وفي الجلسة الأولى التي حملت عنوان “أثر الدراما التربوية على العملية التعليمية وأدارتها التل، قال البراري إن البوابة الأساسية لتحويل الفنون إلى حاجة مجتمعية ومنهجية هي التعليم، رائيا أنه يجب أن تكون كل الفنون نشاطات منهجية في قطاع التربية والتعليم.
وأضاف أن حاجة الحضارة والدولة للفنون تعطي لها الحماية من خلال توفير إطار ثقافي للطفل والأسرة والذي بالتالي يسهم بحماية الاستثمار وتعزيز الاستقرار المجتمعي وإيجاد الأمن الثقافي المجتمعي، كما يعمل على مكافحة العنف ومحاربة التطرف، ولفت إلى أن هذا الأمر يتطلب العمل ضمن منظومة واحدة تتعاون فيها مختلف الجهات المعنية
وأكد البراري أهمية المسرح والموسيقا كأدوات لبناء المجتمعات وحماية المستقبل، واستعرض دور وزارة الثقافة من خلال معهد الفنون، في تدريب الأطفال والشباب في مختلف الفنون، مشيرا إلى مهرجان مسرح الطفل الذي تنظمه الوزارة ودوره في تنمية ثقافة الأطفال.
ولفت مدير عام النشاطات في وزارة التربية الدكتور عبد السلام الشناق في الجلسة؛ إلى أن الوزارة تعد من أوائل الوزارات في الدول العربية التي وظفت الدراما في التربية والتعليم من حيث عدد المعلمين الذين يمتهنون الدراما، ومنهجة الدراما.
واستعرض عدد الطلبة الذين شاركوا في ورشات وبرامج منهجة الدراما في التربية والتعليم، لافتا إلى أن الوزارة تعمل على الوصول إلى استفادة مليون طالب وطالبة من هذا المشروع من خلال الشراكات مع مؤسسات المعنية، بالإضافة إلى العمل على المتدربين من المعلمين في هذا المجال لتدريب زملائهم في المدارس الأخرى.
واعتبرت المديرة التنفيذية للمركز الوطني لتطوير المناهج الدكتورة شيرين حامد، خلال مشاركتها في الجلسة، أن بناء الإنسان هو الأساس، منوهة بأثر الدراما على بناء الإنسان، مشيرة إلى التجارب العالمية في هذا السياق.
وقالت الدكتورة حامد “إننا كدولة رائدة في بناء الإنسان يجب أن نستفيد من هذه التجربة”، مستعرضة إنجازات المركز الوطني لتطوير المناهج بخصوص منهجة الدراما وتوظيفها في المدارس.
وبينت أن هناك ثلاث وثائق في هذا الشأن لدى مركز تطوير المناهج، الأولى وثيقة السياسات وتتضمن المفاهيم العابرة للمواد والتي تركز على بناء الإنسان ومهارات القرن الـ21 ومهارات التواصل وهي تدخل في الكتب بسلاسة دون إقحام.
والوثيقة الثانية، بحسب الدكتورة حامد؛ هي الإطار العام لمبحث الفنون البصرية والموسيقية ويحتوي على 15 محورا، لافتة إلى أن هذه المحاور ليست صعبة على المعلم بحيث يمكن تطبيقها في الغرفة الصفية وتركز على بناء المهارات وتتناول حرية التعبير والتفكير الناقد والمشاركة وتصب في جوهر القرن الـ21.
وأشارت إلى أن الوثيقة الثالثة ستخرج قريبا وتتعلق بإطار الأنشطة المدرسية بحيث مهما كانت البيئة المحيطة للمدرسة متواضعة فإن المعلم يستطيع أن ينفذ أنشطته المعلقة بذلك.
واستعرضت الفنانة جوليت عواد، من جهتها، تجربتها في حقل الدراما من خلال تدريبها للطلبة في المدارس الخاصة، مبينة ما يحتاجه الطفل في بناء الذكاء العقلي والذاكرة السمعية والبصرية لكي يستطيع التعلم.
