عمان 18 أيلول(بترا)-عاين الباحث الدكتور زهير توفيق، الأفكار التي طرحها المفكر إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق تجاه موقف الفيلسوف
كارل ماركس من الشرق.
وقال الدكتور توفيق في محاضرة بعنوان “ماركس والشرق والاستشراق” ألقاها مساء أمس الثلاثاء في الجمعية الفلسفية الأردنية وأدارها
رئيس الجمعية الدكتور محمد الشياب، إن نقد سعيد في كتاب الاستشراق لموقف ماركس من الشرق بشكل عام والهند بشكل خاص أثار جدلا فكريا لم ينته بعد.
وأضاف أن ذلك أثار ردوداً من كتاب ومفكرين ومستشرقين ماركسيين في الشرق والغرب لتصويب النظرة وتصحيح استنتاجات سعيد من ماركس الذي
اعتبره نموذجا للمفكر الإنساني المتعاطف مع الشرقيين في الهند، لكنه خضع بشكل أو بآخر لسطوة الاستشراق المهيمنة على الحياة الفكرية والثقافية
في الغرب في القرن التاسع عشر، والتي أسرت ألمع العقول الثورية.
ورأى أن سعيد اعتمد على فقرات محددة من مقالتين لماركس عن الحكم البريطاني في الهند أرسلها للصحيفة الأميركية نيويورك ديلي تربيون
التي عمل بها مراسلاً صحفياً لأسباب مادية محضة، للتغلب على صعوبات الحياة، علماً أنه كتب أكثر من أربعين مقالة للجريدة تتفاوت في طولها
وأهميتها عن الهند وشركة الهند الشرقية والشرق، جمعت لاحقا مع نصوص أخرى وصدرت في الاتحاد السوفياتي تحت مسمى “في الاستعمار “
سنة 1969، لافتا إلى أن الثابت تاريخياً أن رفيق ماركس، فردريك إنجلز كتب وحرر أغلب المقالات بحكم ضعف لغة ماركس الإنجليزية في ذلك الوقت عام 1853.
وأشار إلى أن أغلب النقاد الماركسيين وغير الماركسيين لفتوا إلى تسرع سعيد في إصدار أحكامه على ماركس وموقفه من الهند والشرق. وانبرت قائمة طويلة من المفكرين للرد عليه ومنهم صادق جلال العظم.
وأكد أن ماركس لم يكن مستشرقاً ولا خاضعا للاستشراق لكنه ظل أسير المركزية الغربية على مستوى معرفي، وظلت المعرفة والمصادر المتوفرة
والتقارير الرسمية البريطانية والرؤية الغربية الكلية للآخر والشرق بشكل عام ، وبالتالي بقيت نظرة ماركس محكومة بنظرة عصر الأنوار .
–(بترا)
م ت/ن ح/ف ق
18/09/2024 14:40:17