الشارقة في 8 نوفمبر / وام / يحتفي جناح بيت الحكمة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بجامعة القَرويين المغربية أقدم جامعة في العالم وذلك في ضوء اختيار المغرب ضيف شرف النسخة الحالية للمعرض لإبراز الدور الرائد لهذه المؤسسة العريقة ذات العطاء الموصول لما يناهز 12 قرناً من الزمان .
ويستعرض جناح بيت الحكمة جوانب مختلفة من تاريخ الجامعة منذ تأسيسهاعلى يد السيدة فاطمة الفَهرِيّة في مدينة فاس عام 859م، وذلك ضمن ثلاثة أقسام رئيسية تستهدف توفير تجربة ثقافية شاملة لجمهور المعرض من الكبار والصغار ومحبي الثقافة العربية الأصيلة .
ويستهل قاصدو الجناح زيارتهم من “خزانة القَرويين” العريقة التي تعد من أقدم الخزانات في العالم العربي والإسلامي وتحتضن عدداً هائلاً يُقدر بالآلاف من نفائس المخطوطات القديمة.
ويعرض هذا القسم نسخاً رقمية من أندر المخطوطات والكتب التي تزخر بها الخزانة من بينها نسخة نادرة من القرآن الكريم تعود إلى القرن الثالث الهجري منسوخة بالخط الكوفي العريض على رقّ الغزال ونسخة من أقدم ترجمات الإنجيل إلى اللغة العربية مكتوبة بخط أندلسي ونسخة من”كتاب السير لأبي إسحاق الفزاري” تعود إلى القرن الثالث الهجري ونسخة من كتاب “العِبَرُ وديوانُ المُبْتَدأ والخَبَر” للمؤرّخ والفيلسوف الاجتماعي ابن خلدون صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “ اليونسكو” ضمن التراث العالمي الإنساني ونسخة من “كتاب الأخلاق ” لأرسطو إضافة إلى فهرس بالمخطوطات المتاحة في خزانة القرويين وهو من مقتنيات دار المخطوطات بالشارقة.
بعدها ينتقل زوار الجناح إلى شاشة تفاعلية تعرض معلومات تعريفية عن الجامعة تتضمن قصة تأسيس جامع القَرويين وتحوله إلى جامعة في القرن التاسع الميلادي والساعة المائية التي تعد من أهم معالمها وأبرز العلماء والمفكرين والفلاسفة الذين مروا من خلالها مثل ابن خلدون وابن رشد وابن حزم والشريف الإدريسي وغيرهم.
وفي القسم التالي من الجناح ينتقل الزوار إلى تجربة تفاعلية ثريّة عبر نظارة الواقع الافتراضي تقدم بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي(إثراء) في المملكة العربية السُّعُودية وتتيح لهم نافذة بصرية يطلّون منها على جامعة القَرويين لمشاهدة جماليات عمارتها الإسلامية وقبابها الخضراء.
ويضم الجناح أيضاً ركناً للقراءة يتيح للزوار التوقف والتأمل في تجربة ثقافية تنسجم مع أجواء المعرفة التي تعم الجناح إلى جانب مساحة مخصصة لتشجيع الشباب على إعادة تصميم أغلفة الكتب القديمة بمفهوم عصري بالتعاون مع “هوية الشارقة” وذلك بغرض تعريفهم بتراثنا الأدبي القديم وتشجيعهم على إعادة إحياء تلك الكتب من خلال تصميم غلاف معاصر يرتقي لمضمونها.
وقالت مروة العقروبي المديرة التنفيذية لبيت الحكمة إن الاحتفاء بالصروح المعرفية والثقافية العريقة التي شكلت تراث وملامح حضارتنا العربية والإسلامية يعد ضمن الأهداف التي يحرص عليها بيت الحكمة ضمن رؤيته الشاملة لتعزيز التفاعل مع الحراك الثقافي وتقديم مساحة إثرائية لمجتمع القراء والباحثين ومن هنا جاءت المشاركة هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب لتعزز رسالته باختيار المغرب ضيف شرف عبر تسليط الضوءعلى جامعة القرويين التاريخية وما قدمته من إسهامات جوهرية تجاه الحضارة الإنسانية على مدار 12 قرنا.
وبالتزامن مع فترة المعرض ينظم بيت الحكمة ورشة متخصصة في صيانة وترميم المخطوطات على مدار ثلاثة أيام تقدمها الدكتورة صباح البازي رئيسة مصلحة الصيانة والتصميم بخزانة القرويين وذلك بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث.
تتناول الورشة العديد من المحاور من بينها التعريف بمبادئ ترميم المخطوطات والعوامل المضرة والمؤثرة بصحة المخطوطات وأهم التقنيات المستخدمة في عملية الترميم والمعالجة.