انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول المرأة والسلم والأمن بمشاركة الكويت

انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول المرأة والسلم والأمن بمشاركة الكويتالقاهرة – 27 – 11 (كونا) — انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع رفيع المستوى حول المرأة والسلم والأمن الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمشاركة دولة الكويت.ودعت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة في كلمتها الافتتاحية إلى استكمال الطريق نحو تحقيق المساواة بين الجنسين والاستثمار في قدرات النساء من أجل بناء وحفظ السلام.وقالت أبو غزالة إن المؤتمر يعقد بعد مرور أكثر من عام على مأساة غزة من القتل والتدمير والتهجير القسري والابادة الجماعية “عام هدرت فيه كرامة المرأة الفلسطينية وانتهكت حقوقها فهي تتحمل بمفردها وطأة ويلات هذه الحرب وتداعياتها من قهر وعنف وظروف كارثية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة”.وأشارت الى أن المرأة الفلسطينية تدفع ثمنا باهظا جراء ممارسات الاحتلال الاستعماري واعتداءاته المتواصلة بحقهن منذ أكثر من 75 عاما وقد تصاعدت هذه الممارسات بسبب الصمت على الجرائم التي تمارس على مرأى ومسمع كل العالم.وتابعت “لقد حدث ما كنا جميعا نخشى من وقوعه لقد تحركت يد القتل والتخريب من غزة إلى لبنان منتهكة السيادة اللبنانية وتعرض سكانه إلى ضربات عشوائية غاشمة لم يروا مثيلا لها منذ عقدين يتحمل نساء وأطفال لبنان تبعات ذلك دمارا ونزوحا”.وذكرت أنه في السودان واليمن ثمة أزمات إنسانية هي الأخطر في العالم نتيجة لحروب مشتعلة وصراعات متعددة وعدم استقرار تتحمل النساء في ذلك العبء الأكبر وتدفع ثمن استمراره وتداعياته فهن يتعرضن لأشكال متعددة من العنف بما في ذلك العنف الجنسي والاغتصاب والاعتقال ويعشن الرعب والخوف وعدم اليقين.وأوضحت أبو غزالة أن انعقاد المؤتمر الوزاري يأتي ضمن جهود جامعة الدول العربية للدفع بعجلة تنفيذ اجندة المرأة والسلم والأمن وقرار مجلس الامن 1325(2000) وفق نهج شمولي يتماشى مع أولويات المنطقة.وأضافت أن الجامعة العربية عملت بشكلٍ دؤوب جنبا إلى جنب مع منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المعنية من أجل حماية المرأة من جميع أشكال العنف اثناء الحروب والنزاعات المسلحة وفي ظل الاحتلال الإسرائيلي وكذلك لتمكينها وضمان مشاركتها الفاعلة في جميع عمليات صنع وبناء السلام اعترافا بدورها كشريك رئيس في مسارات السلام كافة.وشدد على أنه لا يوجد في العالم تهديد للسلم والأمن الدوليين أخطر مما نواجهه اليوم في فلسطين ولبنان مبينا أن هذا العدوان غير مسبوق في قسوته ودمويته ضد المدنيين ويعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الانسان.وقالت أبو غزالة ان إيقاف إطلاق النار لم يعد مطلبا عربيا بل هو مطلب عالمي يحظى بإجماع مشهود مؤكدة أنه آن الأوان لتدخل حاسم من المجتمع الدولي لإنقاذ النساء وحمايتهن وفقا لقرار 1325 واجندة المرأة والسلم والامن.وتابعت “أمامنا اليوم فرصة حقيقية للخروج من هذا المحفل الهام برسالة قوية مفادها أن النساء في كافة أنحاء العالم تستحق ان تعيش بكرامة وحرية في عالم خاليا من الصراع والدمار”.وجددت الدعوة إلى الاستمرار في المطالبة بالإيقاف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان ورفض التهجير القسري والسماح بدخول جميع المساعدات الإنسانية من دون أي معوقات.وطالبت المجتمع الدولي بالتأكيد على الدور المهم والفاعل لوكالة (أونروا) في تقديم خدمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية وضرورة مساندة الدول للوكالة على جميع الأصعدة وزيادة الدعم المقدم لتمكينها من الاستمرار في اداء مهامها في جميع مناطق عملياتها الخمس (الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان) ولا سيما الخدمات المتعلقة بالتعليم والصحة وتسهيل عملها في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تقويض عمل وكالة (أونروا).