“ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس”.. رسالة ملكية لأهل فلسطين

عمان 11 تشرين الأول (بترا) بشرى نيروخ- رسالة واضحة وراسخة في النهج الملكي وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني في خطبة العرش اليوم الأربعاء لأبناء الشعب الفلسطيني حين أكد “ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا”، ستشرفا جلالته الواقع برؤى ثاقبة، وتشخيص للتحديات التي تعصف بالمنطقة، والأحداث الدامية في غزة.
خطاب الملك أعاد التَّأكيد على قضية فلسطين باعتبارها قضية الأردن المركزية والأولى، وأن الحل يكمن بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

سياسيون أكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) في قراءتهم لخطاب العرش الثوابت الملكية الراسخة تجاه الحق الفلسطيني والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خاصة تقرير مصيره، والحفاظ على المقدسات الدينية في القدس الشريف، باعتبارها مرتكزات أساسية في السياسة الأردنية، وتمثل خطوطا عريضة وعناوين رئيسية للدبلوماسية الأردنية.
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، قال: يرتكز الموقف التاريخي الاردني شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تجاه القضية الوطنية والقومية والإنسانية المركزية وهي القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، على ثوابت أصيلة تستند الى تاريخ مجيد من التضحيات والدعم الاردني المستمر في كافة المجالات للأهل في فلسطين المحتلة.
فمنذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917، كان للجيش العربي الاردني دور نضالي في معارك عام 1948، وحرب عام 1967، وما من بادية أو قرية أو مدينة أردنية إلا ومنها شهيد أو جريح على ثرى فلسطين والقدس.
وأضاف: لقد عمل الأردن وبشكل متواصل ودؤوب لتعزيز الصمود والرباط الفلسطيني وحماية الهوية العربية في مدينة القدس، وتبلورت جهود الوصاية الهاشمية التي نعتز بها جميعا منذ عام 1924من خلال إعمار المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودور لجنة إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة عام 1954، وإنشاء اللجنة الملكية لشؤون القدس عام 1971، والصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة عام 2007.
وأشار كنعان الى دور وزارة الأوقاف الأردنية وما يتبع لها من مديرية الأوقاف ومجلس أوقاف القدس والمحاكم الشرعية التابعة لدائرة قاضي القضاة الاردني، الى جانب الدعم المتواصل من كافة المؤسسات الرسمية والأهلية والفعاليات الشعبية الأردنية.

وعلى صعيد المساندة الدبلوماسية والسياسية الدولية وبهدف توضيح مضامين وأبعاد القضية الفلسطينية ومواجهة الرواية السياسية الإسرائيلية المضللة، أشار كنعان الى الخطاب الملكي الهاشمي في كافة المحافل الدولية المتمسك بالسلام العادل القائم على إنهاء جريمة الاحتلال والمناداة بالحق التاريخي والشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، إلى جانب الدعوة المستمرة للقوى العالمية للضغط على إسرائيل وإلزامها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وبما يحقق الأمن والسلام العالمي.

ولفت إلى أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة التاسع عشر تزامن مع تطورات وتصعيد إسرائيلي خطير ضد أهلنا في فلسطين، تمثل بزيادة وتيرة الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفي مقدمتها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تحت غطاء ديني سياسي مزيف بهدف التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، الى جانب الهجمة الإجرامية على قطاع غزة الفلسطيني الذي نتج عنه مئات الشهداء وآلاف الجرحى.

وبين أنه وإلى جانب حديث جلالته وتوجيهاته السامية فيما يتعلق بمسيرة البناء والتطور على كافة الأصعدة الوطنية، أشار جلالته الى مركزية القضية الفلسطينية بقوله : “ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف ولن نحيد عن الدفاع عنها”، خاصة في ظل التطورات الأخيرة وما تشهده من عدوان يفتك بالمدنيين الأبرياء”، مكرراً جلالته أن استراتيجية التعامل الدولي الوحيدة لحل هذه المشكلة لا يكون إلا بالسلام العادل والشامل القائم على حل الدولتين، فالسلام حق وضرورة لتنعم الأجيال بما تستحقه وتتطلع إليه من مستقبل مشرق.

