الزائر الأبيض يغطي جبال لبنان مبشرا بموسم سياحي شتوي واعد

الزائر الأبيض يغطي جبال لبنان مبشرا بموسم سياحي شتوي واعدمن فواز العتيبي (تقرير)بيروت – 11 – 2 (كونا) -– اكتست المرتفعات الجبيلة في لبنان بالزائر الأبيض الذي يجللها بعبائته البيضاء كل عام مبشرا ببداية موسم شتوي تترقبه عيون هواة التزلج والرياضات الشتوية في لبنان والوافدين من خارجه.ومع المنخفضات الجوية الباردة التي اكتسحت لبنان وبلاد الشام عموما هذا الشتاء غطت الثلوج الجبال التي ترتفع 900 الى 2400 متر عن سطح البحر مشكلة لوحة بانورامية خطفت الانظار وابهجت القلوب في اوضاع اقتصادية وأمنية غير مستقرة.وفي هذا الصدد قال وزير السياحة اللبناني وليد نصار لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاحد انه “رغم كل الظروف غيرالمستقرة التي يعيشها لبنان منذ سنوات إلا أن موسم التزلج انطلق والاقبال على منصاته يعد جيد جدا”.واضاف ان الوزارة تعمل على تهيئة منصات التزلج المعروفة في المرتفعات اللبنانية من اجل ترشيح لبنان ليكون (عاصمة السياحة الشتوية العربية لعام 2024) على غرار اختيار بيروت من قبل جامعة الدول العربية لتكون عاصمة للشباب العربي وايضا عاصمة للاعلام العربي 2023.واوضح نصار ان لبنان يمتلك كل المقومات والامكانات التي تجعله من الوجهات السياحية المفضلة لدى السواح العرب والاجانب لافتا الى انه “فقط يحتاج الى توفر الاستقرار لتحقيق النتائج المرجوة من هذه الامكانات”.واشار الى ان الزوار الذين وفدوا الى لبنان في شهر ديسمبر الماضي بالرغم من الحرب في قطاع غزة بلغوا نحو 300 الف زائر معظمهم من المغتربين اللبنانيين.وذكر نصار ان وزارته تحضر لباقة من العروض السياحية من اجل جذب مزيد من الزوار العرب والاجانب من خلال التعاون مع شركات الطيران ووكالات السياحة والسفر المحلية والخارجية.ومن جانبه قال رئيس الاتحاد اللبناني للتزلج فريدي كيروز ل(كونا) ان تغير المناخ الذي طرأ على العالم في السنوات الاخيرة ادى الى تأخر انطلاق موسم التزلج في الأعوام السابقة مشيرا الى ان الموسم كان ينطلق عادة في شهر ديسمبر “الا انه هذا العام انطلق في شهر يناير”.واضاف ان “جميع منصات التزلج في المرتفعات اللبنانية على جهوزية تامة لاستقبال هواة ومحبي هذا النوع من الرياضات الموسمية”.وبين كيروز ان معظم زوار منصات التزلج يقتصرون بشكل كبير على اللبنانيين من المقيمين والمغتربين بسبب الاوضاع الأمنية في المنطقة نتيجة حرب غزة والاوضاع في جنوبي لبنان.واشار الى ان الزوار اللبنانيين يسهمون في عطلة نهاية الاسبوع والعطل الرسمية في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية اذ تشهد الفنادق والمطاعم “ازدحاما لافتا”.وذكر كيروز ان اهم منصات التزلج في لبنان هي (المزار) في (كفر ذبيان) و(الارز) و(اللقلوق) و(فقرا) و(الزعرور) مشيرا الى ان منصة (المزار) وحدها استقبلت العام الماضي نحو 170 الف متزلج.وأكد ان منصات التزلج تشكل المحرك الأساسي للرياضات الشتوية في لبنان وتعزيز الحركة الاقتصادية المرتبطة بها في تشغيل الفنادق والمطاعم والمحال التجارية والاندية الرياضية وانتعاش بعض الحرف المحلية الموسمية.واعرب كيروز عن امله في استمرار هطول نوعية الثلوج المطلوبة لممارسة التزلج الى نهاية شهر مارس المقبل لتتمكن هذه المنصات من استقبال اكبر عدد من الزوار.ومن جهتها اكدت نيكول واكيم وهي مالكة لاحدى المنشآت التجارية التي تقدم خدمات لهواة الرياضات الشتوية في لبنان ل(كونا) ان الاقبال من الافراد على مناطق التزلج يعد “جيدا وفي تحسن”.وقالت واكيم ان المنشآت التجارية المتخصصة في خدمات الرياضات الشتوية تترقب موسم الثلوج “بشغف كل عام” الذي يمتد الى اواخر ابريل لكي تمارس نشاطها ويتحرك الاقتصاد المرتبط بها.واوضحت ان مقدمي خدمات الرياضة الشتوية يستعدون للعطلات والعطل المدرسية لاستقبال المزيد من الزوار لافتة الى ان معظم قاصدي منصات التزلج هم من اللبنانيين “مع وجود عدد قليل من الاجانب”.ولفتت واكيم الى ان اسعار الخدمات التي تقدمها المنشآت والمنتجعات في مناطق التزلج “قد ارتفعت قليلا” بسبب ارتفاع اسعار المحروقات وما يرتبط بها من امداد لوجستي لبعض المواد المطلوبة.وذكرت ان منشأتها تقدم للزوار فرصة (التزلج الالبي) وهو تزلج يتبع مسارا محددا بشكل ملتو مليء بالمنعطفات الحادة والقفزات العالية اضافة الى رياضة المشي واكتشاف الطبيعة وهواة ركوب العربات الثلجية (جي تي اسكي).(النهاية)ف ز / م خ