“الشارقة للرسوم المتحركة” 2025 يختتم فعالياته وسط حضور أساطير الأنميشن في العالم

الشارقة في 5 مايو / وام / اختتمت أمس فعاليات الدورة الثالثة من “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” التي نظمتها “هيئة الشارقة للكتاب” على مدار أربعة أيام في مركز إكسبو الشارقة بالتزامن مع “مهرجان الشارقة القرائي للطفل” حيث شهدت فعالياته حضور أكثر من 5,600 زائر وسط مشاركة واسعة من صنّاع المحتوى والرسامين وخبراء الأنيمي من 18 دولة مثلت آسيا والأمريكتين وأوروبا وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.

وشهد حفل الختام تكريم الفائزين في المسابقات التي أطلقها المؤتمر ضمن فئتين رئيسيتين مجموعهما 20 ألف دولار حيث قام سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب وبيترو بينيتي المدير الفني لمؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة بتكريم الفائزين بجائزة “اعرض مشروعك” التي فاز بها محمد جندلي بالمركز الأول وعبد الله المنجد بالمركز الثاني وإسلام أبو شادي بالمركز الثالث.

كما تم تكريم الفائزين بجائزة “الإعلان الترويجي للكتاب” حيث حصل أحمد أرنعوطي على المركز الأول و أيشواريا كارياپا في المركز الثاني وزينب جبور في المركز الثالث وذلك ضمن أجواء احتفالية ختامية سلّطت الضوء على المواهب الإبداعية في مجال إنتاج المحتوى البصري والترويجي.

كما شهد الحفل تكريم عدد من الشخصيات والمؤثرين في مجال الرسوم المتحركة حيث كرّم المؤتمر اسم أسطورة الكرتون الراحل مسامي سودا مبتكر شخصيات أيقونية مثل “دراغون بول” تقديراً لإرثه الفني الذي ألهم أجيالاً من عشاق الأنيميشن حول العالم وتسلمت الجائزة عنه زوجته تشودا سودا كما كرّم المؤتمر فنان الرسوم المتحركة العالمي ساندرو كليوزو بجائزة “سفير مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” والتي تُمنح للشخصيات التي أسهمت في دعم رؤية المؤتمر وتعزيز حضوره الإقليمي والعالمي.

ورسّخ المؤتمر مكانته كمنصة إقليمية وعالمية لصناعة الرسوم المتحركة من خلال برامجه التي تنوعت بين ورش تفاعلية وعروض موسيقية وجلسات حوارية ناقشت أحدث الاتجاهات الفنية والتقنية في هذا القطاع المتطور.

وأكدت خولة المجيني المديرة التنفيذية للمؤتمر أن النجاح المتنامي الذي يشهده المؤتمر جسّد رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي علّم أجيالاً كاملة أن المشاريع الثقافية والفنية العظيمة لا تُبنى في عام بل تحتاج إلى رؤية طويلة الأمد وإيمان حقيقي بالإنسان مشيرة إلى أن هذا النهج هو ما ألهم فرق العمل لصناعة منصة تُنمي الإبداع وتحتفي بالمواهب في مجال الرسوم المتحركة لتكون امتداداً لطموح الشارقة في بناء جسور ثقافية عابرة للحدود.

وأضافت أن المؤتمر انطلق من حلم بسيط بأن ترى القصص العربية النور على الشاشات مدفوعة بالشغف والدعم اللامحدود من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب التي آمنت بأهمية بناء منصة تحتفي بالمحتوى العربي وتمنح المبدعين فضاءً حراً للتعبير لافتة إلى أن المؤتمر في عامه الثالث تحوّل إلى منصة حقيقية للنمو الإبداعي والتعاون المهني تجمع الناشرين والفنانين وقادة الصناعة والموزعين ليحملوا معاً رسالة الشارقة في بناء مجتمعٍ ثقافي ينبض بالحكايات والمواهب.

واستعرض المؤتمر ملامح المستقبل الرقمي لصناعة الرسوم المتحركة من خلال نقاشات متقدمة حول الذكاء الاصطناعي وسرد القصص التفاعلي والدمج بين الألعاب والرسوم إلى جانب استضافة روّاد في مجال تصميم الشخصيات وفنون الأداء الكوميدي الذين كشفوا للجمهور أسرار إخراج المشاهد الكلاسيكية وتقنيات تحريك الشخصيات بأساليب معاصرة كما سلّط الضوء على تجارب عالمية متميزة في تحويل الأعمال الأدبية إلى إنتاجات تلفزيونية وسينمائية.

وشكّلت جلسات المؤتمر مساحة حوارية جمعت بين صنّاع المحتوى من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا حيث ناقشوا التحديات المؤسسية وسبل تطوير بنى تحتية داعمة للإنتاج المحلي إلى جانب تعزيز فرص التعاون الدولي في مجالات البث وتوزيع المحتوى كما كانت مشاركة المرأة محوراً لافتا حيث طرحت رائدات أفريقيات تجاربهن الملهمة في قيادة مشاريع مستقلة تركت بصمتها على الساحة العالمية.

و سلط المؤتمر الضوء على مسيرة عدد من رموز الأنيمي الياباني وسط تفاعل كبير من الزوّار ومحبي هذا الفن كما أتاح المؤتمر الفرصة للأجيال الصاعدة من الطلبة والهواة لاكتساب مهارات مباشرة من كبار المخرجين عبر ورش تخصصية مزجت بين التطبيق الفني والتقنيات الرقمية الحديثة.

ولم تقتصر الفعاليات على الورش والجلسات، حيث امتد تأثير المؤتمر إلى الجوانب الفنية الحيّة حيث استمتع الجمهور بعدد من الحفلات الموسيقية التي مزجت بين الفن البصري والسمعي كما استضاف “بيت اللوال” التاريخي في قلب الشارقة أمسية تواصل جمعت رواد الصناعة والمبتكرين والمبدعين ووفرت لهم فرصة تعزيز الشراكات