اليوم الوطني للسلطنة.. مناسبة لتجديد أواصر العلاقات الكويتية – العمانية الوطيدة والتاريخية

اليوم الوطني للسلطنة.. مناسبة لتجديد أواصر العلاقات الكويتية – العمانية الوطيدة والتاريخيةمن ناصر العجمي (تقرير إخباري)مسقط – 17 – 11 (كونا) — يكتسب اليوم الوطني لسلطنة عمان معنى خاصا لإحياء إنجازاتها ومواصلة السير نحو أهدافها المستقبلية بجانب كونه مناسبة سنوية تجسد قوة الترابط الوثيق وتجدد فيها أواصر العلاقات الكويتية – العمانية الوطيدة والتاريخية بين الشقيقين.وتحل غدا الاثنين الذكرى الرابعة والخمسون لعيدها الوطني المجيد الذي يصادف 18 نوفمبر من كل عام متفاخرة بإنجازات كبيرة على كل الصعد حققتها بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عمان.وفي هذه الذكرى الغالية وببالغ الاعتزاز بالعلاقات الأخوية الوطيدة والتاريخية الراسخة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين تتوافق دولة الكويت وسلطنة عمان على الحرص الدائم والمشترك لتعزيزها والارتقاء بأفق التعاون القائم بينهما على الأصعدة كافة.وقد حرصت القيادة العمانية على تهيئة أسباب النمو والتقدم في شتى المجالات عن طريق تحقيق الاستقرار وتعميق الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والأمان في البلاد من خلال تهيئة الأجواء والظروف الملائمة للمضي قدما في مسيرة الإنجازات التي تشهدها السلطنة.وتشهد محافظات السلطنة من أقصى شمالها محافظة (مسندم) إلى نهاية جنوبها محافظة (ظفار) منذ أيام فعاليات يحتفل خلالها المواطنون والمقيمون بالعيد الوطني حيث تزدان شوارعها بالأعلام وصور السلطان هيثم بن طارق قائد رؤية عمان 2040.وتمثل هذه الرؤية حجر الزاوية التي تسعى عبرها السلطنة لإحداث نقلة اجتماعية واقتصادية كبرى تصنع الفارق في المستقبل حيث تعمل وحدة متابعة تنفيذ هذه الرؤية بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة على تطوير ومتابعة تنفيذ 34 مبادرة ومشروعا في إطار تفعيل أولويات الرؤية والمرتبطة بمحوري الاقتصاد والتنمية والحوكمة والأداء المؤسسي ضمن ثلاثة برامج لتحسين بيئة الأعمال.وفي إطار تطوير القطاع الصحي شهد السلطان هيثم بن طارق في 11 نوفمبر الجاري الافتتاح الرسمي لمستشفى (المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية) في مسقط والذي تم تصميمه وبناؤه وفق أعلى المعايير الفنية حتى يلبي احتياجات الخدمات الطبية والرعاية الصحية المتكاملة التي يقدمها للمرضى وبما يتفق مع رؤية عمان 2040.وتعد المدينة الطبية خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات القطاع الصحي العسكري والأمني في السلطنة حيث تسهم في تقديم خدمات طبية عالية الجودة مما يعزز جاهزية السلطنة في هذا المجال إضافة إلى كونها نموذجا مبتكرا للرعاية الصحية المستدامة التي تلبي تطلعات المجتمع العسكري وتدعم الأمن الصحي الوطني بما يسهم في رفع مستوى خدمات الرعاية لأفراد القوات العسكرية وعائلاتهم.وعلى صعيد آخر حقق الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عمان بنهاية الربع الأول من عام 2024 ارتفاعا بنسبة 7ر1 بالمئة ليبلغ نحو 537ر9 مليار ريال عماني (8ر24 مليار دولار) مقارنة بنحو 373ر9 مليار ريال (38ر24 مليار دولار) خلال الربع نفسه من العام الماضي وفقا للبيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.وذكرت نشرة الأداء المالي الصادرة عن وزارة المالية أن صافي إيرادات النفط شهد ارتفاعا حتى نهاية الربع الثاني من عام 2024 بنسبة 3 بالمئة ليصل إلى 362ر3 مليار ريال (74ر8 مليار دولار) مقارنة بنحو 257ر3 مليار ريال (47ر8 مليار دولار) في الفترة المماثلة من عام 2023 فيما بلغ متوسط سعر النفط المحقق 82 دولارا للبرميل وكمية إنتاج النفط نحو مليون وثلاثة آلاف برميل يوميا.