انطلاق الاجتماع الإقليمي لتسريع وتيرة التقدُّم في التغذية بشرق المتوسط

عمان 19 أيلول (بترا)-وفاء زيناتية- رعت سمو الأميرة صالحة بنت عاصم، اليوم الثلاثاء، انطلاق أعمال الاجتماع الإقليمي المشترك لتنسيق التغذية، الذي ينظمه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية للاجتماع، الذي يشارك فيها ممثلون عن الدول الأعضاء في الإقليم، إضافة لأعضاء من الدوائر الأكاديمية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، إطلاق قاعدة بيانات مكونات الأغذية في إقليم شرق المتوسط، وهي مبادرة مشتركة بين جامعة القدس والمكتب الإقليمي للمنظمة.
وقالت سموها، إن الأردن حقق تحسينات جذرية في مجال التغذية في العقود الأخيرة، ومع ذلك ما يزال يعاني، شأن سائر البلدان في إقليم شرق المتوسط، من تحول تغذوي سريع أدى إلى ارتفاع بمعدلات زيادة الوزن والسمنة، ومن ثم ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض غير السارية المرتبطة بهما.
وأضافت سموها، أن السلطات الصحية تعمل وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على دعم برامج التغذية الصحية للحد من معدلات السمنة، ومكافحة ارتفاع ضغط الدم والسكري وسائر الأمراض غير السارية.
وأشارت إلى أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغذية لعام 2023-2030 وإطار العمل التنفيذي الملحق بها، هما تجسيد جلي لالتزام الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية بالعمل الدؤوب لتحقيق مستويات تغذية أفضل بما ينسجم مع الرؤى الملكية في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية المرجوة.
من جهته، قال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، في كلمة ألقاها نيابة عنه المستشار الإقليمي للتغذية بالمنظمة، إن “سوء التغذية بكل أشكاله يتسبب بخسائر فادحة في صحة السكان في إقليم شرق المتوسط، وتنميتهم المستدامة، وان بلدان الإقليم تجابه العبء المزدوج لسوء التغذية، إذ إن الإقليم يعاني من نقص التغذية، مع زيادة الوزن والسمنة اللتين تزدادان انتشارا يوما بعد يوم”.
وأوضح المنظري، أنه بالرغم من إحراز بعض التقدم على هذا الصعيد، إلا أن سوء تغذية الأمهات والرضع والأطفال الصغار والمراهقين يظل مشكلة تهدد صحة وتنمية قدرات النساء والمراهقين والأطفال في الإقليم”.
وأضاف ان عام 2020 شهد إصابة 26.2 بالمئة من الأطفال دون سن 5 سنوات في الإقليم بالتقزم، بينما أصيب 7.4 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة بقدر من الهزال، وأصيب 3 بالمئة منهم بالهزال الشديد.
وتشير الإحصاءات إلى أن طفلا من كل 12 في الإقليم دون سن 5 سنوات مصاب بزيادة الوزن، ولا يزال أطفال كثر يواجهون أيضا الجوع المستتر المتمثل بعدم كفاية ما يحصلون عليه من فيتامينات أو معادن. أما في صفوف الفتيات والنساء في سن الإنجاب (15-49 سنة)، فإن معدل انتشار فقر الدم في الإقليم يتراوح بين 24 – 70 بالمئة.
وتفحص قاعدة بيانات مكونات الأغذية، التي تم إطلاقها اليوم، والمتاحة بشكل كتاب وقاعدة بيانات إلكترونية، المشهد الغذائي في إقليم شرق المتوسط.
بدوره، بين المستشار الإقليمي للتغذية بمنظمة الصحة العالمية، الدكتور أيوب الخوالدة، ان قاعدة بيانات مكونات الأغذية تهدف إلى تزويد الباحثين والمتخصصين في التغذية ومهنيي الرعاية الصحية وراسمي السياسات، ببيانات دقيقة وشاملة وقابلة للتنفيذ عن الأغذية المستهلكة في إقليم شرق المتوسط، فمع زيادة الإصابة بالأمراض غير السارية عالميا والاعتراف المتزايد بدور النظام الغذائي في الصحة، اكتسبت هذه البيانات أهمية أكبر من ذي قبل.
من ناحيته، قال الدكتور رضوان قصراوي، من جامعة القدس، إن “الكتاب وقاعدة البيانات هما ثمرة عمل دؤوب اضطلع به باحثون متفانون وعمال ميدانيون وأخصائيو تغذية، والعديد من المساهمين من جامعة القدس ومنظمة الصحة العالمية بالتعاون مع آخرين في إقليم شرق المتوسط، ومشاركة الجامعة الأردنية، ومعهد الكويت للبحوث العلمية، والجامعة اللبنانية ووزارة الصحة العمانية، حيث جمع كل هؤلاء بدقة جداول مكونات الأغذية وحللوها وصاغوها في شكل مناسب للعرض لا تنتهي فائدته عند عرض المعلومات الصحية، بل تشمل أيضا وضع نقاط مرجعية على مستوى الإقليم”.
وسيعرض الخبراء من المقر الرئيسي للمنظمة والمكتب الإقليمي، خلال الاجتماع الإقليمي الذي سيستمر 3 أيام، لأعضاء الوفود إرشادات المنظمة ومواردها ذات الصلة وفرص الدعم التقني، كمل سيتم مشاركة الخبرات القطرية بشأن تنفيذ السياسات، بالإضافة إلى قصص النجاح والتحديات الأخرى، وتحديد الاحتياجات القطرية للدعم وفرص التعاون المشترك بين البلدان.
وفي جلسات الاجتماع الإقليمي، سيتشارك مسؤولو التنسيق المعنيون بالتغذية من جميع الدول الأعضاء، خبراتهم وقصص نجاحهم حول معالجة التغذية بوصفها قضية صحية رئيسية. وسيناقشون الإجراءات التي تتخذها البلدان لتحسين التغذية في سياقات الدخل المنخفض والطوارئ، وتحديد أولويات تسريع وتيرة التقدم المحرز في مجال التغذية في الإقليم بأسره.
كما سيشارك الأردن بتجربته الناجحة في تعزيز دور العيادات الخاصة وأخصائيي التغذية في التصدي للسمنة والأمراض غير السارية.
(بترا)
وز/أ أ/اح
19/09/2023 13:43:11