عمان 14 تشرين الثاني (بترا) صالح الخوالدة- اعتبر أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، خطاب العرش السامي، خريطة طريق للسلام ووثيقة روحية وتاريخية تجسد العلاقة بين الأردن وفلسطين بما فيها القدس.
وقال كنعان في تصريحات صحفية اليوم الاثنين، إن تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه، “بأننا الأقرب للأهل في فلسطين”، يتزامن مع جهود عملية وخطوات نفذتها الدبلوماسية الأردنية على الصعيد الدولي في المحافل الدولية، من خلال صدور الكثير من القرارات عن الجمعية العامة ومجلس الأمن واليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية.
وقبل أيام صوت الأردن لصالح قرارات اللجنة الرابعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي طالبت بوقف الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وطالبت برأي استشاري عاجل لمحكمة العدل الدولية في حالة الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب قرارات أخرى تتعلق بـ “الاونروا”.
واشار الى مباركة الأردن وتأييده للعمل داخل البيت العربي لنصرة القضية الفلسطينية، حيث شارك ولي العهد الأمير الحسين بأعمال قمة الجزائر العربية.
واكد أن التوجيهات الملكية السامية ما تزال وستبقى دستوراً ومنهجاً للمؤسسات الرسمية والأهلية الساعية لخدمة فلسطين والقدس.
وبين ان خصوصية خطاب العرش على امتداد تاريخ الإرث الهاشمي منذ عهد الشريف الحسين بن علي قائد النهضة العربية والملك عبدالله الأول موحد الضفتين وشهيد الأقصى، مروراً بجهود المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، تتضح بأن قضية فلسطين والقدس دائمة الحضور، ويتزامن حضورها مع إحياء الأهل في فلسطين لمناسبات مهمة منها ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال التي تصادف في 15 تشرين الثاني من كل عام، واليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني من كل عام.
واضاف، ان خطاب جلالته الذي يحظى باحترام وتقدير عالمي، سيبقى نموذجاً للجميع بأن القدس ستبقى شغلهم الشاغل وهمهم الأوحد الذي لا يغيب عن قراراتهم وأجنداتهم وجهودهم، وهو رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي ومحبي السلام بأن لا سلام ولا أمن في المنطقة على الإطلاق ما دامت إسرائيل تحتل الأراضي العربية وتتمسك بسياسة وشريعة القوة.
وأشار الى أن خطاب العرض شكل رسالة إلى أصحاب البرامج الحزبية والاستيطانية اليمينية المتطرفة التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويستبيحون حرمات الإسلام والمسلمين، بأن برامجهم ومخططاتهم وانتهاكاتهم لن تجدي نفعاً لوجود إرادة واحدة هي حماية القدس والمقدسات مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
وأوضح ان خطاب العرش استند الى محورين، أولهما التركيز على خطط التنمية الوطنية ونهضة الأردن وضرورة بذل الحكومات والبرلمانات المزيد من الجهود الإصلاحية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية الشاملة، وثانيهما الحرص على تعزيز العلاقات الأردنية الدولية في إطار المصالح الوطنية والقومية، وبالتالي ينتج عن صياغة هذه المحاور قوة أردنية استراتيجية داخلية وخارجية من شأنها مساندة ودعم الأهل في فلسطين والقدس في حق تقرير مصيرهم.
وقال، إن جلالته اكد على حل الدولتين بما في ذلك اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وانطلاقاً من الجذور التاريخية و العلاقة القومية كانت وما تزال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس هي الدرع والضمانة لحماية المقدسات بوصفها مدعومة بتأكيد عربي وإسلامي وعالمي، وهي السبيل الأساسي للحفاظ على الوضع التاريخي القائم ( الاستاتيسكو) في مدينة القدس المحتلة.
يذكر ان القضية الفلسطينية وجوهرها القدس تشكل بعداً ومضموناً هاشمياً أردنياً وطنياً وقومياً متجذراً في تاريخنا عكسته محطات نضالية وتضحيات قدم الأردن وما زال يقدم من أجلها الكثير، فمن كل قرية وبادية ومدينة أردنية، دم شهيد وجريح سال على ثرى فلسطين والقدس.
ويولي جلالة الملك عبدالله الثاني، هذه القضية المركزية، الأولوية في جميع اللقاءات والخطابات والمباحثات داخل الأردن وخارجه، ما يدلل على أن فلسطين والقدس ليست عنواناً لمناسبات معينة، بل هي في صميم وقلب كل هاشمي واردني، وجزء من البرنامج والمشروع الوطني والقومي الأردني الذي يحظى بتوجيهات ملكية سامية.
–(بترا)
ص خ/ أ أ/اح
14/11/2022 12:51:50