وتواصل سلطنة عمان الاهتمام بالتعليم كأحد منجزات نهضتها الحديثة حيث يعد المنطلق الأساسي والأهم لكل جهود التنمية المستدامة التي لا يمكن أن تتحقق إلا باستثمار الثروة البشرية وتنمية القدرات الوطنية وتأهيلها لمواكبة متطلبات سوق العمل وتحقيق النمو المستدام في الحاضر والمستقبل.وفي نهاية العام الماضي بلغت مساهمة أنشطة قطاع التعليم في الناتج المحلي الإجمالي 8ر1 مليار ريال (68ر4 مليار دولار) بما يمثل ما نسبته 5ر4 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي خلال 2023 والذي بلغ 8ر41 بالمئة مقوما بالأسعار الجارية.من جهة أخرى حقق قطاع التصنيع في سلطنة عمان خلال النصف الأول من العام الجاري نموا بنسبة تجاوزت 10 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي حيث ارتفع إنتاج قطاع التصنيع العماني بأسعار ثابتة ليصل إلى 868ر1 مليار ريال (86ر4 مليار دولار) معظمها في التوسع في مجالات مثل تكرير النفط والبتروكيماويات والكيماويات الأساسية.وفي مجال الطاقة والمعادن أسهم برنامج المحتوى المحلي منذ إطلاقه في عام 2013 في توفير أكثر من 100 فرصة استثمار محلي وثلاثة آلاف فرصة عمل مباشرة مع نسبة تعمين تصل إلى 92 في المئة بينما أطلقت وزارة الطاقة والمعادن ثمانية مشاريع للهيدروجين الأخضر في محافظتي الوسطى وظفار مستهدفة إنتاج 380ر1 مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.وتسعى السلطنة في قطاع التعدين إلى الاستفادة من الموارد المعدنية المحلية كما يمثل قطاع الصناعات التحويلية محركا رئيسيا للتنويع الاقتصادي ضمن رؤيتها 2040 ما يدعم الصناعات المصاحبة ويطور القدرات الوطنية.وعلى صعيد السياسة الخارجية فقد اتسمت سياسات السلطنة ومواقفها بالوضوح والشفافية في التعامل مع مختلف المواقف والتطورات الخليجية والعربية والدولية سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف أو الجماعي وذلك ظل ثابتا ومستمرا في مختلف المواقف والظروف التزاما وارادة ورغبة في القيام بكل ما يمكن لتحقيق السلام والاستقرار لدول وشعوب المنطقة والعالم من حولها.وعلى مستوى العلاقات الكويتية – العمانية تشهد تلك العلاقات الاخوية تعزيزا لها على كل الصعد توافقا مع تطلعات الدولتين والشعبين الشقيقين مستمدة المزيد من القوة والقدرة على الانطلاق نحو آفاق أرحب من دعم ورعاية متواصلين من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عمان.وشهد سمو أمير البلاد وسلطان عمان في السابع من فبراير الماضي حفل افتتاح مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الذي يعد أكبر مشروع استثماري مشترك بين البلدين مدمج بين مجموعة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية برأس مال جاوز 5ر3 مليار ريال (1ر9 مليار دولار).وفي حفل افتتاح المصفاة أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر الصباح أن التشغيل التجاري لمصفاة الدقم التي تعد أضخم مشروع خليجي مشترك يدل على الإخاء التاريخي بين البلدين.وكانت اللجنة الكويتية – العمانية المشتركة قد عقدت دورتها العاشرة في 31 أكتوبر من العام الحالي برئاسة وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا ونظيره العماني بدر البوسعيدي حيث أكد الوزير العماني أن الزيارتين التاريخيتين لسمو أمير البلاد وأخيه سلطان عمان دشنتا مرحلة نوعية جديدة من العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين وآفاقا جديدة للتعاون الثنائي في مجالات استراتيجية تعمق من المصالح والروابط المشتركة.وفي ختام أعمال اللجنة المشتركة تم توقيع محضر الدورة العاشرة وعدد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية شملت التعاون في مجالات الثقافة والفن والنقل البري والزراعة وحماية المستهلك والعمل البلدي إضافة إلى برامج تنفيذية في السياحة والعمل ومذكرة للاعتراف بالشهادات البحرية للملاحين. (النهاية)ن ف ع / ط م ا