وتحدثت عن تجربتها في إدخال الدراما في التعليم منذ عام 1986 من خلال إقامة الورشات التي تنتهي كمخرج فني بعرض مسرحي أمام أولياء الأمور للتوسع بالفكرة لاحقا وتضم إليها معلمات في الموسيقا والرسم والرقص التعبيري والرياضة.
وقالت الفنانة عواد، إن هذا الأمر لفت أنظارنا إلى أن الطلبة الذين لديهم حالات خاصة تطورت لديهم مهارات التفاعل والإدراك والتواصل، مشيرة إلى أنها نقلت هذه التجربة إلى المحافظات من خلال فرقة “آرام” التي أسستها وقدمت النشاط المسرحي التفاعلي.
وتحدثت أخصائية تنمية الشباب في منظمة “اليونيسيف” بيسان عبد القادر، بدورها، عن دور ومهام “اليونيسيف” والتعاون مع شركائه المحليين المعنيين.
ولفتت إلى أن اليونيسيف أولت اهتمامها بأن تصل الفرص المتاحة فيما يتعلق بموضوع الدراما إلى خارج عمان لتشمل معظم مناطق الأردن، وإلى أهمية الدراما في إكساب الطلبة مهارات القدرة على التعبير، واكتساب الجراءة وتجسير الفجوة بين مهارات الطلبة والمهارات التي يستخدمها المعلمون.
وفي الجلسة الثانية التي أدارتها مديرة تطوير البرامج والعلاقات الدولية في المركز الوطني للثقافة والفنون رانيا قمحاوي، وشارك فيها كل من مدير القسم المسرحي في وزارة التربية المخرج باسم عوض، ومدير مركز الروبوتيكس في مدرسة البكالوريا اسماعيل ياسين، والمخرجة السينمائية دارين سلام ومؤسس ومدير شركة ألعاب الهواتف المحملة نور خريس، استعرض المخرج عوض تجربته الشخصية خلال عمله مدرسا في إحدى الدول العربية، كما تحدث عن التجربة الفنلندية في توظيف الدراما في المدارس.
وأكد أن الدراما ليست فقط للترفيه بل هي جزء أساسي من العملية التعليمية، لافتا إلى أهمية إدراك المجتمع لأهمية الدراما لأنها تنقل الفرد من التفكير النظري إلى العملي.
وأشار ياسين إلى أن مفردة “روبوت” وردت في نص مسرحي لكاتب المسرحي التشيكي للكاتب “كارل تشابيك” عام 1920، مستعرضا مفهوم “ستيم” في التعليم والذي يتمحور حول إدماج وتضمين الفنون والثقافة والآداب واللغة في مهارات التسويق بحيث تتكامل جميع المواد الدراسية مع بعضها بعضا.
واستعرضت المخرجة سلام، تجربتها في صناعة الأفلام، مؤكدة أهمية تدريب الطلبة على صناعة السينما مما سيفتح لهم آفاقا واسعة للعمل.
ونوهت بأن الأردن أصبح قبلة لشركات الإنتاج وصناع الأفلام في العالم لما يتمتع به من مواقع ومناظر، مؤكدة أن تعلم فنون السينما للطلبة يكسبهم مهارات قيادية، بالإضافة إلى مهارات التواصل كما تساعدهم على اكتشاف مهارات ومواهب جديدة لديهم.
واختتم الجلسة الثانية خريس الذي استعرض تجربته في صناعة ألعاب الهاتف المحمول، لافتا إلى أنها ألعاب تفاعلية تكسب الأفراد مهارات التواصل والتفكير والأبداع.
كما اشتمل المؤتمر على جلسة تناولت التحديات وقصص النجاح وعرض فيلم وثائقي تسجيلي لمحافظتي إربد والزرقاء عن دور ورشات الدراما في التعليم.
–(بترا)
م ت/ن ح/م ك
15/11/2022 19:10:49