بيئي / القائد الوطني للشعب التُركماني يؤكد أهمية التعاون الدولي لإدارة المياه خلال قمة المياه الواحدة

الرياض 02 جمادى الآخرة 1446 هـ الموافق 03 ديسمبر 2024 م واس
أعرب فخامة قربان قلي بردي محمدوف القائد الوطني للشعب التُركماني رئيس المجلس الشعبي بجمهورية تركمانستان، عن شكره وامتنانه لحكومات المملكة العربية السعودية، وفرنسا، وكازاخستان، ولمجموعة البنك الدولي، على تنظيم قمة المياه الواحدة، لافتًا إلى أن هذه الفعالية تأتي في وقت حساس لمناقشة أحد أكثر التحديات إلحاحًا على الأجندة العالمية: قضية المياه.
وأكّد فخامته، أن التعاون في قضايا المياه يُعد جزءًا لا يتجزأ من العمليات العالمية لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة، مبينًا أن ضمان الوصول العادل والمتساوي للموارد المائية ليس فقط مسألة سياسية أو قانونية، بل أيضًا مسؤولية أخلاقية تجاه الأجيال الحالية والمستقبلية، وأن معيار نجاح الحوار متعدد الأطراف حول المياه يكمن في الالتزام بمبدأي الاستخدام الرشيد والتوزيع العادل للموارد المائية.
وتطرق لأهمية المياه في آسيا الوسطى، حيث تشكّل هذه الموارد عامل استقرار أساسي نتيجة السمات التاريخية والجغرافية للمنطقة، مؤكدًا أن معالجة قضايا المياه في المنطقة يجب أن ترتكز على ثلاثة مبادئ رئيسة، تشمل الالتزام بالقانون الدولي باعتبار المياه موردًا مشتركًا يجب استخدامه وفقًا للمعايير الدولية واتفاقيات الأمم المتحدة، ومراعاة المصالح المشتركة واتخاذ القرارات المائية مع الأخذ في الاعتبار احتياجات جميع دول المنطقة لضمان العدالة والاستدامة، إضافةً إلى إشراك المنظمات الدولية، ولا سيما الأمم المتحدة، لتعزيز شرعية المبادرات المائية وزيادة فعاليتها.
وأشار فخامته إلى مقترح بلاده الذي قُدم خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لإنشاء مجلس إقليمي للأمم المتحدة لقضايا المياه في آسيا الوسطى، يكون مقره في عشق آباد، ويهدف إلى تنسيق إدارة المياه المشتركة، وتعزيز الإطار القانوني لاستخدام المياه، وتسريع اعتماد اتفاقيات دولية بشأن نهري أموداريا وسيرداريا، مؤكدًا أن هذا المجلس سيعمل بشكل وثيق مع جميع دول آسيا الوسطى لضمان الاستخدام المستدام والعادل للموارد المائية، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة ستسهم في تعزيز التعاون الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة المتعلقة بالمياه.
ولفت القائد الوطني للشعب التُركماني الانتباه إلى تأثير تغير المناخ على الموارد المائية، وارتفاع درجات الحرارة، وتقلص الأنهار الجليدية، وتغير أنماط الهطول، مبينًا أن الأنهار الجليدية – رغم بعدها عن تركمانستان – تُعد مصدرًا حيويًا لنهري أموداريا وسيرداريا، اللذين يشكلان شريان الحياة للزراعة والنظم البيئية في المنطقة.
وشدد على أهمية استخدام التقنيات الحديثة للحفاظ على هذه الموارد، معربًا عن استعداد بلاده للمشاركة في المبادرات الدولية لمراقبة وحماية الأنهار الجليدية، موضحًا أن تركمانستان تركز على تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، المتمثل في ضمان الوصول المتساوي إلى المياه النظيفة، مشيرًا إلى جهود بلاده لتطوير البنية التحتية المائية، وبناء منشآت جديدة لتزويد السكان بالمياه النظيفة، وتشغيل الهياكل الهيدروليكية وفقًا للمعايير الدولية.
وسلط فخامته الضوء على أهمية الاستخدام الرشيد لنهر أموداريا، مبينًا أن تركمانستان تعمل على إدخال تقنيات ري حديثة للحد من هدر المياه وتحسين كفاءة استخدامها، إضافةً إلى مبادرة بلاده لتطوير برنامج خاص للأمم المتحدة لحوض بحر آرال، الذي يُعد مجالًا مستقلًا للتعاون الدولي.
وأكد ضرورة تعزيز التعاون الدولي في قضايا المياه، مشيرًا إلى أهمية قرارين صادرين عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يتعلقان بالتعاون بين الأمم المتحدة وصندوق إنقاذ بحر آرال، مبينًا أن هذه القرارات، إلى جانب قرارات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، يجب أن تكون أساسًا للجهود الدولية لحماية بحر آرال وضمان استدامته.
ودعا المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لإنشاء نظام فعّال ومستدام لإدارة الموارد المائية، مشيرًا إلى أن مركز الأمم المتحدة الإقليمي لتقنيات تغير المناخ في آسيا الوسطى، الذي سيبدأ عمله قريبًا في عشق آباد، سيشكل خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف.
واختتم القائد الوطني للشعب التُركماني، كلمته بتأكيد استعداد بلاده لمواصلة التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة، ومنظماتها المتخصصة، وجيرانها في المنطقة، على أساس مبادئ العدالة والمسؤولية المشتركة.
// انتهى //
21:54 ت مـ
0246