قيادات قطاع الطاقة يؤكدون أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي للوصول إلى مستقبل مستدام

أبوظبي في 5 نوفمبر/ وام / شكلت قدرة الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة، ودعم جهود إزالة الكربون، محور مناقشات وزراء الطاقة وقادة الأعمال خلال فعاليات اليوم الثاني من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2024”.

يعكس التركيز على قدرة الذكاء الاصطناعي، ثقة قادة قطاع الطاقة في قدرته، على إحداث نقلة نوعية وتطوير منظومة الطاقة.

واتفق قادة الحكومة والمديرون التنفيذيون للشركات المشاركين في أديبك 2024، على قدرة الذكاء الاصطناعي في دعم الانتقال في قطاع الطاقة وفتح آفاق جديدة للتقدم والازدهار.

وفي جلسة بعنوان ” قوة تأثير الذكاء الاصطناعي في دعم الانتقال في قطاع الطاقة”، استكشف مجموعة من أبرز قادة قطاع الطاقة وكبار المسؤولين التنفيذيين في القطاع الخاص، من بينهم طيبة الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك البحرية ورئيسة أديبك 2024؛ وميشيل لوتز، كبير مسؤولي البيانات ورئيس قسم البيانات والذكاء الاصطناعي في شركة توتال إنيرجيز؛ وماجزان كينيسباي، القائم بأعمال العضو المنتدب لشركة إيه آي كيو ، كيف تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على تحويل العمليات التجارية.

وتناولت الجلسة الفرص والتحديات المتعلقة بمراكز البيانات واحتياجات استهلاك الطاقة.

وقال ميشيل لوتز، كبير مسؤولي البيانات ورئيس قسم البيانات والذكاء الاصطناعي في شركة توتال إنيرجيز، إن استخدام الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، وهو ما يدعم بدوره تطور شركتنا في مجال الطاقة المتجددة، وهذا ما يتيح مساعدة العملاء بشكل أفضل في فهم سلوكهم وما يحتاجون إليه.

وبناء على هذا التركيز المستمر على دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الطاقة، أكد المتحدثون في مؤتمرات أديبك العشرة المتنوعة على الحاجة الملحة لمعالجة التحديات والفرص المحيطة بهذه التكنولوجيا التحويلية.

وقال تنكو محمد توفيق، رئيس مجموعة بتروناس والرئيس التنفيذي لها أنه يتوجب قبل أن نصل إلى مرحلة الكمال في الذكاء الاصطناعي، معالجة قضايا أساسية، فالذكاء الاصطناعي له آثار إيجابية بقدر ما له من آثار سلبية أيضا، وذلك بحسب كيفية استخدام هذه التكنولوجيا وكيفية تبنيها، ورغم أن الذكاء الاصطناعي يستهلك قدرا كبيرا من الطاقة ويتطلب إنتاجه موارد هائلة، فإنه يساعد الاقتصادات والمجتمعات على النمو، لذا يتعين التعامل بحكمة مع مفترق الطرق الذي ينتظرنا لاحقا.

كما شاركت أنيما أناندكومار، أستاذة علوم الحوسبة والرياضيات في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في هذه المحادثات المهمة، حيث سلطت الضوء على التأثير المتطور للذكاء الاصطناعي على كل من صناعة الطاقة والبيئة.

وقالت أناندكومار إنه يجب عدم التفكير فقط في خفض الطاقة الذي تم تحقيقه باستخدام الذكاء الاصطناعي، بل يجب أيضا التفكير في الوقت والمال الذي تم توفيره من خلال استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي هذه، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في اتخاذ إجراءات تصحيحية استجابة للكوارث الطبيعية وغيرها من القضايا المتعلقة بالمناخ، وكلما زادت البيانات المتاحة، كلما أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أفضل، لذا فإن التأثير الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي في التصميم من الصفر وإنشاء المحاكاة يعزز من العمل في قطاعي الطاقة والتكنولوجيا.

وانعكس التزام أديبك 2024 بتسريع حلول ومشاريع الطاقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق النسخة الافتتاحية لمنطقة الذكاء الاصطناعي بتنظيم أدنوك، التي تضمنت استوديوهات الذكاء الاصطناعي ووحدات العرض التوضيحية التي عرضت حلولا تحويلية من قبل كبرى شركات الطاقة والذكاء الاصطناعي الرائدة، حيث وفرت هذه المنطقة العصرية المتطورة للحاضرين رؤية شاملة للابتكارات التي تشكل مستقبل منظومة الطاقة.

واستضافت المنطقة أيضا مؤتمر الذكاء الاصطناعي المتخصص، الذي وفر منصة لتعزيز التعاون بين قادة من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والمؤسسات الحكومية لتطوير خارطة طريق استراتيجية لإدماج الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة.

واستعرض مؤتمر الذكاء الاصطناعي العديد من عروض الابتكار على مدار اليوم، حيث قدمت شركات التكنولوجيا العملاقة وشركات الطاقة أحدث إنجازاتها ومشاريعها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وشمل المشاركون نيراج جوشي، كبير مسؤولي التكنولوجيا العالميين في مجال الطاقة والموارد، مايكروسوفت؛ وأنيرودا شارما، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كاربون كلين؛ والدكتور مايك روشين، رئيس الذكاء الاصطناعي لدى شركة إيه آي كيو؛ وعلي الزعابي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة AYP/ADP، أدنوك.

وركز مؤتمر الرقمنة والتكنولوجيا الذي تم إطلاقه مؤخرا على مناقشة الدور الذي يمكن أن تلعبه تقنيات الجيل التالي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والاستفادة منه في الفرص المتوفرة في مجال خفض الانبعاثات وإزالة الكربون ورفع الكفاءة في العصر الصناعي 4.0.

وسلطت الجلسات الضوء على التطورات في المواد الجديدة، وإنترنت الأشياء في القطاع الصناعي واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه مع التركيز على التوسع المستدام لهذه التقنيات.

واستعرضت الشركات خلال أديبك 2024 أحدث الأجهزة والمعدات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ما وفر فرصة للحضور لتعرف على عدد من المنتجات والخدمات المبتكرة المصممة للحد من الانبعاثات الكربونية، وتحسين كفاءة الطاقة وتسريع الانتقال إلى مصادر طاقة أكثر نظافة.