فيتنام تودع زعيمها الراحل ترونغ بحضور زعماء ومسؤولين من دول العالم

فيتنام تودع زعيمها الراحل ترونغ بحضور زعماء ومسؤولين من دول العالممن عبدالله بوقسكوالالمبور – 25 – 7 (كونا) — يودع الفيتناميون اليوم الخميس الزعيم الأعلى الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي الحاكم نغوين فو ترونغ في مراسم جنائزية مهيبة تستمر حتى غد الجمعة بحضور زعماء ومسؤولين من دول العالم.وذكرت وكالة الأنباء الفيتنامية أن المراسم الجنائزية ستقام على امد يومين تبدأ اليوم بالتأبين وتشهد غدا التشييع والدفن في مقبرة (ماي ديتش) بالعاصمة الفيتنامية هانوي.وحضر المراسم جميع القيادات والمسؤولين في فيتنام بالإضافة الى زعماء ومسؤولين أجانب من بينهم رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان داك سو والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل ورئيسة مجلس الشيوخ الاسترالي سوزان لاينز ورئيس الجمعية الوطنية في كوبا إستيبان لازو هيرنانديز ورئيس مجلس الشيوخ الكمبودي هون سين ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال.وقال المشرف العام على مراسم الجنازة العضو الدائم في الأمانة العامة بالحزب الحاكم لونج كوونج “خلال ما يقرب من 60 عاما من الأنشطة الثورية قدم الرفيق ترونغ العديد من المساهمات العظيمة والمتميزة بشكل خاص للقضية الثورية المجيدة مفيدا بأن وفاته “خسارة فادحة للغاية ولا يمكن تعويضها للحزب والدولة والشعب وعائلته”وتوفي ترونغ يوم السبت الماضي عن عمر ناهز 80 عاما فيما تولى الرئيس الفيتنامي الحالي تو لام الأمين العام للحزب الشيوعي بالإنابة رئاسة الحزب والذي يعتبر أعلى منصب في فيتنام على الإطلاق.وساءت الحالة الصحية لترونغ منذ تعرضه إلى عدة سكتات دماغية منذ عام 2019 ونادرا ما كان يظهر في الأماكن العامة حيث أثارت تكهنات واسعة النطاق بأنه لن يتمكن من البقاء في السلطة حتى مؤتمر الحزب عام 2026. ويقود فيتنام رسميا أربع شخصيات رئيسية هم بالترتيب الأمين العام للحزب الشيوعي الحاكم ثم الرئيس الفيتنامي ثم رئيس الوزراء ثم رئيس الجمعية الوطنية. ويعد ترونغ أول أمين عام للحزب يتوفى في منصبه منذ وفاة لي دوان في عام 1986 كما أنه أول زعيم يتولى ثلاث ولايات متتالية على رأس الحزب بعد تحرير الاقتصاد الفيتنامي في عام 1986.لذا فقد شغل ترونغ أطول فترة في منصب الأمين العام للحزب منذ أن تولى لي دوان السلطة في أعقاب وفاة الزعيم الثوري هو تشي منه عام 1969 ما أظهر ترونغ واحدا من أقوى السياسيين في فيتنام على مدار عقود.وخلال وجوده في منصبه أشرف ترونغ على تحقيق النمو الاقتصادي السريع بالإضافة إلى إقامة علاقات متوازنة مع الصين والولايات المتحدة.وكان ترونغ معروفا بحملته لمكافحة الفساد التي سماها ب “الفرن المشتعل” والذي أجبر بموجبها كبار الشخصيات السياسية بما في ذلك الرؤساء السابقون على الاستقالة.وبدأ ترونغ حملاته ضد الفساد والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحزب الشيوعي منذ عام 2016 حيث تمت معاقبة أكثر من 139 ألف عضو في الحزب بتهمة الفساد وهي حملة واسعة النطاق القت بظلالها السلبية نوعا ما على الاقتصاد بسبب إحجام المسؤولين عن ممارسة مهامهم الوظيفية بحرية خوفا من اتهامهم بارتكاب مخالفات.وعلى صعيد السياسة الخارجية اتبع ترونغ ما يسمى ب “دبلوماسية الخيزران” كناية على التأرجح مع الرياح وتجنب الانحياز إلى أحد الجانبين في النزاعات الدولية لاسيما ما يتعلق بالتنافس المستمر بين الولايات المتحدة والصين.ونظرا لقوة ترونغ السياسية وشعبيته يقول محللون إنه من غير المرجح أن ينحرف أي خليفة له عن سياساته فيما يتعلق بالاقتصاد أو السياسة الخارجية أو عدم التسامح مع منتقدي الحكومة ولعل الرئيس توم لام هو الأنسب لهذه المرحلة.وشغل الجنرال تو لام (67 عاما) منصب وزير الأمن منذ 2016 قبل انتخابه من قبل الجمعية الوطنية رئيسا لفيتنام في مايو الماضي وذلك رغم قبوله حديثا (عام 2021) في عضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي وهو أقوى هيئة في البلاد. لكن تسلق لام السريع في المناصب الحكومية من وزير إلى عضو في المكتب السياسي إلى رئيس ثم إلى الأمين العام للحزب الحاكم يؤكد مدى قبضته على السلطة. ويعتبر لام شخصية محورية في مكافحة الفساد فمنذ عام 2023 استقال اثنان من رؤساء فيتنام ورئيس برلمان واحد بسبب ارتكاب مخالفات غير محددة فيما تلعب وزارة الأمن العام دورا رئيسيا في التحقيقات.ولا يعرف ما إذا كان لام سيستمر في منصب الأمين العام للحزب بشكل دائم أم سيبقى في المنصب بالإنابة إلى أن يتم انتخاب أمين عام آخر لذا يتوقع أن تدخل فيتنام في المرحلة المقبلة “أزمة خلافة” رغم أن لام من الناحية النظرية بإمكانه تولي المنصبين (الرئيس والأمين العام) حتى انعقاد مؤتمر الحزب الحاكم في عام 2026. (النهاية)ع ا ب / أ م س