(غامادا)..مبادرة رائدة تجمع بين الصحافة والعمل المجتمعي في سريلانكامن عزيزة العبداللهكولومبو – 18 – 9 (كونا) — في مواجهة أزمات عميقة وغير مسبوقة تعصف بسريلانكا بشكل متلاحق تبرز الحاجة إلى جهود تعبئة وتنسيق العمل الإنساني الفعال والقائم على المبادئ بالشراكة مع الجهات الفاعلة الوطنية والدولية من أجل تخفيف المعاناة وتسهيل الحلول المستدامة.وبينما تختبر المآسي إنسانية البشر وتمتحن خيريتهم وتنادي فيهم بالمبادرة للتغلب على التحديات الاجتماعية والاقتصادية انطلقت مبادرة (غامادا) في مسعى لسد الفجوة بين الصحافة والخدمة المجتمعية في سريلانكا.وبدأت مبادرة غامادا التي أطلقتها منظمة (نيوز فيرست) غير الحكومية في عام 2014 في إطار جهود خجولة لتلبية احتياجات المجتمعات الريفية لكنها نمت منذ ذلك الحين لتصبح منصة قوية قادرة على إحداث تغيير إيجابي.وخلال اجتماع مع مجموعة من الصحفيين من الشرق الأوسط وشمال افريقيا استعرض مدير شبكة (إم تي في/إم بي سي) الإخبارية المالكة للمنظمة أسوكا دياس الرؤية وراء مبادرة غامادا ودورها في المجتمع السريلانكي.وقال دياس إن (نيوز فيرست) شرعت رحلتها في مجال الأخبار في عام 1995 قبل أن تصبح شركة رائدة في المشهد الإعلامي في سريلانكا من خلال ثلاث قنوات تلفزيونية وخمس محطات إذاعية وتغطية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع باللغات السنهالية والتاميلية والإنجليزية لترسخ نفسها كشبكة مفضلة للأخبار العاجلة في جميع أنحاء مقاطعات سريلانكا ال25.وأضاف أنه بعد نحو ثلاثة عقود من العمل في مجال التغطية الإعلامية أصبح من الواضح أن الصحافة لابد أن تتطور إلى ما هو أبعد من ذلك.وأوضح دياس “لقد كنا نغطي الانتخابات والأخبار على مدى السنوات ال30 الماضية ولكننا نرى ونتلمس يوما بعد آخر مدى معاناة الناس وأدركنا أننا بحاجة إلى القيام بشيء أكبر يتجاوز الأخبار”.وأضاف ان هذه الحقيقة أدت إلى إدراك ضرورة ولادة مبادرة (غامادا) التي تعني (قلب القرية) تحت شعار (لأجل الشعب..ومن الشعب) بهدف دعم المجتمعات الريفية في معالجة تحدياتها اليومية مبينا ان ما جعل المبادرة تصمد طوال تلك الفترة هو التزامها بالمشاركة الشعبية.وأوضح أنه بدلا من مجرد الإبلاغ عن القضايا التي يواجهها السكان الريفيون يذهب صحفيو (نيوز فيرست) إلى الميدان ويتفاعلون بشكل مباشر مع المجتمعات وينصتون إلى مشكلاتهم ويعملون على إيجاد حلول عملية لمشكلات عديدة لتحسين البنية التحتية ومعالجة الرعاية الصحية مرورا بالاحتياجات التعليمية.وأكد دياس “لم نعد نكتفي بتغطية الأخبار وأصبحنا نساعد الناس على حل مشكلاتهم المحلية وتحدياتهم اليومية التي يواجهونها”.وتعتمد مبادرة (غامادا) على تبرعات المساهمين المحليين والدوليين لاسيما عبر موقعها الالكتروني وعلى الرغم من أن هذه المبالغ تكون في كثير من الأحيان متواضعة إلا أنها تسمح للمبادرة بمواصلة مهمتها المتمثلة في إحداث فرق وتغيير حقيقي في المجتمعات المحلية.وفي ضوء المعاناة الاقتصادية فإنه لا يمكن المبالغة في احتياج سريلانكا لمثل هذه المبادرات التي أصبحت شريان حياة للعديد من سكان الريف في سريلانكا وتوضح قوة الصحافة باعتبارها ليست مجرد وسيلة إعلامية ولكن أيضا أداة للعمل.(النهاية)ع ز ة