الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد ميثاقا “لوضع العالم على مسار أفضل” في افتتاح (قمة المستقبل)نيويورك – 22 – 9 (كونا) — اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأحد قرارا من دون تصويت يتضمن اتفاقا رئيسا يعرف ب”ميثاق المستقبل” يوصف بأنه “دعوة للعمل والإصلاح لوضع العالم على مسار أفضل يعود بالخير على الجميع في كل مكان”.جاء ذلك في افتتاح (قمة المستقبل) التي تنعقد في مستهل الأسبوع رفيع المستوى للدورة ال79 للجمعية العامة للأمم المتحدة يومي 22 و23 سبتمبر الجاري في مقر المنظومة الأممية في نيويورك.وأكد رئيس الجمعية العامة فيليمون يانغ في كلمته بعد تبني الميثاق أن (قمة المستقبل) منحت مسارا للمستقبل “ليس لمعالجة الأزمات الفورية فحسب وإنما أيضا لإرساء الأسس لنظام عالمي مستدام وعادل وسلمي لجميع الشعوب والأمم”.وقال يانغ إن (قمة المستقبل) هي “دعوة إلى العمل” مشددا على أنه “يجب أن نشكل مستقبلنا لحماية أنفسنا وكوكب الأرض”.وأضاف أنه “يتعين أن يؤدي المسار الذي نختاره إلى مستقبل تحترم فيه الكرامة الإنسانية ويتم فيه تعزيز حقوق الإنسان”.ونبه رئيس الجمعية العامة إلى أن “مستقبلنا بين أيدينا وأن لدينا القدرة على اتخاذ خيارات مهمة للمستقبل” مشيرا إلى أننا “نقف عند مفترق طرق التحول العالمي ونواجه تحديات غير مسبوقة تتطلب عملا جماعيا عاجلا” ومنها تغير المناخ و”الفجوة الرقمية”.وأكد ضرورة “المضي قدما” عبر التحلي بروح “التضامن والتعاون متعدد الأطراف” موضحا أن “التقدم الهادف يتطلب سماع جميع الأصوات وأن يكون لجميع الدول بغض النظر عن حجمها أو ثروتها مقعد على الطاولة”.وشدد يانغ أمام القمة على أن “الشباب هم حاملو شعلة الغد وخصوصا في إفريقيا حيث يدخل عدد أكبر من الشباب إلى سوق العمل كل عام مقارنة ببقية العالم”.ودعا رئيس الجمعية للأمم المتحدة في ختام كلمته إلى “الارتقاء معا إلى هذه اللحظة بشجاعة وعزيمة بينما نسرع رحلتنا نحو مستقبل أكثر إشراقا للجميع في كل مكان”.من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته أمام القمة من أن “العالم يواجه أوقاتا مضطربة يمر خلالها بالتحول”.وأكد غوتيريش أنه “يجب علينا اتخاذ الخطوات الأولى الحاسمة بتحديث وإصلاح التعاون الدولي لجعله أكثر ترابطا وعدالة وشمولا الآن واليوم” مضيفا “أننا بفضل جهودكم قد فعلنا ذلك”.وأوضح أن الاتفاقات التي اعتمدتها القمة (ميثاق المستقبل) و(الميثاق الرقمي العالمي) و(إعلان الأجيال المقبلة) تفتح الطريق إلى إمكانات وفرص.ولفت إلى أن الاتفاقات تتعهد بتحقيق تقدم كبير في مجال الإصلاحات الرامية إلى جعل مجلس الأمن أكثر قدرة على أن يعكس شكل العالم اليوم ومعالجة التمثيل التاريخي الناقص لأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية.وأضاف الأمين العام أن الاتفاقات تضع الأساس لإنشاء لجنة بناء سلام أكثر مرونة ولإجراء مراجعة أساسية لعمليات السلام لجعلها مناسبة للظروف التي تواجهها.وأكد أنها تمثل كذلك “أول دعم متعدد الأطراف متفق عليه لنزع السلاح النووي منذ أكثر من عقد من الزمان كما تعترف بالطبيعة المتغيرة للصراع وتلتزم باتخاذ خطوات لمنع سباق التسلح في الفضاء الخارجي وتنظيم استخدام الأسلحة الفتاكة المستقلة”.كما تتضمن اتفاقات (قمة المستقبل) تدابير لوضع استجابة فورية ومنسقة للصدمات العالمية المعقدة.ودعا غوتيريش الدول الأعضاء إلى تطبيق ميثاق المستقبل من خلال “منح الأولوية للحوار والتفاوض وإنهاء الحروب” بالإضافة إلى “إصلاح تشكيل مجلس الأمن وأساليب عمله وإسراع إصلاحات النظام المالي العالمي ووضع مصالح البشرية في جوهر التكنولوجيات الجديدة”. (النهاية)ع س ت / م ع ع