الشارقة في 20 سبتمبر/ وام/ أشاد متخصصون وباحثون في الشأن التراثي الموريتاني بدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للمشهد الثقافي في موريتانيا- ضيف شرف الدورة الحالية لملتقى الشارقة الدُولي للراوي 24، مستعرضين التراث الثقافي للطيور التي تشكل ثقلاً معرفياً وتاريخياً واقتصادياً ولها فوائد في تحديد بداية المواسم ونهاياتها والإشارة إلى وجود الرياح والأمطار وظهور نجم معين.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للبرنامج العلمي لملتقى الراوي 24،أمس الخميس، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث بمشاركة الباحثون عبد الرحمن أبنو ود. أحمد مولود أيد الهلال ود. الشيخ سيدي عبد الله تحدثوا خلالها عن حفظ التقاليد المروية في موسوعة الثقافة الشعبية الموريتانية وما بذل فيها من جهود.
وبين عبد الرحمن أبنو أن دور حاكم الشارقة في دعم المشهد الثقافي في موريتانيا ليس وليد اليوم، إذ كانت لأياديه البيضاء دور مهم في افتتاح بيت الشعر في نواكشوط عام 2015 دعماً للشعر والشعراء وتنظيم مهرجان نواكشوط للشعر العربي في 2016 وهو امتداد لمهرجان الشارقة الشعري للشباب وتوجيه سموه بدعم وتأسيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا عام 2017 ليتكلل ذلك بافتتاح مقر مجلس اللسان العربي في موريتانيا عام 2019 ليكون عوناً للعلماء والباحثين.
كما أكد عدد من المهتمين بالشأن التراثي المحلي أن التعاون بين مؤسسات الدولة أثمر عن تعزيز حضور التراث في الحياة العامة والانتقال به من المحيط المحلي إلى صدارة المحيط الإقليمي والعالمي بعد أن حاز على الإعجاب والثناء بدوره البارز في دعم التراث العالمي، داعين المؤسسات إلى المزيد من التعاون لتحقيق أفضل النتائج والنجاحات.
وضمن البرنامج العلمي للملتقى عقدت جلسة بعنوان “دراسة الطيور بين الشفاهية والمكتوب”، بمشاركة سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، ومجموعة من المتخصصين.
وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم :”إن الكثير من التراث والمفردات يضيع إذا لم يدون وقد قام المعهد بإثراء المكتبة الوطنية بالأبحاث والدراسات التراثية العامة والتراث الثقافي للطيور بشكل خاص ولديه الكثير من الخطوات التي ترسخ أصالة الموروث انطلق بها من الطفولة حيث خصص فعاليات عدة للتعريف بالتراث الشعبي والمفردات الشعبية لإيمان المعهد بأن التمسك بالتراث الثقافي هو جزء أصيل وحي من التمسك بالهوية الوطنية”.
بدوره، تحدث حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية عن دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في حفظ تراث الطيور في الإمارات قائلاً :”إن الطير رمز عظيم من رموز الدولة والصقر خير مثال على ذلك، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الداعم الأول لهذا التراث منذ البدايات ولا سيما إقامة مؤتمر البيزرة الأول في أبوظبي عام 1976.
من جانبها، بيّنت فاطمة المنصوري مدير مركز زايد للدراسات والبحوث بنادي تراث الإمارات، أن الطيور تشكل ثقلاً معرفياً وتاريخياً واقتصادياً ولها اهتمام كبير في دولة الإمارات وقد انعكس ذلك في جهودها بتسجيل رياضة الصيد بالصقور في التراث العالمي لليونسكو بعد محاولات طويلة بذلتها في هذا المجال.
من جهته، تحدث الباحث الإماراتي جمعة بن ثالث عن ببليوغرافيا الطير في المكتبة التراثية العربية مشيراً إلى أن للطيور فوائد عظيمة في تحديد بداية المواسم ونهاياتها والإشارة إلى وجود الرياح والأمطار وظهور نجم معين.
إلى ذلك، اختتم الدكتور عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة الجلسة، بالحديث عن تصورات الطير في التراث اللغوي العربي منطلقاً من قصص “كليلة ودمنة” التي تحمل الكثير من القيم والرسائل الموجهة لمختلف شرائح المجتمع، داعياً إلى ضرورة تأليف المزيد من الكتب والدراسات في مجال الطير في الأدب والشعر العربي والإماراتي لسد الفراغ الحاصل في هذا المجال،بما يمكن ربط الأدب الماضي بالأدب الحاضر كحلقة وصل بين الأجيال.