النمسا تنظم انتخابات برلمانية عامة الأحد المقبل وسط تنامي شعبية اليمين المتطرف

النمسا تنظم انتخابات برلمانية عامة الأحد المقبل وسط تنامي شعبية اليمين المتطرففيينا – 25 – 9 (كونا) — من المقرر ان يتوجه الناخبون النمساويون الى صناديق الاقتراع يوم الاحد المقبل لاختيار ممثليهم في البرلمان الاتحادي وتشكيل حكومة جديدة بمشاركة خمسة أحزاب رئيسية الى جانب حزبين صغيرين.ووفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة فمن المتوقع ان يتصدر (حزب الأحرار النمساوي) المعارض وهو حزب شعبوي وعنصري متطرف المشهد السياسي في البلاد وبالتالي سيكون طرفا رئيسيا في أي تشكيلة حكومية قادمة.ورجحت الاستطلاعات أن يحصل (حزب الاحرار النمساوي) على نسبة تأييد شعبي في الانتخابات العامة المرتقبة تتراوح بين 27 و30 في المئة مستفيدا من التقدم الذي حققه اليمين المتطرف في عموم أوروبا ولاسيما في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في يونيو الماضي.ومن المتوقع أن يأتي (حزب الشعب المحافظ) الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي في المرتبة الثانية بعد (حزب الاحرار اليميني) وبنسبة تقدر بين 24 و25 في المئة ثم (الحزب الاشتراكي) المعارض بنسبة 21 في المئة فالحزب (الليبرالي المعارض) بنسبة 10 في المئة و(حزب الخضر اليساري) المشارك في الائتلاف الحالي بنسبة بين 8 و9 في المئة وهناك حزبان صغيران يسعيان للحصول على نسبة 5 في المئة وهي الحد الأدنى المطلوب للدخول في البرلمان.وتشير بعض التوقعات الى إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي جديد بعد اجراء الانتخابات العامة في النمسا في 29 سبتمبر الحالي يضم (حزب الشعب) الحاكم حاليا مع (حزب الاحرار) المتطرف بحيث تتاح للحزب الأخير فرصة تولي رئاسة الحكومة رغم وجود معارضة شديدة بين مختلف الأحزاب السياسية على شخص زعيم (حزب الأحرار الحالي) هربرت كيكل بسبب مواقفه المتطرفة ازاء الهجرة ورفضه هيمنة المفوضية الأوروبية على سياسة الدول الأوروبية ودعمه لاستمرار التعاون مع روسيا للحصول على امدادات الطاقة الرخيصة.وتشير استطلاعات الرأي وآراء المحللين السياسيين الى أن المزاج الشعبي العام في النمسا يميل حاليا الى معاداة الحكومة إلى حد كبير بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأساسية والتضخم لكن غالبية السكان تهتم بمسألة الحفاظ على استقرار الدولة وعدم المساس بأمنها ونظامها الاجتماعي.ورغم تقدم (حزب الاحرار اليميني) على باقي الأحزاب السياسية في النمسا فإن نسبة التأييد الشعبي المتوقعة لهذا الحزب تظل أقل بكثير من 50 في المئة التي يحتاجها لتشكيل حكومة أغلبية بعد انتخابات سبتمبر الحالي لذلك فإنه من المرجح أن يحتاج (حزب الأحرار اليميني) الى تشكيل ائتلاف مع أحزاب أخرى.وأسوة بحزب (البديل) اليميني المتطرف في ألمانيا فإنه من غير الواضح أي من الأحزاب السياسية في النمسا سيكون على استعداد للعمل مع هذا الحزب الشعبوي المتطرف بسبب مواقفه السلبية من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو) بالذات وقربه من روسيا.(النهاية)ع م ق / م خ