
رئيس وزراء ماليزيا: حرية الصحافة مرتبطة بالديمقراطية الناضجةمن عبدالله بوقسكوشينغ (ماليزيا) – 27 – 5 (كونا) — أكد رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم اليوم الاثنين أنه إذا لم تكن هناك حرية في الصحافة فلن تكون هناك ديمقراطية ناضجة.وقال أنور في خطابه الرئيسي خلال احتفال بلاده باليوم الوطني للصحفيين “إن حرية الصحافة ستنضج العملية الديمقراطية وستكون قادرة على تشجيع نمو الأعمال العظيمة في مختلف المجالات مثل الأدب والثقافة والسياسة”.لكنه أردف قائلا “إن تلك الحرية يجب أن يكون لها حدودها وإلا فستكون بمثابة تحريض وفرقة للمجتمع ويمكن أن تلحق الضرر بالمفاصل الأخلاقية وتعيق التنمية”.ورأى إبراهيم أن عالم الصحافة يلعب دورا مهما للغاية في تاريخ تطور وحضارة الدول وأن “للصحفيين دورا مهما في النضال من أجل الإنسانية لذا فإن وظيفتهم لا يمكن أن يهزمها أي شيء بما في ذلك التطور الجسدي والتقدم التكنولوجي وحتى تطور التكنولوجيا في شكل الذكاء الاصطناعي”.ودافع عن “الإجراء الحازم” الذي اتخذته حكومته ضد الخطاب التحريضي وهي خطوة ساهمت بشكل غير مباشر في خفض تصنيف ماليزيا في المؤشر العالمي لحرية الصحافة السنوي الصادر عن منظمة (مراسلون بلا حدود).وقال أنور في هذا السياق “إذا سمحنا بحرية العنصرية أو الفاشية أو التعصب الديني في هذا البلد فسنتوقع حدوث احتكاك وصراعات عنصرية وتنافر ديني وبالطبع نتعرض للانتقاد فأصدقاؤنا من (مراسلون بلا حدود) موجودون هنا” في إشارة إلى حضور مدير مكتب آسيا والمحيط الهادئ لمنظمة (مراسلون بلا حدود) سيدريك ألفياني في الفعالية بدعوة من الحكومة الماليزية.يذكر أن ترتيب ماليزيا تراجع كثيرا في المؤشر العالمي لحرية الصحافة والذي تصدره منظمة (مراسلون بلا حدود) بواقع 34 مركزا لتصل إلى المركز 107 مقارنة بالمركز 73 العام الماضي وذلك بحصولها على 07ر52 نقطة.من جانبه أفاد مدير معهد الصحافة الماليزية منير أنام في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بأن وسائل الإعلام الماليزية تتبنى “المسؤولية الاجتماعية” مبدأ رئيسيا لها وهي نظرية تراعي قوانين الدولة لاسيما المتعلقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالصحافة والإعلام مثل قوانين التشهير والترخيص والطباعة وامتلاك وثائق سرية والتحريض.وأوضح أنام أن وزارة الإعلام والاتصالات الماليزية تعمل على إنشاء مجلس الإعلام الوطني الذي يسعى إلى ضمان تنفيذ أنظمة وآليات نشر المعلومات وتبادلها بين الحكومة ووسائل الإعلام بطريقة عادلة ودقيقة ومتوازنة وضمان حماية حرية الصحافة من أجل تقديم تقارير مستقلة وموضوعية وغير متحيزة.وأشار إلى أن معهد الصحافة الماليزية أطلق مؤخرا وبتكليف من وزارة الاتصالات والإعلام الماليزية مدونة أخلاقية جديدة للصحفيين أو ما يعرف بميثاق شرف مهنة الصحافة لتحل مكان النسخة السابقة التي تم تقديمها وصياغتها قبل 35 عاما من قبل المعهد نفسه.وذكر أن الميثاق الجديد يتضمن ثمانية أخلاقيات رئيسية بما في ذلك أنه يجب على الصحفيين أن يكونوا مسؤولين وشفافين وعادلين في نشر المعلومات وألا يتأثروا بالمصالح الشخصية وأن يقدموا معلومات مشروعة وأن يحترموا خصوصية وسرية مصادرهم وأن يفهموا القوانين التي تحكم وسائل الإعلام وأن يمنحوا الأولوية لمهاراتهم الصحفية.وتستضيف الحكومة الماليزية خلال الفترة من 26 إلى 29 مايو الجاري أكثر من ألف صحفي في فعاليات عديدة بمناسبة اليوم الوطني للصحفيين المعروف باسم (هاوانا) والذي يشكل مناسبة أطلقتها حكومة أنور إبراهيم حيث حددت يوم 29 مايو من كل عام للاحتفال به وقد تم تحديد هذا اليوم لأنه يوافق نشر الطبعة الأولى من أول صحيفة ملايوية في ماليزيا وهي (أوتوسان ملايو) في 29 مايو 1939.ولعل أبزر فعاليات هذه المناسبة هو المنتدى الإعلامي الوطني الذي رفع هذا العام شعار “الأخلاق أساس الصحافة المستدامة” حيث ناقش التوازن بين حرية التعبير مقابل المسؤولية الأخلاقية الافتراضية وكذلك بناء والحفاظ على الثقة لدى الصحفيين في عصر التشتيت الرقمي.كما ناقش المنتدى التحديات الإعلامية في عصر الذكاء الاصطناعي الجيني والتفاعلي والصحافة الجوالة كمحفز اجتماعي والنهوض بصحافة المواطن وإدماجها في صناعة الإعلام والاستفادة القصوى من وسائل الإعلام في المشاركة المجتمعية. (النهاية)ع ا ب / ر ج