“الشارقة للتراث” يحتفي بـ”اليوم العالمي للحكاية”

الشارقة في 21 مارس/ وام/ نظّمت المدرسة الدولية للحكاية التابعة لمعهد الشارقة للتراث مساء أمس فعالية “اليوم العالمي للحكاية” احتفاءً بفن السرد القصصي باعتباره إرثًا ثقافيًا متجددًا يجمع الشعوب ويعزز التواصل بين الأجيال.

أقيمت الفعالية، في ساحة السور في قلب الشارقة، لتسليط الضوء على أهمية الحكاية كأداة تراثية تحفظ الذاكرة الشعبية وترسّخ الهوية الثقافية.

حضر الفعالية سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس المعهد ومروة العقروبي رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وأميرة بوكدرة الكاتبة والشريك المؤسس في منشورات غاف رئيس مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين بالإضافة إلى حضور واسع من محبي التراث.

وخلال الفعالية، أطلق معهد الشارقة للتراث منصة “رابطة الحكايات” كمبادرة لتعزيز فن الحكي وتوثيق السرد القصصي، مما يتيح بيئة تجمع بين الرواة والباحثين والمهتمين بهذا الإرث الثقافي.

استمتع الحضور بمشهد مسرحي قصير قدّمه الأطفال المشاركون في برنامج “درر الحكايات وجواهرها” حيث أبدعوا في تجسيد أهمية الحكاية في تعزيز القيم الاجتماعية وبناء الجسور بين الماضي والحاضر من خلال عرض تفاعلي يحمل في طياته رسائل تراثية نابضة بالحياة.

وأكد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم أن الحكاية ليست مجرد ترف ثقافي أو سرد عابر، بل هي ذاكرة الأمم ومستودع حكمتها وحلقة وصل تمتد عبر الأزمان، توثّق التجارب وتنقل القيم والمعارف بين الأجيال.

وأضاف أن معهد الشارقة للتراث يحرص على تنظيم هذه الفعالية لتأكيد أن فن الحكاية ليس موروثًا جامدًا، بل هو كيان حيّ نابض يستمر في التأثير والتطور، وسيظل عنصرا أساسيا في المشهد الثقافي مهما تغيرت الأزمنة والأساليب.

وأشار إلى أن الاحتفاء باليوم العالمي للحكاية يعكس التزام المعهد الراسخ بحفظ التراث الشفهي وتقديمه بأساليب مبتكرة تواكب التطور وتحافظ في الوقت نفسه على أصالته ليبقى مصدر إلهام ومعرفة للأجيال القادمة.

من جانبها، أكدت إسراء الملا، مديرة المدرسة الدولية للحكاية، أهمية الحكاية كأداة تعليمية وثقافية تعزز التواصل الإنساني، مشيرة إلى أن فن السرد القصصي هو وسيلة تربوية وتعليمية ذات تأثير عميق، تتيح للأفراد فهم العالم من خلال منظور إبداعي يجمع بين الخيال والمعرفة.

وأضافت أن المدرسة تؤمن بأن الحكايات هي من أقوى أدوات نقل التراث والحكمة والقيم الإنسانية، فهي تحفّز الخيال وتعزز مهارات التفكير النقدي، وتوفر بيئة تفاعلية تشجّع الحوار والتفاهم بين الثقافات.

وشمل برنامج الفعالية جلستين حواريتين تطرقتا إلى رؤى متعمقة حول فن الحكاية وأثره في حفظ الهوية الثقافية، حيث تناولت الجلسة الأولى دور السرد القصصي في حفظ التراث وتوثيق التجارب الإنسانية عبر الأزمان، بينما شهدت الجلسة الثانية مشاركة الأطفال واليافعين في تجربة تفاعلية مع “راوي الحكايات”، حيث أتيحت لهم الفرصة لسرد قصصهم بأساليب إبداعية.

اختتم الحدث بعدد من الورش التعليمية والبرامج الفنية التي أتاحت للجمهور فرصة التعرف على تقنيات السرد القصصي وتطوير مهارات الحكي.