مؤسسة انتصار الخيرية تنظم حلقة نقاشية حول الأزمة الحالية للنساء العربيات المتضررات من الحرب والعنفالكويت – 24 – 9 (كونا) — نظمت مؤسسة انتصار الخيرية اليوم الثلاثاء حلقة نقاشية حول (الأزمة الحالية للنساء العربيات المتضررات من الحرب والعنف لا سيما النساء الفلسطينيات) وذلك في معرض الفن الحديث برعاية وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا.وأكدت مؤسسة (المؤسسة) الشيخة انتصار سالم العلي الصباح في كلمة لها الحاجة الملحة لدمج مبادرات الصحة العقلية في جهود بناء السلام مع الحرص على تنفيذ تدخلات تراعي الصدمات لدعم المتأثرين بالنزاعات بشكل فعال والمطالبة بوضع السياسات والتطوع ونشر الوعي لـ”رسم مستقبل لا يكون فيه دعم الصحة العقلية رفاهية إنما ضرورة”.وأضافت الشيخة انتصار الصباح أن “أكثر من واحد من بين كل خمسة أشخاص ممن يعيشون في مناطق متأثرة بالنزاعات يعاني اضطرابات صحية عقلية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة”.وأوضحت أن “(الصدمة) عبارة عن تجربة مؤلمة للغاية قد تؤثر بشكل عميق على الصحة العقلية والجسدية وغالبا ما تؤدي إلى حلقات من العنف والصراع التي لا تطال الأفراد فحسب إنما تمتد لتشمل مجتمعات بأسرها”.وذكرت أنه “من خلال فهم تأثير صدمات الحروب وتوفير دعم الصحة النفسية للأشخاص المتأثرين بالنزاعات يمكننا بناء أسس السلام المستدام ومنع العنف من الانتقال إلى الأجيال المقبلة وأيضا كسر حلقة الصدمات وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر سلاما”.وأعربت الشيخة انتصار الصباح عن إيمانها الراسخ بأن “المرأة هي حجر الزاوية في كل بيت والنسيج الأساسي الذي يربط مجتمعاتنا بسلام” مستدركة أنه “ولبناء مجتمع أكثر سلاما قررنا أن نركز جهودنا على الاحتياجات النفسية للمرأة بعد وقوع الحروب أو الكوارث”.وأفادت بأنه “من خلال عملنا الميداني في (مؤسسة انتصار الخيرية) شهدنا بشكل مباشر مدى التأثير العميق لدعم الصحة العقلية على حياة النساء العربيات وأسرهن فأكثر من 93 في المئة من اللواتي شاركن في برامج (العلاج بالدراما) الخاصة بالمؤسسة أفدن بأنهن شعرن بانخفاض في الاكتئاب وأكثر من 43 في المئة شعرن بانخفاض في القلق وأكثر من 68 في المئة شعرن بانخفاض في اضطراب ما بعد الصدمة كما أفادت المشاركات باكتسابهن مهارات قيمة لتنظيم مشاعرهن بشكل فعال وأصبحن يتعاملن مع المواقف الصعبة بسهولة أكبر”.ولفتت الشيخة انتصار الصباح أنه “عندما يتم إعطاء الأولوية للصحة العقلية للمرأة فإن ذلك يترك تأثيرا إيجابيا على ديناميكية الأسرة بأكملها مما يعزز السلام داخل الأسرة ويمتد تأثيره إلى المجتمع الأوسع”.وأضافت أنه “بناء على هذه المعطيات يستخدم بحثنا المقبل في (مؤسسة انتصار) نهجا متعدد الأساليب لاكتساب فهم أعمق لكيفية استخدام العلاج بالدراما كتدخل نفسي اجتماعي لكسر حلقات العنف وتقليل السلوكيات السلبية لدى الأهل” موضحة أن “هذا البحث سيوفر أدلة قيمة تسهم في توجيه الممارسات الميدانية والسياسات العامة المتعلقة بهذا الموضوع المهم”.من جهتها استعرضت مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج الصباح في كلمتها آليات حماية المرأة في النزاعات المسلحة مبينة أن المرأة قد تتعرض للاستشهاد والقتل والفقر والتشريد والنزوح واللجوء والتهجير والإصابات والأسر والجوع والعطش والمرض.وأضافت الشيخة جواهر الصباح أن ما تتحمله النساء حول العالم من وطأة الحروب والنزوح وانتهاكات حقوق الانسان وفقدان احباءهن وتحطم مجتمعاتهن ومواجهتهن للعنف “لا يمكن تخيله”.