الشارقة في 8 نوفمبر/ وام / ينظم بيت الحكمة في الشارقة معرضا بعنوان “جلال الدين الرومي: 750 عاما من الغياب .. ثمانية قرون من الحضور”، خلال الفترة من 18 نوفمبر 2024 حتى 14 فبراير 2025.
يأتي ذلك ضمن استعدادات إمارة الشارقة لاستضافة مهرجان “تنوير” الأول من نوعه في المنطقة، برعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومؤسسة وصاحبة رؤية المهرجان.
يهدف المعرض إلى استكمال رؤية ورسالة المهرجان الذي استلهم شعاره “أصداء خالدة من المحبة والنور” من حكمة الشاعر جلال الدين الرومي.
ويقام المعرض في إطار التعاون بين هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) والإدارة العامة للتراث الثقافي والمتاحف في وزارة الثقافة والسياحة التركية والذي اتفق بموجبه كل من مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، والدكتور ناجي باكيرجي، مدير متحف “مولانا” في قونية، على حصول بيت الحكمة على عدد من القطع المتحفية المرموقة على سبيل الإعارة، تمهيدا لإتاحتها للجمهور في الشارقة ودولة الإمارات، بهدف الاحتفاء بالإرث الخالد لجلال الدين الرومي وتسليط الضوء على أعماله الأدبية ومسيرته الروحية التي تمتد عبر ثمانية قرون.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي : عند الحديث عن هذا النوع من الفعاليات فإننا نعيد تعريف مفهوم وأثر الفعل والحراك الثقافي حيث تتجاوز تطلعاتنا إثراء تجارب المجتمعات المعرفية لتصل إلى ترسيخ القيم الإنسانية السامية ومنح الجمهور فرصة لتحقيق التوازن في عالم سريع التغير، كما نؤكد على أن الثقافة يتسع أفقها وتأثيرها من خلال العمل المشترك والتعاون والبناء وهذا ما نجحت الشارقة في تفعيله على أرض الواقع في كل خطوة تخطوها نحو ترسيخ مقومات مشروعها الحضاري الرائد.
وأضافت : تكمن أهمية هذا المعرض في تسليط الضوء على حياة شخصية استثنائية تركت بصمة عميقة في تاريخ الفكر الإنساني، فمع أهمية العقلية المادية التي تضمن إصلاح شؤون الحياة يذكّرنا الروميّ بأهمية الجانب الروحي في حياة الإنسان ودور المعرفة في تطوير الذات وتحقيق السعادة والسمو بالروح من خلال استكمال فضائل النفس وفي ظل التحديات التي تواجه العالم فإن العودة إلى إرث الروميّ تعني إعادة تأكيد قيمة الإنسان وضرورة بناء مجتمعات ترتكز على قيم المحبة والتسامح والصفاء الروحي.
وقالت مروة العقروبي، إن الإعلان عن هذا المعرض الاستثنائي يأتي كتتويج للزيارة الأخيرة التي قامت بها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي إلى مدينة قونيا، تحديدًا إلى متحف مولانا الذي يخلد إرث الشاعر والفيلسوف الكبير جلال الدين الرومي، إذ يعكس هذا الإعلان إيماننا العميق بأهمية المبادرات الثقافية التي تدعم رؤية الشارقة ورسالتها، بما يحقق الفائدة للمجتمع المحلي والعربي ويمتد أثره إلى المجتمع الإنساني بأسره.
وأكدت الحرص على تنظيم فعاليات نوعية تعزز شراكاتنا داخل الإمارات وخارجها، مما يسهم في ترسيخ مكانة بيت الحكمة كمركز ثقافي تفاعلي مؤثر في بناء مجتمعات تعتز بالمعرفة وتتبنى التعلم المستمر منهجًا للنهضة والتنمية الشاملة والمستدامة التي تقودها الدولة على جميع الأصعدة.
ويتكوّن المعرض من ثلاث مراحل تعكس مسيرة حياة جلال الدين الروميّ متخذة من قصائده وأفكاره مصدر إلهام، ويتم تقديم كل مرحلة بصرياً بطريقة فنية مستوحاة من عالم الروميّ وتراثه الذي يجسد عمق فلسفته وتأثيره الممتد ففي المرحلة الأولى يستكشف جمهور المعرض الفترة الأولى من حياة الروميّ بدءاً من مسقط رأسه في مدينة بَلْخ مروراً برحلات الهجرة المختلفة التي قادته إلى قونية بصحبة أسرته وتبحر المرحلة الثانية في الرحلة الروحانية للروميّ منذ أول لقاء جمعه بمعلمه وملهمه الروحي شمس الدين التبريزي ورحلته في البحث عن الحقيقة والتغيير الجذري الذي طرأ على فلسفته وتعاليمه عقب هذا اللقاء قبل الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة التي تتناول التأثير الممتد للرومي من خلال أشعاره العميقة وأفكاره المتدفقة عن الحب الإلهي والتأمل الروحي.
ويقام المعرض بالتعاون والشراكة بين بيت الحكمة وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة داخل الدولة هي دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة وهيئة الشارقة للمتاحف ودار المخطوطات الإسلامية ومؤسسة بارجيل للفنون ومصرف الشارقة الإسلامي.