الشوبكي: التضامن المغربي مع فلسطين ممتد عبر الزمن

  الرباط 30-11-2024 وفا- قال سفير دولة فلسطين لدى المغرب جمال الشوبكي، إن “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مناسبة للتأكيد على حقوقه غير القابلة للتصرف، على الوجه الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي أُبعدوا عنها”. وأضاف الشوبكي، في كلمته خلال الفعالية التي نظمتها سفارة فلسطين لدى المغرب، في العاصمة الرباط، للاحتفاء بهذا اليوم، بحضور زعماء أحزاب مغربية، وشخصيات سياسية، ودبلوماسية، “العالم يحيي هذا اليوم في أقصى وأصعب ظرف تمر به القضية الفلسطينية على مختلف المستويات منذ سنوات عديدة، بعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية التي يقودها الاحتلال ضد شعبنا، مستخدماً كل أسلحة الفتك والتقتيل، في سياق مخطط بدأت تتضح ملامحه بشكل جلي، وبدأت عملية تطبيقه ميدانياً بخطوات تهدف إلى النيل بشكل كامل من حقوق الشعب الفلسطيني”. وتابع قائلاً “إن حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية ماضية في تطهير غزة من سكانها، ومسح معالمها، وسلخ القدس عن محيطها العربي والإسلامي، وحصار الفلسطينيين في قراهم ومدنهم في ظروف قاسية تدفعهم إلى الهجرة أو إخضاعهم ليكونوا مجموعات بشرية تحت الاحتلال دون أي آمال وطنية أو سيادية”. وأشار إلى أن “ما يجري على يد الاحتلال وآلته العسكرية أرسى حقيقة باتت واضحة، هي أنه لا شريك للسلام يمكن الحديث معه، وأن من يحكم تل أبيب دمّر أي آفاق سياسية قد تعيد التوازن للمنطقة، وترسي سلاما شاملا وعادلا”. وضع الشوبكي المسؤولية على “كل القوى التي أمدت الاحتلال بأعتى أنواع الأسلحة ومصادر التمويل، وكذا الدول التي وقفت متفرجة على هذه المذابح دون كبح جماح هذا التوحش الإسرائيلي، في مشهد أسقط كل الأقنعة عن المنظومة الدولية، وما تدعيه من أخلاقيات وقوانين وحقوق الإنسان، التي تستحضرها حصراً لمصلحة أعراق أو شعوب معينة”. وأعرب عن ترحيبه بقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء ووزير الجيش الأسبق الإسرائيليين، مبرزا أن ذلك “يعيد الأمل في القانون والمؤسسات الدولية. لكن رغم كل ذلك، ورغم السكين الإسرائيلية التي أشبعت بدمائنا، ورغم آلاف الأطنان من المتفجرات الموجهة بأحدث التقنيات الغربية لتنفجر على رؤوس أطفالنا، ما زلنا هناك في فلسطين، وستبقى خيمة الفلسطيني قرب ركام منزله أكثر رحابة من بلاد المعمورة كلها”. وأشار السفير الفلسطيني إلى أن “التضامن المغربي مع فلسطين ممتد عبر الزمن، لا سيما منذ انطلاق الثورة الفلسطينية، وقد تم التعبير عنه في مواقف مفصلية، من بينها احتضان المغرب أول مؤتمر إسلامي في شتنبر 1969، كرد فعل على إحراق الصهاينة للمسجد الأقصى في القدس، وقرارات مؤتمر الرباط في أكتوبر 1974، التي رسخت دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، إضافة إلى رئاسة المغفور له الملك الحسن الثاني لجنة القدس التي أسستها منظمة المؤتمر الإسلامي، والتي يرأسها من بعده جلالة الملك محمد السادس، الذي يرعى القضية الفلسطينية بشكل دؤوب”. وعبر الشوبكي، باسم الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية ومختلف أطياف الشعب الفلسطيني، عن شكره وتقديره للمغرب، حكومة وشعباً، على مواقفه الداعمة للحق الفلسطيني. كما أشار إلى أهمية ما نوقش في القمة العربية الإسلامية الأخيرة بالرياض، التي قال إنها “انتقلت بالعمل العربي الإسلامي المشترك من منطق التدبير إلى منطق التغيير، ودعت مختلف الأطراف الدولية إلى وقف تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح. وهو التوجه الذي ندعو إلى تعزيزه والعمل على تطبيقه إلى جانب مختلف مخرجات القمة”. وأكد أن شعبنا، أمام حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال، يرفض، بكافة أطرافه ومكوناته، مخططات التهجير التي تسعى تل أبيب إلى تنفيذها، مشددا على صموده على أرضه، قائلا: لا تهجير ولا وطن بديل للفلسطينيين. ودعا كافة القوى الحية إلى تكثيف حراكها ونشاطها في ظل الأعداد الكبيرة للشهداء، وما نخشاه من اعتيادية المشاهدات كأن الفلسطيني بات رقماً لا أكثر. ــــــــــــ س.ك