عمان 30 تشرين الأول (بترا)- انطلقت اليوم الأربعاء، في مركز الحسين الثقافي التابع لأمانة عمان الكبرى، جلسات المؤتمر الثالث والعشرين للمكتبيين الأردنيين بعنوان “المكتبات ومؤسسات المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي”.
وقد رعى حفل افتتاح المؤتمر، نيابة عن أمين عمان، نائب قطاع التنمية المجتمعية في الأمانة حاتم الهملان، ويستمر المؤتمر يومين، بتنظيم من جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية ودائرة المكتبات في الأمانة. يشارك بالمؤتمر باحثون متخصصون من الأردن وفلسطين والكويت وعمان وتونس.
وفي الجلسة الافتتاحية، التي حضرها عدد من المدراء التنفيذيين ومدراء الدوائر في أمانة عمان، أكد الهملان، في كلمة ألقاها، أن دائرة المكتبات العامة تعد من أبرز المعالم الثقافية التي توليها أمانة عمان اهتماما كبيرا، وتؤدي دورا مجتمعيا وثقافيا مهما، مشيرا إلى أنها أول معلم ثقافي افتتح في عمان.
كما قدم الهملان الشكر لشركاء الأمانة في إقامة هذا المؤتمر، وللمشاركين من باحثين أردنيين وأشقاء عرب، مؤكدا اهتمام أمانة عمان بموضوع الذكاء الاصطناعي وتوظيفه لتطوير الخدمات التي تقدمها، وخصوصا في مجال المكتبات.
ولفت إلى أن الأمانة تفتح الباب واسعا لعقد شركات داخل المملكة وخارجها لإنجاح خطة الدخول في العصر الرقمي.
من جانبه، قال رئيس الجمعية، الدكتور يونس الشوابكة: “نجتمع اليوم في وقت تتداخل فيه التقنية بشكل غير مسبوق مع حياتنا اليومية، حيث يشهد العالم تحولا جذريا يشكل فيه الذكاء الاصطناعي جزءا محوريا من هذا التغيير”.
وأشار الشوابكة إلى الأبحاث والابتكارات التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم من خلالها في تحسين الخدمات المكتبية، وتسهيل الوصول إلى المعلومات، وتقديم تجارب مخصصة للمستفيدين. كما لفت إلى أن المؤتمر يحمل في شعاره تقديرا للدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في أعمال المكتبات ومؤسسات المعلومات، مشيرا إلى أن المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي تتبنى أدوارا جديدة ومتنوعة تعزز من دورها كمراكز للمعرفة والخدمات المجتمعية.
وأوضح الشوابكة أن اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت أكثر من 25 بحثا للمشاركة، وستعرض في جلساته 20 بحثا منها.
وفي كلمة اللجنة العلمية، استعرض الدكتور ربحي عليان المحطات الرئيسية في تطور المكتبات في الأردن، مشيرا إلى أن البداية الحقيقية كانت عام 1926 حينما تأسست أول مكتبة بمعناها الحديث في مدرسة السلط.
وذكر عليان أنه في عام 1950 تأسست مكتبة دائرة الآثار العامة، وفي عام 1952 أنشئت أول مكتبة علمية في معهد عمان، وفي عام 1957 أنشئت أول مكتبة عامة في مدينة إربد، بينما تأسست دائرة المكتبة الوطنية عام 1990.
ونوه عليان بتطور المكتبات وعلم المكتبات وتدريسه في الجامعات الأردنية، ودور جمعية المكتبات في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، مشيرا إلى تنفيذ الفهرس الأردني الموحد، وإلى وصول المكتبات الجامعية في عهده إلى 35 مكتبة، كما أشار إلى وجود مكتبة عامة رئيسة في كل محافظة ولكل بلدية مكتبتها الخاصة.
وأوضح أن لدى أمانة عمان 70 مكتبة تابعة لدائرة المكتبات العامة، مشيدا بدور مكتبات عبد الحميد شومان، التي تأسست عام 1986 كأول مكتبة خاصة وتعد من أفضل المكتبات الخاصة في المنطقة العربية، ولها عدة فروع، كان آخرها في مدينة معان.
في السياق ذاته، أكد المدير التنفيذي للثقافة في أمانة عمان، الدكتور ثامر الشوبكي، أهمية التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وأثرها ودورها في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
وعن شركة كويل للحلول التقنية، قدمت وسن حواري عرضا باستخدام “الداتا شو” والروبوت “ميني” حول المكتبات المستقبلية، مشيرة إلى دور الروبوتات في تحسين عمل المكتبات ومساعدة الأطفال وذوي الإعاقات البصرية، وترتيب الكتب وغيرها من المهام.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، سلم الهملان دروعا تكريمية من الجمعية للدكتور نجيب الشوربجي وعبدالمجيد أبو جمعة، كما تسلم درعا تكريميا من رئيس الجمعية.
وسيتناول المؤتمر، الذي يشتمل على ثلاث جلسات علمية، محاور متعددة تقدم فيها البحوث وأوراق العمل، منها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في المكتبات ومؤسسات المعلومات، والأخلاقيات والمسائل القانونية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في المكتبات، إضافة إلى الابتكار وتحليل البيانات، وتحسين تجربة المستخدم، وحفظ التراث الثقافي.
كما تشمل المحاور دور المكتبات ومؤسسات المعلومات في تدريب الباحثين والمستفيدين على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعاون والشراكات بين المكتبات والمؤسسات الأخرى في عصر الذكاء الاصطناعي، فضلا عن التحديات والفرص المستقبلية وأفضل الممارسات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المكتبات.
–(بترا)
م ت/ن ح/ف ق
30/10/2024 14:49:09