافية، ومناقشة مسودّة إعلان وزراء الثقافة في المجموعة، وذلك قبل يوم واحد من اجتماع الوزراء.
يذكر أنّ روسيا ترأس قمة “بريكس 2024″، التي تعقد تحت شعار “تعزيز التعددية من أجل التنمية العادلة والأمن في العالم”.
وفي السياق ذاته شارك وفد دولة الإمارات العربية المتحدة، برئاسة معالي سالم بن خالد القاسمي، في فعاليات المنتدى الدولي العاشر للثقافات المتّحدة الذي عقد في سان بطرسبرغ في 12 سبتمبر عقب اجتماع وزراء ثقافة دول “بريكس”.
ونظّم المنتدى برنامج أعماله في المقرّ الرئيس لمتحف الإرميتاج في متحف الدير الحكومي في سانت بطرسبرغ، كما أقيم حفل موسيقي واستقبال ترحيبي للوفود المشاركة من مختلف البلدان خلال المنتدى الذي شهد حوارات جماعية واجتماعات رفيعة المستوى، وتضمّن برنامجا ثقافيا غنيا، شمل العرض الأول لباليه “الجريمة والعقاب” لمسرح “بي. إيفمان” على خشبة المسرح التاريخي لمسرح “ألكسندرينسكي”.
وشهدت الفعاليات مشاركة الميزو سوبرانو الإماراتية فاطمة الهاشمي، التي قدّمت مجموعة من الأغاني الكلاسيكية العربية.