
الامين العام للجامعة العربية: الأمن السيبراني أصبح ركيزة من ركائز الأمن القومي للدولالقاهرة – 3 – 6 (كونا) — أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الاثنين أن الأمن السيبراني أصبح ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي للدول وأمن المجتمعات والأفراد والكيانات الاقتصادية.جاء ذلك في كلمة ابوالغيط خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث لأمن المعلومات والأمن السيبراني الذي يستمر يومين تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي وتنظمه المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات التابعة للجامعة العربية.وقال ابوالغيط ان الحروب السيبرانية صارت واقعا قائما وسلاحا يستخدم من قبل الدول وكذلك من جانب الفاعلين من غير الدول من الجماعات ذات الأنشطة الهدامة والإجرامية وهو سلاح بالغ الفاعلية بسبب اعتماد الكثير من أنظمة الحياة الحديثة على التكنولوجيا والشبكات الرقمية بما يجعلها عرضة للهجمات القاتلة أو لمن يمارسون جرائم الابتزاز وما يسمى ب “برامج الفدية”.وأضاف أن الأمن السيبراني أصبح مفهوما يتجاوز بكثير قضايا حماية الرسائل والمعاملات المالية والإدارية الالكترونية بل يضم أيضا أمن البيانات وتخزينها فالكثير يمكن استخلاصه من البيانات المتاحة عبر تحليل سلوك الفرد والمحتوى الذي يستهلكه عبر منصات التواصل الاجتماعي.وذكر أبو الغيط أن الدروس المستقاة من استخدام الشباب لمنصات التواصل الاجتماعي كشفت عن الأثر الهائل لانتشار المعلومات المغلوطة والدعوات إلى العنف والكراهية وخطابات التشكيك في نزاهة الأشخاص والمؤسسات الوطنية.وقال إن هذه الأخطار الجديدة من المرجح أن ترتفع في ضوء انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطورها الفائق الذي سيتيح للتنظيمات الإجرامية والإرهابية قدرات ومهارات خارقة لتنفيذ الهجمات السيبرانية وحملات المعلومات المغلوطة والمضللة.وأكد ابوالغيط الحاجة إلى بناء قدرات جديدة مناسبة لتعزيز خط الدفاع التكنولوجي وفق مقاربات مبتكرة يتم تحديثها باستمرار لتتواءم وطبيعة المخاطر المستجدة داعيا إلى إطلاق حملات توعية لتنبيه المواطن العربي والمؤسسات العربية المختلفة بأهمية حماية البيانات من مخاطر الجريمة السيبرانية.وذكر أنه على صعيد العمل العربي المشترك وإدراكا لأهمية هذه التحديات ” فقد طرحنا هذا الموضوع المهم على أجندة القمة العربية الرابعة ببيروت في عام 2019 ضمن ملف التحول الرقمي العربي حيث أصدرت القمة قرارا بتكليف الجامعة العربية بوضع رؤية مشتركة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني”.ولفت إلى أن مؤتمر اليوم سيشهد إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني التي أعدتها المنظمة وأقرها مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في اجتماعه الأخير بأبوظبي بالإضافة إلى العديد من الأنشطة التي أقامتها المنظمات والاتحادات العربية.وبين أن القمة العربية الأخيرة وافقت على المبادرة السعودية لإنشاء مجلس وزاري عربي للأمن السيبراني تدعمه أمانة فنية دائمة مقرها الرياض معربا عن أمله في أن يطلق في أقرب وقت ممكن حتى يضطلع بالمهام المنوطة به.واعتبر أن هذا المجلس سيكون إضافة استثنائية للمنظومة العربية لتعزيز الأمن السيبراني عبر دعم التنسيق بين الحكومات العربية في هذا المجال وتوفير الإمكانيات لتبادل الخبرات والتجارب والممارسات المختلفة.من جهته اكد المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات محمد بن عمر أن المنطقة العربية وعلى غرار بقية دول العالم تشهد تحديات عدة في مجال الأمن السيبراني ومنها التطور التكنولوجي السريع ونقص الوعي بالمسائل السيبرانية وتطور وتعقد التهديدات السيبرانية والتحديات القانونية والتنظيمية.واضاف ان الأمن السيبراني يعد أحد مقومات المشهد الرقمي الحديث الذي تزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة حيث “يحمي المعلومات الحساسة ويضمن سلامة البيانات وسريتها وتوفرها عبر الأنظمة المختلفة”.وذكر أنه مع استمرار تطور التهديدات السيبرانية من حيث التعقيد والتكرار يعد تنفيذ تدابير أمنية قوية أمرا بالغ الأهمية لحماية الأفراد والشركات والجهات الحكومية من الأنشطة الضارة ويشمل ذلك توظيف التقنيات المتقدمة مثل التشفير والمصادقة متعددة العوامل وأنظمة كشف التسلل وتعزيز ثقافة الوعي الأمني وأفضل الممارسات بين المستخدمين في عالم مترابط.ولفت بن عمر إلى أهمية استراتيجيات الأمن السيبراني الاستباقية والشاملة ذات أهمية قصوى لتخفيف المخاطر والحفاظ على الثقة في النظم البيئية الرقمية.واوضح أن المنطقة العربية شهدت ارتفاعا كبيرا في الهجمات السيبرانية مشيرا الى تقرير صادر عن (تريند مايكرو) الى زيادة التهديدات السيبرانية بنسبة 17 في المئة في الشرق الأوسط في النصف الأول من سنة 2023 مقارنة بالفترة نفسها في عام 2022.وأضاف ان مع التحول الرقمي السريع واتجاه العديد من المؤسسات في المنطقة العربية إلى الخدمات السحابية تم الإبلاغ من طرف 72 في المئة من الشركات عن تعرضها لحادث أمني سنة 2023. ومن المقرر أن يتم خلال هذه الدورة إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني التي أعدتها المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات لتكون بمثابة خريطة طريق تقتدي بها الدول في وضع وتطوير استراتيجياتها الوطنية للأمن السيبراني.وتعتمد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني على 4 محاور رئيسة هي التحول الرقمي والابتكار الرقمي والشمول الرقمي إضافة إلى محور الثقة الرقمية وتولي تلك المحاور الأمن السيبراني وحماية البيانات عناية خاصة. (النهاية)م ف م / م ج ز