جلسة تستعرض “التحديات التي تواجه فلسطين” ضمن مهرجان الأردن للإعلام العربي

عمّان 30-11-2024 وفا- عقدت، مساء اليوم السبت، جلسة بعنوان “التحديات التي تواجه فلسطين”، ضمن فعاليات مهرجان الأردن للإعلام العربي في دورته الخامسة التي تحمل شعار “نصرة فلسطين”. وترأس الجلسة، وزير الثقافة الأردني الأسبق صبري اربيحات، وتحدث خلالها: وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، ورئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني علا عوض، ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية داخل أراضي الـ48 محمد بركة، وأستاذة الإعلام والباحثة في قضايا الأطفال ولاء بطاط. وأكد اربيحات، أهمية هذه الجلسات في نقاش العديد من الجوانب المهمة المتعلقة بالدفاع عن القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء عليها للخروج بتوصيات يمكن البناء عليها لحشد مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني. أكدت الخليلي في مداخلتها أن الإعلام العربي يحمل رسالة نبيلة تهدف إلى إعلاء صوت الضحايا والناجيات من النساء والفتيات، ويبرز أشكال المعاناة كافة ويوثق جرائم الاحتلال ضدهن من جهة، ومن جهة أخرى يسلط الضوء على صمودهن وقدرتهن على البقاء وقيادة الاستجابة الفورية والتضامن مع محيطها. ونوهت الخليلي إلى أهمية عام 2025 كون وزارة شؤون المرأة تترأس لجنة المرأة في جامعة الدول العربية وكذلك اعتماد القدس عاصمة المرأة العربية، وحثت الإعلام العربي على تكثيف عمله من أجل هذا الحدث وتغطية الأنشطة المرافقة له طيلة العام. بدوره، أشار فارس إلى التحديات التي تواجه الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد مرور 14 شهرا من حرب الإبادة. وقال إنّ آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، يواجهون وجها آخر من أوجه الإبادة، مع استمرار تصاعد الجرائم الممنهجة بحقّهم، وغير المسبوقة بمستواها وكثافتها منذ بدء حرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزة. وأضاف أن أبرز هذه الجرائم هي التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الممنهجة بمستوياتها المختلفة ومنها الاعتداءات الجنسية، وعمليات التّنكيل والسّلب، والحرمان، التي تمارس بشكل لحظيّ بحقّهم، دون أدنى اعتبار للقوانين والأعراف الدولية الإنسانية، والتي أدت إلى استشهاد 45 أسيرا ومعتقلا منذ بدء حرب الإبادة، وهم فقط المعلومة هوياتهم، ومن تم الإعلان عنهم.  من جانبه، تطرق شعبان إلى اعتداءات المستعمرين والتوسع الاستعماري غير المسبوق في الضفة الغربية، بالتزامن مع حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة. وأشار إلى هدم الاحتلال للمنازل والمنشآت في الضفة، وتهجير التجمعات البدوية قسرا، واعتداءات المستعمرين التي يتخللها إطلاق النار وحرق المنازل والمركبات، لافتا إلى ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من هجمة احتلالية شرسة تستهدف أسرلتها وتهويدها وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية. بدورها، استعرضت عوض أبرز المؤشرات الإحصائية حول “عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وأثره على الواقع الديموغرافي وُمركبات الاقتصاد في فلسطين”. من جهته، أكد بركة، أن “قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين فقط. فالعرب لا يتضامنون مع فلسطين فحسب، بل يدافعون عن أنفسهم عندما يقفون إلى جانب فلسطين”. وأضاف: “الحركة الصهيونية تسعى لإخراج الفلسطينيين من التاريخ والجغرافيا، وبالتالي نحن ملزمون بالدفاع عن أنفسنا من خلال الوقوف مع فلسطين”. وتطرق إلى القوانين العنصرية للكنيست الإسرائيلية والتي تستهدف الوجود الفلسطيني داخل أراضي الـ48. من جانبها، أكدت بطاط أن الإعلام الإسرائيلي يشن حملة تحريضية ضد الشعب الفلسطيني، خاصة ضد الأطفال الفلسطينيين، كما يحرض ضد الإعلام الفلسطيني. وأضافت أن “الإعلام الإسرائيلي يحاول تصويرنا كإرهابيين، ويستهدف حتى الأطفال الفلسطينيين، في محاولة للتأثير على نشأتهم. كما يهاجم تلفزيون فلسطين ومؤسسات الإعلام الرسمي كافة في محاولة لتشويه الحقائق”. وفي جلسة أخرى ضمن فعاليات المهرجان، أكد رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة، محمود أبو الهيجا، أن بلاغة دم الفلسطيني هي التي فجرت كل هذه الطاقات الإبداعية في الإعلام الفلسطيني والعربي، وعليه يمكن البناء على هذا الموضوع من الناحية الإنسانية بالدرجة الأولى.  وقال: “نحن في الصحافة الفلسطينية اعتمدنا على الصورة ومصداقيتها في نقل وقائع ما يجري من حرب إبادة ضد شعبنا في قطاع غزة”. بدورها، عبرت الفنانة الأردنية عبير عيسى عن قناعتها بأن الفنان يجب أن يكون لديه إيمان مطلق بمجتمعه وبيئته، مؤكدة أن الفنان يجب أن يكون له موقف تجاه وطنه وقضايا أمته، مشددة على أن القضية المركزية للأمة هي قضية فلسطين. وقالت: “مهما عملنا من أفلام، فإننا لن نستطيع تجسيد مشهد واحد مما يجري على أرض الواقع في فلسطين، ولكن المطلوب منّا هو أن نحاول ونجتهد لإيصال رسائل تجسد رؤيتنا”، مشيرة إلى بعض تجارب الشباب في هذا المجال. أما الفنانة والباحثة في التراث الفلسطيني، سناء موسى، فأكدت أهمية الدراما في إيصال الأفكار التي تتضمن رسائل تدافع عن قضيتنا المركزية وتسلط الضوء على الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني. وقالت: “من الذكاء توظيف القضية الفلسطينية في الأعمال الفنية والدرامية ليس فقط في العالم العربي بل في جميع أنحاء العالم. بهذا الشكل، سنصبح جزءا مهما من الذاكرة العالمية، وهذا في غاية الأهمية”. وتخلل اليوم الثاني من المهرجان، عرض مجموعة من الأفلام التي تناولت جانبا من البطولات والتضحيات التي قدمها فرسان الإعلام الفلسطيني الذين ارتقوا شهداء في درب الحقيقة، حيث تم عرض فيلم حول مراسل تلفزيون فلسطين الشهيد محمد أبو حطب، وآخر حول الشهيدة شيرين أبو عاقلة، إلى جانب أعمال درامية ووثائقية تناولت القضية الفلسطينية من زوايا متعددة. يذكر أن المهرجان يختتم فعالياته يوم غد الأحد. ــــ أ.ش/ع.ف