وأكد كنعان أن ارتكاز خطاب جلالة الملك على العقلانية والموضوعية والحكمة والالتزام بالقانون الدولي جعلت منه استراتيجية وطنية وقومية يمكن الاستناد عليها لتحقيق السلام العادل، وعلى الصعيد الوطني تسير الجهود الأردنية في دعم أهلنا في فلسطين المحتلة بما في ذلك دعم الأشقاء في غزة الجريحة من خلال المستشفى العسكري الاردني الميداني والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، الى جانب الدور الإعلامي والثقافي والدبلوماسي لحشد الرأي العام الدولي لنصرة فلسطين إنسانا وشعبا ومقدسات.

مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس رفيق خرفان، قال: إن جلالـة الملك عبدالله الثاني كان وما يزال متمسكـا بالثوابت الوطنية وأبرزها ان القضية الفلسطينية هي القضية المحورية والمركزية في المنطقة وهـي في أعلى سلم اهتماماته، ودأب على نقلهـا للعالم في كافـة المحافل العربيـة والدوليـة كما في خطابه اليوم، فضلا عن خطابه أمـام الجمعية العامـة للأمـم المتـحدة في دورتها 78 فـي نيويورك في رسالة ثابتة عنوانها أن “السلام لـن يتم إلا بحـل الدولتين وإقامـة الدولة الفلسطينية ذات السيـادة على خطوط الرابـع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتتضح مواقف جلالـة الملك الثابتـة والراسخة، يقول خرفان، من خلال دعمـه المتواصل ومؤازرتـه للشعب الفلسطيني ورفضـه للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على الشعـب الفلسطيني ورفضه المطلـق للسياسـة الإسرائيلية فـي بنـاء المزيد مـن المستوطنات ومخـالفتها لقرارات الشرعية الدولية، وتمسك جلالته برعايته للمقدسـات الإسلاميـة والمسيحية فـي القـدس انطلاقا من الوصاية الهاشمية عليها.
وأكد دور جلالته أهميـة استمـرار عمـل (الاونـروا) وضرورة دعـم المجتمــع الدولي لـ “الاونروا” كونها الرمـز الـذي يعـبر عـن حـق العودة والشاهـد على القضية الفلسطينية، مؤكدا أن جهود جلالته في هذا الاتجاه واضحة وأثمرت عن تجديد ولاية “الاونروا”.
النائب السابق الدكتور هايل ودعان الدعجة قال: يمثل تعاطي الاردن مع ملف القضية الفلسطينية ثابتا من ثوابته الوطنية والقومية الحاضرة دوما على أجندته انتصارا للحق الفلسطيني واتساقا مع مسؤولياته والتزاماته الدينية والقومية والتاريخية تجاه هذا الملف خاصة الدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، والحفاظ على الوضع القائم، والحيلولة دون تهويد المدينة المقدسة.

وأضاف الدعجة، لقد أبقت جهود الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك ونشاطاتها المؤثرة على الزخم السياسي الدولي للقضية الفلسطينية، ومن خلالها أمكن تحقيق انتصارات معنوية توجت بالحشد الدولي، تفعيلا لقرارات الشرعية الدولية الداعمة والمساندة للجانب الفلسطيني.

وأشار الى أن ما تشهده غزة من تصعيد خطير وعنف وعدوان يؤكد الرسائل الملكية بأن المنطقة لن تنعم بالامن والاستقرار والأمل إلا بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا شاملا على أساس حل الدولتين، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة مؤتة الدكتور رضوان المجالي، أشار إلى أن خطاب جلالته فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة في غزة، دليل واضح على أن الأردن هو الأكثر بين الدول على المستوى العربي والعالمي تأكيدا على حق الشعب الفلسطيني في أرضه والدفاع عنها،.

ولفت إلى أن خطاب العرش يأتي اليوم في ظل تصاعد وتيرة الأحداث الأخيرة في غزة، الأمر الذي يؤكد فيه جلالته موقف الأردن الداعي إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، حيث شدد جلالته على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا من خلال حل الدولتين، والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وما لم يتحقق ذلك ستبقى المنطقة تعاني من المزيد من الصراع.

وأشار إلى أن الثوابت الملكية تعد أمرا هاما في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، لافتا الى ما يقوم به الأردن من دور بارز وهام في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس التي تعتبر خطا أحمر، مؤكدا أن الاردن ظل في خندق العروبة يبذل كل ما بوسعه في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب.
–(بترا)

ب ن/ ب ص/اح
11/10/2023 17:52:39