الرياض 22 جمادى الأولى 1446 هـ الموافق 24 نوفمبر 2024 م واس
تعد ورش العمل التفاعلية أحد أبرز مكونات معرض الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية “بنان”، الذي تنظمه هيئة التراث في واجهة روشن بمدينة الرياض خلال الفترة من 23 حتى 29 نوفمبر الجاري.
وتقدم الورش فرصة استثنائية للزوار من مختلف الأعمار للتعرف على الحِرف اليدوية التقليدية، وتجربة صناعتها بأيديهم، مما يصنع رابطًا حيًا بين الأجيال والتراث الثقافي الغني للمملكة.
وتتنوع ورش العمل في “بنان” لتشمل مجموعة واسعة من الحِرف اليدوية التي تمثل مناطق المملكة المختلفة، مثل حياكة السدو، والنقش على المعادن، وصناعة الفخار، والتطريز التقليدي، بإشراف خبراء حرفيين؛ ليتعلم المشاركون أسس هذه الفنون ويخوضون تجربة عملية تعكس مراحل إنتاج القطع اليدوية، بدءًا من التعامل مع المواد الخام وصولًا إلى المنتج النهائي.
وتخصص ورش العمل في “بنان” مساحة مميزة للأطفال، لكسب المهارات الحرفية بطريقة مبسطة وممتعة، فعلى سبيل المثال: يمكن للأطفال تعلم تشكيل الفخار أو صناعة مشغولات بسيطة من السدو باستخدام الأدوات التقليدية، وهذه الأنشطة ليست فقط ترفيهية، بل تزرع في نفوس الأطفال حب التراث وتشجعهم على استكشاف هويتهم الثقافية.
إلى جانب تعليم المهارات اليدوية، تتيح ورش العمل فرصة التفاعل المباشر للزوار مع الحرفيين المتمرسين، فالحرفيون لا يقتصرون على الشرح العملي، بل يروون قصصهم وتجاربهم الشخصية التي تجعل كل قطعة حرفية مليئة بالمعاني.
وتُعد ورش العمل في “بنان” جسرًا يربط بين الأجيال، لينقل الحرفيون من ذوي الخبرة مهاراتهم وخبراتهم إلى الشباب والأطفال، لضمان استمرارية الحِرف اليدوية ويحافظ على دورها كجزء حيوي من التراث الثقافي غير المادي للمملكة.
وتشجع ورش العمل المشاركين على التفكير في طرق تطوير الحِرف التقليدية لتتناسب مع العصر الحديث دون الإخلال بقيمتها، فعلى سبيل المثال: يتعلم المشاركون في ورشة النقش على المعادن كيفية استخدام تصاميم تقليدية لإنتاج قطع فنية تلائم الأذواق الحالية.
ومن خلال هذه الورش، أصبح معرض “بنان” بيئة تعليمية وتفاعلية تعزز من فهم الزوار للتراث السعودي، وتشجعهم على استكشاف الجانب الإبداعي الحرفي لديهم، كما تسهم في بناء الوعي بأهمية الحِرف اليدوية كجزء من الهوية الثقافية للمملكة.
كما توفر ورش العمل في “بنان” تجربة تعليمية غنية تتجاوز حدود التعلم العملي، لتعكس جوهر الحِرف اليدوية وأهميتها الثقافية، هذا التفاعل بين الحرفيين والزوار يخلق تجربة فريدة تعزز من ارتباط الجميع بالتراث وتضمن نقله إلى الأجيال القادمة، ليحقق المعرض رؤيته في إبقاء الحِرف اليدوية حية في قلوب الناس وأيديهم، مما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتطوير المشهد الثقافي في المملكة.
//انتهى//
23:56 ت مـ
0225