الجامعة العربية تدعو إلى الاهتمام بالتنمية الزراعية لتلبية الاحتياجات الغذائية لشعوب المنطقةالقاهرة – 30 – 9 (كونا) — دعت جامعة الدول العربية اليوم الاثنين إلى الاهتمام بالتنمية الزراعية في الدول الأعضاء نظرا لتزايد الاحتياجات الغذائية للشعوب العربية وارتفاع معدلات النمو السكاني في المنطقة.جاء ذلك في فعالية نظمتها الجامعة بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية بمناسبة الاحتفال بيوم الزراعة العربي تحت شعار (نحو زراعة عربية مبتكرة من أجل مستقبل مستدام).وقال مدير المنظمة العربية للتنمية الزراعية إبراهيم الذخيري في كلمة خلال الاحتفال إن “اختيار شعار الاحتفال لهذا العام يأتي للتأكيد على أهمية الابتكار في تحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة ما يتعلق منها بالقضاء على الفقر والجوع والاستدامة البيئية”.وأشار إلى التحديات التي تزايدت حدتها وتأثيراتها السلبية على الأمن الغذائي العربي خلال العقد المنصرم ومنها جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) والتحديات الجيوسياسية مثل الحرب الأوكرانية – الروسية والصراعات الدائرة في بعض البلدان العربية وعدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ولبنان.وأضاف الذخيري أن ما يزيد على 70 في المئة من الإنتاج الزراعي بالدول العربية يأتي من المزارع الصغيرة والمتوسطة مشيرا إلى أن استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة 2030 المقرة من القمة العربية بالجزائر في عام 2022 ركزت على الابتكار ونقل التكنولوجيا وريادة الأعمال والحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي وبناء القدرات.واوضح أن ثمة أهدافا استراتيجية وبرامج عمل رئيسية وفرعية تهدف إلى دعم صغار المزارعين وتنظيمهم وتشجيعهم على تطوير عملياتهم الزراعية من خلال دمج المعارف والممارسات التقليدية بالمعارف العلمية الحديثة والممارسات الزراعية الجيدة والمستدامة وبما يسهم في تطوير النظم الغذائية وزيادة مرونتها وقدرتها على الصمود والتكيف مع المتغيرات المعاصرة.من جانبه قال مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية والمشرف على وحدة التنسيق والمتابعة بالأمانة العامة للجامعة الدكتور رائد الجبوري إن “الابتكار قوة دافعة لإحداث تحولات إيجابية في النظم الزراعية وسلاسل الإمداد مما يسهم في القضاء على الجوع”.وأكد الجبوري أهمية القطاع الزراعي في الدول العربية خاصة في ظل حقيقة أن الزراعة مصدر دخل رئيس للعديد من الدول العربية مشيدا بالدور “الحيوي” للعديد من الحكومات في تحقيق التحول القائم على الابتكار في الزراعة من خلال سياستها في تشجيع المزارعين ودعم البنية الزراعية الحديثة ودعم البحوث ومن خلال الدمج بين المعارف التقليدية والمعارف العلمية الحديثة.وأضاف أنه من خلال الابتكار يمكن للزراعة أن تواجه التحديات الجديد مثل التغيرات المناخية والنمو السكاني مشيرا إلى أن (عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية) ركز بشكل خاص على الابتكار من أجل الوصول لوضع تدابير فعالة لتحقيق التنمية المستدامة.وأوضح أن قرارات القمم العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي تؤكد وجود إرادة سياسية عربية لتحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي “ولكن المتحقق ما زال دون مستوى الطموحات”.ومن جهته قال المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحد (فاو) عبدالحكيم الواعر إنه إضافة إلى تأثيرات اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان وفلسطين على حياة البشر فإنها تضرب أيضا قطاع الزراعة موضحا إلى أن “المسوحات الجوية تكشف أن 70 في المئة من قطاع الزراعة بغزة تم تدميره بالكامل”.وأضاف أن التقرير الإقليمي لحالة الأمن الغذائي يشير إلى أن نسبة انتشار الجوع بالمنطقة تصل إلى 30 في المئة لافتا إلى أن “المنطقة العربية خارج المسار الصحيح للتنمية المستدامة فيما يتعلق بهدف التخلص من الجوع خاصة أن المنطقة العربية تعتمد بشكل كبير على استيراد الغذاء من الخارج”.وأشار إلى أن النسبة الأكبر من غياب الأمن الغذائي وانتشار الجوع تقع في مناطق النزاعات بالدرجة الأولى والسبب الرئيس هو “انهيار المؤسسات الرسمية” الأمر الذي أصاب قطاع الزراعة بالشلل موضحا إن ثماني دول عربية من أكثر عشر دول جفافا في العالم بالإضافة إلى وجود ندرة في الموارد الضرورية للزراعة مثل الأرض والماء بالمنطقة مشددا على أن هذه التحديات يجب أن تدفع لتعزيز الشراكة بين دول المنطقة.وقال إن هذه المنطقة “هي ربما الأكبر جفافا في العالم” وبالتالي التحديات التي تواجها لا توجد في منطقة أخرى مشيرا في الإطار نفسه لتأثير الصراعات مثل الحرب الأوكرانية على دول المنطقة.وأكد الواعر في الوقت نفسه أن هناك “تركيزا كبيرا” على قدرة الدول على الإنتاج الزراعي مشيرا إلى أن (فاو) تدعو لتحول في قطاع زراعة لكي يكون “أكثر كفاءة واستدامة” وإلى “تعزيز الزراعة بشكل ابتكاري” مشددا على أن الابتكار أصبح “ضرورة في ظل ندرة الموارد الزراعية مع زيادة الطلب على الإنتاج الزراعي”.ويصادف يوم الزراعة العربي ال27 من سبتمبر من كل عام وهو اليوم الذي وافق فيه مجلس الجامعة العربية على إنشاء المنظمة العربية للتنمية الزراعية بموجب قرار مجلس الجامعة الصادر في مارس 1970 وباشرت المنظمة عملها من مقرها بالخرطوم عام 1972. (النهاية)م ف م / غ ع