(التعاون الإسلامي): ضرورة استخدام الآليات القضائية الدولية لردع الاحتلال الإسرائيلي

(التعاون الإسلامي): ضرورة استخدام الآليات القضائية الدولية لردع الاحتلال الإسرائيليجدة – 1 – 7 (كونا) — دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه اليوم الاثنين إلى ضرورة استخدام الآليات القضائية الدولية المتاحة من أجل ردع سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومنعها من ارتكاب المزيد من الجرائم ووضع حد لحالة “الإفلات من العقاب” على انتهاكاتها المستمرة.جاء ذلك في كلمة طه أمام الندوة الدولية (القدس وحرب غزة: الهوية والوجود الفلسطيني مهددان بالطمس) التي عقدتها الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بالشراكة مع لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بمقر المنظمة في مدينة جدة السعودية.وأكد في هذا الصدد أهمية تفعيل مسار العدالة الجنائية معربا عن رفضه “ازدواجية المعايير” بشأن إحقاق العدالة للضحايا وإيصال المجرمين إلى المساءلة.ولفت إلى أن الندوة تنعقد في وقت يستشعر به الجميع خطورة الأوضاع التي تكابدها مدينة القدس المحتلة نتيجة الاعتداءات المتكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وقيامه بالعديد من الانتهاكات الخطرة.وجدد التأكيد على أن مدينة القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 موضحا أن “كل السياسات والإجراءات الاسرائيلية غير قانونية وغير شرعية وتشكل اعتداء على الحقوق السياسية والتاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني وتجسد انتهاكا صارخا لسيادة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.وأعرب طه عن إدانة العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر والذي أدى الى سقوط ما يقارب من 40 ألف شهيد و80 ألف جريح غالبيتهم من النساء والأطفال إضافة إلى تدمير مئات آلاف المباني والممتلكات والبنية التحتية المدنية والتهجير القسري لأكثر من مليون فلسطيني من منازلهم ومنع وصول المساعدات الإنسانية الى جميع قطاع غزة.كما أعرب عن خيبة أمله تجاه “فشل” مجلس الأمن الدولي في إلزام سلطات الاحتلال بتنفيذ قراراته التي تدعو إلى الإيقاف الفوري والشامل لإطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الاسرائيلي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل آمن ومستدام دون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع.ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه وضع حد لجريمة الإبادة الجماعية التي تهدد باتساع دائرة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة برمتها.وأشاد في هذا الإطار بالدور الرئيس لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) رافضا محاولات الاحتلال الاسرائيلي الرامية إلى تقويض جهودها ودورها الحيوي الذي يسهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة.ووجه دعوته إلى زيادة تمويل الوكالة محملا الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الجرائم التي ترتكب بحق موظفيها ومنشآتها وجميع العاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية.ورحب بقرار العديد من الدول أخيرا الاعتراف بدولة فلسطين الذي يعتبر “خطوة تاريخية” لدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة معربا عن أمله في أن تبادر الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين الى إعلان ذلك ودعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.وجددأمين عام المنظمة دعوته إلى جميع أطراف المجتمع الدولي للانخراط في رعاية مسار سياسي لا رجعة فيه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي “غير الشرعي” وتحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين.وجدد التأكيد على دعم (التعاون الإسلامي) قضية فلسطين كأولى أولوياتها ومركز اهتماماتها مشددا على أنها “لن تألو جهدا في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في سعيه لاستعادة حقوقه الوطنية الثابتة”.وأعرب عن تقدير المنظمة الجهود التي تضطلع بها منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة وكافة أعضاء المكتب إزاء الجهود الحثيثة لخدمة القضية الفلسطينية العادلة.من جهته أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور في كلمة مماثلة استمرار لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف العمل لإعلاء شأن مدينة القدس “كي تكون في قلب أي حل سياسي عادل يلبي الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني”.وثمن الموقف العربي والإسلامي الموحد في مساعي تحقيق ثلاثة أهداف مهمة وهي ضرورة الإيقاف الفوري للعدوان على الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية في القطاع بالحجم الذي يستجيب إلى احتياجات أهل القطاع الى جانب إيقاف جريمة الحرب والجرائم ضد الانسانية والتهجير القسري للفلسطينيين وبعثرتهم.وتسلط الندوة الدولية الضوء على سياسات الاحتلال الإسرائيلي وحربه المستمرة على قطاع غزة وانتهاكاته الصارخة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.وفي موازاة ذلك تستضيف منظمة التعاون الإسلامي في مقرها أعمال الدورة العادية ال23 للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمشاركة دولة الكويت وستستمر أعمالها حتى ال4 من يوليو الحالي.وتناقش الدورة التي انطلقت أعمالها أمس الأحد موضوعا بعنوان (حكم محكمة العدل الدولية الخاصة بشأن غزة) في وقت لاحق اليوم فيما يتضمن جدول أعمال الدورة حلقات نقاشية عادية ومغلقة لعدد من الموضوعات المختلفة.(النهاية)ف ن / ض ح