الرياض 22 ربيع الأول 1446 هـ الموافق 25 سبتمبر 2024 م واس
نظمت هيئة المتاحف لقاءً افتراضيًا تحت عنوان “البرامج الثقافية والتعليمية في المتاحف والمراكز الثقافية” كيف نجعل الأصول الثقافية مكانًا مثريًا؟”، بحضور عدد من الخبراء والمختصين، إضافةً إلى مهتمين من مختلف فئات المجتمع.
وتناول اللقاء أهمية تطوير برامج مبتكرة تسهم في تقديم تجربة تعليمية وتثقيفية ممتعة وشاملة في المتاحف والمراكز الثقافية، وكيفية تصميم برامج تفاعلية تستهدف جميع الفئات العمرية والاجتماعية وتعزز الوعي الثقافي لدى الجمهور، حيث شارك في اللقاء الذي أداره المهندس فهد العنقري، كل من مديرة إدارة التعليم وتطوير المواهب في هيئة المتاحف الدكتورة تغريد السراج، ومديرة البرمجة في مركز فناء الأول الثقافي ميريام رزق، ومديرة البرامج في المتحف الوطني عبير البحراني.
وناقشت المتحدثات دور المتاحف في رفع الوعي الثقافي عبر البرامج التعليمية، والمعايير التي يجب أخذها بالاعتبار عند تصميم برامج ثقافية وتعليمية، وأهمية الشراكات مع المؤسسات العامة والخاصة لتقديم برامج وتجارب مثرية، كما تطرّقت المتحدثات الى التحديات التي تواجه المؤسسات الثقافية في تصميم وتنفيذ برامج متميزة، واستعرضنَ تجارب ناجحة في هذا المجال.
وأوضحت السراج، أنّ المتحف أو المركز الثقافي يُمثل امتدادًا للمدرسة والجامعة، وهو مكان للتعلم المستمر، واستعرضت جهود ومبادرات هيئة المتاحف لتعزيز الدور التعليمي والتثقيفي للمتاحف من خلال بناء القدرات وتطوير مهارات العاملين في المجال، كما من خلال ابتكار برامج تدريبية ترفع الوعي بالقطاع، متوقفةً عند برنامج “تحديات متحفية”، الذي أطلقته الهيئة خلال هذه السنة، الذي اشتمل على ورش تدريبية تمكّن المشاركين من ابتكار فكرة أولية لمتحف وتطويرها بصفتها نموذجًا احترافيًّا يُعرض على لجنة من الخبراء للتقييم، حيث هدَفَ البرنامج إلى إكساب المشاركين خبرة نوعية في قطاع المتاحف وإثراء الفرص الوظيفية في القطاع.
من جهتها، تناولت البحراني أهمية تطوير التعلم مدى الحياة، واستعرضت تجارب ناجحة قام بها في المتحف الوطني، متطرقةً لتجربة المخيم الصيفي الذي استضافه المتحف بعنوان “يُحكى أن هناك راويًا “الذي يهدف إلى تعزيز مهارتي الإبداع والسرد القصصي لدى الأطفال، حيث إنّ هذا المخيم أسهم في تعزيز وتفعيل دور المتحف المجتمعي من خلال تقديم برنامج تعليمي ممتع وتفاعلي، والمساهمة في تنشئة جيل شغوف ومبدع مدى الحياة، ورفع الوعي الثقافي لدى الأطفال إذ سعى البرنامج لاستكشاف القصص والحكايات وراء روائع مقتنيات المتحف الوطني والتعريف بإرث الجزيرة العربية بطريقة إبداعية وتفاعلية تعزز روح الانتماء والفخر.
وشدّدت ميريام رزق، على أهمية قياس الأثر للبرامج المقدمّة في المتاحف والمراكز الثقافية، مؤكدة أنّ الهدف من إقامة برامج ثقافية هو تحقيق الأثر المستدام ورفع الوعي الثقافي عند الجمهور، وليس فقط تقديم تجربة مؤقتة. كما تطرّقت إلى أهمية تحديد أهداف البرامج وإعداد مضمون يتناسب مع الفئة المستهدفة, مستعرضةً تجربة مركز فناء الأول في تقديم البرامج الثقافية، وتوقّفت عند فعالية “منتدى فناء الأول”، الذي تضمّنت مجموعة من جلسات نقاش مع شخصيات معروفة استكشفت دور الفن المعاصر في عصر التغيير في المملكة، حيث جسّد المنتدى دور فناء الأول في خلق مساحة ملهمة تجمع المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب المختلفــة، لتبادل الخبرات والأفكار.
وتطرقت المتحدثات إلى التحديات التي تواجه المتاحف، بما في ذلك التكيّف مع تطلعات فئات مختلفة من الجمهور وفهم احتياجاتها، وبناء شراكات تعزز من قدرة المتاحف والمراكز الثقافية على تقديم تجربة مثرية، وتطوير قدرات القوى العاملة في المتاحف للإنتاج برامج ذات قيمة، وإيجاد توازن بين ضرورة تحقيق إيرادات مالية والوصول إلى جمهور واسع وتحقيق الأثر المستدام.
وفي ختام اللقاء، أكّدت المتحدثات أهمية تعزيز دور المتاحف بصفتها بيئات تعليمية تسهم في نشر المعرفة الثقافية ودعم الابتكار، كما أجمعنَ على ضرورة التعاون بين المتاحف والمؤسسات التعليمية والحكومية والقطاع الخاص لضمان النجاح في تقديم برامج تثري المجتمع.
يشار إلى أنّ اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات التي تنظمها هيئة المتاحف لتعزيز الحوار الثقافي والاجتماعي، وتوفير منصة لتبادل الخبرات والأفكار حول أفضل الممارسات في تطوير البرامج الثقافية والتعليمية، حيث يُظهر اللقاء التزام هيئة المتاحف بتعزيز الثقافة والمعرفة، من خلال برامج تعود بالنفع على المجتمع بجميع فئاته.
// انتهى //
16:23 ت مـ
0149