الناخبون في النمسا يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء البرلمان الجديدفيينا – 29 – 9 (كونا) — بدأ الناخبون في النمسا اليوم الأحد التوجه إلى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية لاختيار أعضاء البرلمان الجديد ومن ثم تشكيل حكومة جديدة بعد انتهاء الدورة البرلمانية التي استمرت خمس سنوات.ويحق لنحو 3ر6 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها في عموم ولايات النمسا التسع ابتداء من الساعة 00ر07 من صباح اليوم بالتوقيت المحلي (00ر05 بتوقيت غرينيتش) على أن تغلق في الساعة 00ر17 بالتوقيت المحلي (00ر15 بتوقيت غرينيتش).وينتظر أن تظهر النتائج الأولية للانتخابات في ساعة متأخرة من مساء اليوم نظرا لإصلاح النظام الانتخابي الذي تضمن فقرة جديدة توصي بضرورة حساب أصوات الناخبين بواسطة البطاقة الانتخابية البريدية الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى نحو مليون ناخب.وركزت الأحزاب السياسية في حملاتها الانتخابية على قضايا الهجرة واللجوء بالدرجة الأولى بإعتبارها مشكلة لا تؤرق فقط الأحزاب السياسية وإنما كامل فئات المجتمع النمساوي.كما تركز الأحزاب المتنافسة على الضمانات الاجتماعية و”مكافحة الفساد” إضافة إلى مسألة الحفاظ على “الهوية القومية الأوروبية” وسبل التخلص من تبعات الحرب في أوكرانيا التي أرهقت كاهل المواطنين في عموم أوروبا.إلا أن شعارات النزعة الشعبوية المعادية للهجرة واللجوء بشكل عام وللاسلام والمسلمين بشكل ملحوظ كانت الطاغية على الحملة الانتخابية لدى العديد من الأحزاب سواء بشكل مباشر كما هو الحال بالنسبة لحزب (الأحرار) وبشكل غير مباشر لبعض الأحزاب الأخرى التي اكتفى أبرز قادتها بتصريحات تحذر من “التزايد المهول” لعدد الأجانب والمسلمين في النمسا.ويطالب حزب (الأحرار) اليميني المتطرف الذي يتصدر استطلاعات الرأي بإيقاف تام للهجرة وبمراجعة الأجهزة الأمنية أوراق اللاجئين المعترف بهم رسميا في البلاد أو من قدموا طلبات اللجوء والتأكد فيما إذا كانت لا تزال هناك أسباب تبرر بقاءهم تحت رعاية النمسا أو يمكن إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية “مثل السوريين”.كما يدعم الحزب بقيادة زعيمه الأكثر تطرفا هربرت كيكل المقرب حسب معارضيه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استمرار التعاون مع موسكو للحصول على إمدادات الطاقة الرخيصة.وأثارت تصريحات حزب (الأحرار) العنصرية موجة خوف لدى المهاجرين واللاجئين لا سيما لدى المسلمين والعرب من احتمال عودة الحزب إلى السلطة مجددا بإعتباره لا يزال يشكل قوة سياسية لا يستهان بها.وترجح غالبية استطلاعات الرأي فوز الحزب وزعيمه كيكل بأكثر من 27 بالمئة من الأصوات مستفيدا من التقدم الذي حققه اليمين المتطرف في عموم أوروبا لا سيما في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في يونيو 2024 ما يجعله مرغوبا فيه ولو على مضض لتشكيل حكومة ائتلافية.ولم يستبعد حزب (الاحرار) أي خيار للتحالف في الوقت الراهن لكن من المستبعد إقامة تحالف بينه وبين الحزب الاشتراكي الديمقراطي.ويتوقع أن يأتي (حزب الشعب) المحافظ الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي في المرتبة الثانية بعد حزب (الأحرار) اليميني بنسبة تتراوح بين 24 و25 في المئة يتبعه الحزب الاشتراكي المعارض بنسبة 21 في المئة ثم حزب الليبراليين الجدد المعارض بنسبة 10 في المئة وحزب (الخضر) المناصر للبيئة المشارك في الائتلاف الحالي بنسبة تتراوح بين 8 و9 في المئة بتراجع ملحوظ عما حققه في السابق.ومما يسترعي الانتباه تمكن حزب جديد صغير مناصر للقضية الفلسطينية يحمل اسم (غزة) من الحصول على أصوات الدعم المطلوبة والتي تقدر بحوالي أربعة آلاف صوت ليتقدم للانتخابات الحالية لكن تبقى حظوظه متواضعة في بلوغ حاجز الأربعة بالمئة لدخول البرلمان البالغ عدد مقاعده 183 مقعدا. (النهاية)ع م ق / ا ب خ