وحثت جميع المنظمات الدولية المعنية على سرعة تقديم جميع الاحتياجات الإنسانية والاغاثية العاجلة في غزة ولبنان والسودان.وطالبت المجتمع المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه رفع الظلم وإنهاء الاحتلال عن الشعب الفلسطيني والالتزام بتطبيق الأطر القانونية الدولية لحقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني والاجندة الدولية للمرأة والأمن والسلام.وأشارت الى ضرورة تكثيف العمل الجماعي لمعالجة العوائق التي تحول دون مشاركة المرأة بشكل أكثر شمولية في جميع جهود صنع وبناء السلام.ونوهت أبو غزالة بأهمية العمل على تنفيذ برامج الادماج الاقتصادي وإعادة إدماج النساء بمن فيهن اللاجئات والنازحات وضحايا النزاعات لضمان استقرارهن على المدى الطويل.ومن جهته أكد المدير الإقليمي بالإنابة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة الدكتور معز دريد في كلمته ضرورة العمل المشترك مع جامعة الدول العربية لتوفير منصة لبناء السلام وتعزيز الحوار وضمان مشاركة المرأة بشكل هادف في شتى المجالات.وقال دريد إن المنطقة العربية أصبحت مركزا لمستويات متزايدة من الصراعات والحروب حيث تصنف باستمرار على أنها “الأقل سلما في العالم”.وأضاف أن سلسلة الأزمات والحروب في المنطقة أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح ومزقت النسيج الاجتماعي ودمرت البنية الاجتماعية وأدت إلى نزوح جماعي في عام 2024.وأشار إلى أن هناك أكثر من 18ر15 مليون نازح قسرا وعديم الجنسية في المنطقة بمن في ذلك اللاجئون وطالبو اللجوء والنازحون داخليا كما ان الحروب تؤدي إلى تراجع مكاسب التنمية بشكل جذري وتعاني عدة بلدان في المنطقة من تراجع التوقعات الاقتصادية كنتيجة مباشرة للحرب.وتابع انه “في فلسطين بحلول نهاية عام 2024 يمكن أن تنخفض التنمية مقاسة بمؤشر التنمية البشرية إلى مستويات لم تشهدها من بدء حسابات مؤشر التنمية البشرية لدولة فلسطين في عام 2004”.ولفت إلى أن الحرب في غزة تسببت في انتهاكات جسيمة لحقوق المرأة في غزة حيث يوجد ما يقرب من مليون امراة وفتاة نازحة وقد نزح العديد منهن أكثر من 10 مرات كما تعاني أكثر من 550 ألف امرأة وفتاة من انعدام الأمن الغذائي ومن المتوقع ان تواجه 70 ألف امرأة انعدام الأمن الغذائي الكارثي والمجاعة مع بقية أفراد أسرهن في الشهرين المقبلين.وذكر أن هناك ما يقرب من 315 ألف فتاة فقدن حقهن الأساسي في التعليم الأساسي كما خلفت الحرب المتصاعدة في لبنان خسائر فادحة في أرواح السكان.وأبرز أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تشارك في التنسيق الدولي والبحوث المتعلقة بحقوق المرأة في سياق العمليات السياسية وتحليل النزاعات وتعزيز قيادة المرأة في صنع السلام.ويأتي انعقاد المؤتمر الذي يستمر يومين تحت شعار (تعزيز الحماية والاستجابة الشاملة لاحتياجات النساء في مناطق النزاع) و(النساء يواجهن الحروب) بالتزامن مع الذكرى ال25 لاعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1325 الذي يشدد على دور المرأة في تحقيق السلام والأمن.ويناقش المؤتمر تأثير النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية على النساء والفتيات في المنطقة العربية وخاصة في ظل تزايد الأزمات والأوضاع غير المستقرة فيما يهدف إلى تعزيز حماية النساء وتلبية احتياجاتهن بالإضافة إلى تسريع تنفيذ أجندة المرأة والسلم والأمن في المنطقة. ويشارك في المؤتمر عدد من الوزراء ورؤساء آليات شؤون المرأة بالدول العربية وشخصيات رفيعة المستوى من مديري ورؤساء المنظمات الدولية والاقليمية ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالإضافة إلى ممثلي السفارات الاجنبية والخبراء والمختصين والسفيرات والدبلوماسيات أعضاء الشبكة العربية للنساء وسيطات السلام وممثلي لجنة الطوارئ.وتمثل دولة الكويت في الاجتماع مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الانسان الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج الصباح.(النهاية)م م / م ف م / م ن ف