اندونيسيا تحث دول الجنوب العالمي على إحداث تغيير إيجابي لمعالجة الوضع الدولي المقلق وعدم الاستقرار الاقتصاديكوالالمبور – 2 – 9 (كونا) — حثت وزيرة خارجية اندونيسيا ريتنو مارسودي اليوم الاثنين دول الجنوب العالمي على إحداث تغيير إيجابي لمعالجة الوضع الدولي المقلق بشكل متزايد وعدم الاستقرار الاقتصادي.وقالت مارسودي في مؤتمر صحفي على هامش المنتدى الاندونيسي-الافريقي الثاني والمنتدى رفيع المستوى للشراكات بين أصحاب المصلحة المتعددين المنعقد في جزيرة (بالي) “لقد أدت هذه الظروف إلى حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي حيث تضررت دول الجنوب العالمي بشدة”.وأضافت ان اندونيسيا تعتقد أن دول الجنوب العالمي يجب أن تكون على نفس الصفحة بشأن الحاجة إلى لعب دور نشط في تحقيق تغيير إيجابي والعمل جنبا إلى جنب لتحديد الحلول للمشاكل العالمية القائمة”.وأوضحت أنه في الجلسة المشتركة لقادة منتدى التعاون الإندونيسي-الأفريقي أبرز الرئيس جوكو ويدودو ووزير التخطيط التنموي الوطني سوهارسو مونوارفا اهتمام إندونيسيا بتعزيز التعاون بين دول الجنوب.وذكرت أن اندونيسيا تسعى إلى أن تصبح جزءا من الحلول للقضايا العالمية مع التأكيد على الالتزام بتجسير الخلافات والنضال من أجل مصلحة الجنوب العالمي مؤكدة أهمية تنسيق التعاون في النضال من أجل المساواة والعدالة للدول النامية.وأشارت إلى أن منتدى التعاون الآسيوي-الافريقي يعقد بهدف تعزيز الشراكات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة بين إندونيسيا والدول الأفريقية والتي تم تعزيزها بشكل جيد منذ المؤتمر الآسيوي-الأفريقي في مدينة (باندونغ) الاندونيسية عام 1955 قائلة إن “روح (باندونغ) ستعمل كبوصلة لتوجيه الجهود الرامية إلى متابعة التنمية والتعاون بين بلدان الجنوب”.من جانبه أشار نائب وزير الخارجية الإندونيسي باهالا منصوري في جلسة بالمنتدى الاندونيسي-الأفريقي إلى إمكانية تعاون بلاده في أربعة قطاعات ذات أولوية مع الدول الأفريقية قائلا “هذا هو الوقت المناسب لاندونيسيا لرؤية أفريقيا كشريك للتنمية ونأمل أن ترى الدول الأفريقية إندونيسيا كشريك أيضا”.وأوضح منصوري أن أولى القطاعات الأربعة هي قطاع الطاقة حيث تستورد إندونيسيا حوالي 500 إلى 600 ألف برميل من النفط يوميا وفي الوقت نفسه يقع من 10 إلى 12 بالمئة من احتياطيات النفط والغاز العالمية في أفريقيا.وأضاف أن القطاع الثاني هو التعاون في قطاع التحول في مجال الطاقة من خلال توفير المواد الخام لبطاريات السيارات الكهربائية قائلا “كجزء مهم من التحول في مجال الطاقة في المستقبل ستحتاج إندونيسيا إلى المزيد من النيكل والنحاس لإنتاج البطاريات كما نحن بحاجة أيضا إلى معادن مهمة أخرى مثل الليثيوم والكوبالت والجرافيت حيث تتمتع أفريقيا بموارد وفيرة من هذه المعادن المهمة”.وتطرق إلى القطاع الثالث للتعاون في مجال الأمن الغذائي مفيدا أن ذلك “يمثل أيضا فرصة للمنطقتين اللتين يبلغ إجمالي عدد سكانهما 7ر1 مليار نسمة وبالتالي فإن الحاجة إلى إنتاج ما يكفي من الغذاء للسكان في المنطقتين أمر لا مفر منه لنموهما”.وأشار إلى أن “القطاع الرابع هو الرعاية الصحية وهو مهم لتطوير وتحسين مؤشر رأس المال البشري” معربا عن أمله في توسيع التعاون في هذا القطاع المهم مشيرا إلى أن إندونيسيا انتجت حوالي مليار لقاح للدول الأفريقية.وقال منصوري في نهاية خطابه إنه لدى إندونيسيا وأفريقيا رؤية مشتركة لتصبحا دولتين أكثر تقدما من خلال التعاون المشترك وذلك يتناسب مع ماهو منصوص عليه في رؤية (إندونيسيا الذهبية) لعام 2045 و(أجندة أفريقيا) لعام 2063.وتستضيف اندونيسيا المنتدى الاندونيسي-الافريقي الثاني والمنتدى رفيع المستوى للشراكات بين أصحاب المصلحة المتعددين خلال الفترة ما بين 1 إلى 3 سبتمبر الجاري بمشاركة 1275 مشاركا من 26 دولة تحت شعار (تعزيز الشراكات بين أصحاب المصلحة المتعددين: نحو تغيير تحويلي). (النهاية)ع أ ب / ف ا س