وذكرت أن القانون الدولي الإنساني ينص على أحقية النساء في أوقات النزاع بالتمتع بالضمانات التي يجب منحها لجميع الأشخاص المحميين وكذلك الحق بالمعاملة الإنسانية في جميع الأوقات والحق في حمايتهن من جميع أعمال العنف أو غيرها وحمايتهن بصفة خاصة ضد أي اعتداء على شرفهن ولا سيما ضد الاغتصاب والإكراه على البغاء وأي هتك لحرمتهن.واستعرضت بنود وأحكام القانون الدولي الإنساني وتحديدا ما يخص الحماية الخاصة للنساء في النزاعات المسلحة والحروب فضلا عن استعراض قرار 1325 المرأة والسلام والأمن موضحة أنه في ظل وجود واستمرار مثل هذه الانتهاكات تتجلى أهمية إبراز دور المرأة في عمليات السلام والأمن عن طريق تفعيل قرار مجلس الأمن 1325 المعني بالمرأة والسلام والأمن.من جهتها قالت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الكويتي مها البرجس في كلمة مماثلة إن العالم يواجه اليوم تحديات إنسان وأعربت الشيخة جواهر الصباح عن الأمل في الخروج بتوصيات لضمان كفالة حماية المرأة وتوفير الاحتياجات الإنسانية والنفسية اللازمة لها مؤكدة أن “النساء لسن ضحايا حرب فحسب إنما هن عوامل التغيير وتشكل وجهات نظرهن وخبراتهن أهمية حاسمة في صياغة اتفاقيات السلام المستدامة ومع ذلك لا زلن مستبعدات إلى حد كبير من طاولات صنع القرار”.من جهتها قالت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الكويتي مها البرجس في كلمة مماثلة إن العالم يواجه اليوم تحديات إنسانية جسيمة خاصة في منطقتنا العربية التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية تتطلب منا جميعا تضافر الجهود.وأضافت البرجس أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي من أبرز المؤسسات التي حملت على عاتقها مسؤولية هذا الدور الإنساني النبيل إذ تركزت جهودها على تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين والضعفاء في مختلف أنحاء العالم مستندة في ذلك إلى المبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الإنسانية الاستقلالية والحياد وعدم التحيز العالمية والتطوع.وذكرت أنه مع بدء الأحداث الأخيرة في قطاع غزة الفلسطيني كانت الجمعية في طليعة الجهات التي استجابت لهذه الأزمة الإنسانية وقدمت الإمدادات الغذائية والطبية والإنسانية إلى جانب إرسال سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة لدعم أهلنا في غزة.ولفتت إلى مواصلة (الجمعية) جهودها الطبية من خلال إرسال الوفود التطوعية لإجراء العمليات الجراحية المجانية “في لفتة إنسانية عظيمة ساهمت في التخفيف من معاناة الجرحى والمصابين” مؤكدة أن “الجمعية تعمل بشكل مستمر على مواكبة القضايا الإنسانية العالمية ومواجهة التحديات العملياتية لإيصال المساعدات الإنسانية للمستحقين في مختلف بقاع الأرض.وأكدت البرجس أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي تولي اهتماما خاصا بدعم المرأة من خلال الحملات الإنسانية المستهدفة حيث نفذت برامج تمكين للنساء في آسيا بمبلغ مليون دولار أمريكي إضافة إلى مبادراتها في تعليم اللاجئات الروهينغيات بالتعاون مع الجامعة الآسيوية في بنغلاديش وبتمويل من بيت التمويل الكويتي.بدوره استعرض استشاري المسالك البولية الدكتور فيصل الهاجري تجربتهم في قطاع غزة لإغاثة وعلاج المصابين والجرحى في فترة من أصعب الفترات من دمار ونزوح وأحداث مؤلمة لأكثر من مليون نازح منوها بدور المرأة وما تتعرض له من مخاطر في الخيام.كما استعرض استشاري جراحة العظام الدكتور حسين القويعان تجربته في (القطاع) وإجراء الجراحات للمصابين والجرحى قائلا إن “الوضع على أرض الواقع في قطاع غزة مأساوي في ظل مواصلة الكيان الصهيوني استهداف وقتل المدنيين من دون هوادة أو رحمة وابادة جماعية ومشاهد دمار”. (النهاية)م ر ف / م ص ع