انطلاق فعاليات مهرجان السمح الثاني في منطقة الجفر

معان 25 أيلول (بترا)- بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، رئيس مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، انطلقت اليوم الأربعاء، فعاليات مهرجان السمح الثاني في البادية الجنوبية/ قضاء الجفر.
وقالت سمو الأميرة بسمة في كلمة لها، إن اهتمام عدد من الدول بدور النباتات البرية والطبية في الغذاء والدواء، ازداد نتيجة لاتجاه العالم نحو أسلوب حياة صحي معتمد على المنتجات الطبيعية، لتحسين الصحة العامة وتحقيق الأمن الغذائي، مؤكدة أن عددا من الدول بدأت بتحويل بعض النباتات البرية إلى منتجات تجارية وتسويقها كمكمل غذائي أو منتجات تجميلية أو في صناعة الأدوية.
وأشارت سموها إلى أن”نبات السمح ارتبط بشكل وثيق في ثقافة البادية، وهنا يبرز دور المعرفة التقليدية وأهمية المحافظة عليها وتوثيقها للحفاظ على دور وحقوق المجتمعات ومؤسسات البحث العلمي والقطاع الخاص”.
وشددت على أنه في ضوء أهمية السمح كغذاء ودواء وموروث ثقافي وتراثي مهم فأنه لا بد من البدء في تطوير سلسلة القيمة الغذائية المستدامة، من خلال بناء تعاون حقيقي ومدروس ومستدام، بين الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية ومراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية والحديقة النباتية الملكية والتجمعات المحلية والقطاع الخاص المعني أيضا بالبحث والتطوير والإنتاج والتسويق.
وأعربت سموها عن أملها في وضع خطة تنفيذية مدروسة قصيرة وبعيدة المدى، يساهم بها الجميع كل في مجاله للحفاظ على هذا النبات الحيوي في مناطقه، وتوجيه أولويات البحث العلمي لدراسة هذا النبات ومحتوى البذور وجميع أجزاء النبتة وتطوير الطرق المستدامة لجمعه وإكثاره واستخدامه في الزراعة المستدامة وتحويله إلى منتج أردني تجاري قابل للتسويق.
بدوره، أكد مدير الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية جمال طراد الفايز، سعي الصندوق الحثيث والتزامه بدعم المشاريع التنموية الريادية في جميع مناطق البادية الأردنية، وذلك انطلاقا من مهام وواجباته الذي تأسس كمبادرة ملكية سامية بهدف إحداث وتفعيل العملية التنموية بالتعاون مع الجهات المعنية محليا وإقليميا.
وقال الفايز، إن مناطق البادية الأردنية تتميز بالتنوع الحيوي، وتزخر بالعديد من النباتات والأعشاب الطبية والعطرية ومنها نبات السمح الذي يعد من النباتات الواعدة في صحراء الجفر، لارتباطه الوثيق بالموروث الثقافي والاجتماعي في المنطقة، إلى جانب احتوائه على قيمة غذائية وعلاجية عالية، وذلك بحسب دراسات علمية موثوقة أجريت عليه.
وأشار إلى أن المهرجان هو الأول من نوعه على مستوى الأردن لنبات السمح، ما يتطلب دعمه كباقي المبادرات والمشاريع الإنتاجية والاقتصادية التي يدعمها الصندوق.
كما قدم الوزير الأسبق الدكتور رضا الخوالدة، شرحا عن القيمة الغذائية لنبات السمح وأنواعه وطرق الاستفادة منه وكيفية رعايته والاهتمام به.
وأشار إلى أن السمح جزء أساسي من الموروث الشعبي، يستخدم البدو بذوره في صناعة الخبز والحلويات، إلى جانب فوائده الطبية والعلاجية والاقتصادية، ويمكن تطوير منتجات جديدة منه وتسويقه محليا وإقليميا ودوليا كمنتح عضوي وصحي.
من جهته، أكد رئيس بلدية الجفر حسن الدماني، أهمية الحفاظ على النبتة التي كانت من المواد الغذائية الرئيسية لأبناء المنطقة، ويجب اكثارها واستغلال مساحات البادية الأردنية الواسعة لتحقيق التنمية، والحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
وقدم الدكتور عبد السليحات من الجامعة الأردنية، شرحا عن القيمة الغذائية لطحين السمح، وأماكن إنتشاره وتواجده، والتطبيقات الصناعية له، مؤكدا ضرورة تشجيع استخدامه كمصدر غذائي مستدام.
وعرض نائب مدير مشروع شرق الجفر الآثاري الدكتور عامر السليمان موجزا لدراسة أجريت على نبات السمح كإرث ثقافي، ومصدر غذائي متنوع الفوائد، حيث ينشط السكان في مواسم حصاده في جمع بذوره وتجفيفها وطحنها واستخدامها خبزا او في عمل الحلويات.
وحضر حفل انطلاق المهرجان الذي ينظمه الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية بالتعاون مع جمعيات خيرية وتعاونية، محافظ معان حسن الجبور، وعدد من أعضاء الجمعيات المشاركة وجمع من أبناء المجتمع المحلي.
وفي نهاية حفل الافتتاح، كرمت سموها عددا من الجهات الداعمة والمشاركة بالمهرجان، وتجولت في الركن التراثي، الذي اشتمل على منتجات متعددة لنبات السمح.
–(بترا)

ف م/م ف/ف ق

25/09/2024 16:19:28