عمان 15 تشرين الثاني (بترا) – رندا حتامله – بدأ العد التنازلي لاختتام مؤتمر التغير المناخي Cop27، المنعقد في مدينة شرم الشيخ، والذي تستمر فعالياته حتى الثامن عشر من الشهر الحالي، بمشاركة نحو 130 دولة و 40 ألف مشارك.
وعقد مختصون بيئيون أملهم على كاهل الوفد العربي و الأردني المشارك في قمة المناخ بالتفاوض المثمر مع ممثلي الدول المتقدمة والمتسببة في انبعاث الغازات التي فاقمت من ظاهرة التغير المناخي، بتحمل مسؤوليتها تجاه دول الوطن العربي بشكل عام والأردن بشكل خاص.
وذكروا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن هذا الأسبوع هو الحاسم حيث تبدأ المفاوضات من قبل الوفود مع ممثلي الدول الصناعية العظمى المتسببة بظاهرة التغير المناخي.
رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر شوشان قال “يتوجب على الوفد المشارك من الأردن الضغط والتفاوض بحرفية كون الأردن دولة متأثرة وغير مؤثرة وتحتاج إلى ما يقارب 7.5 مليار دولار لتنفيذ المشاريع المناخية التي تعزز من قدرة المملكة على التكيف مع تبعات التغير المناخي”.
ولفت شوشان إلى تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2022 الذي أطلقته الأمم المتحدة، والذي أشارت فيه إلى “أن الدول ما تزال بعيدة عن تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين، ويفضل أن يكون عند 1.5 درجة مئوية”.
وأظهر التقرير أن السياسات المعمول بها حالياً من الدول ستؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
وشدد على أن مخرجات قمة المناخ السابقة تضمنت العديد من المبادرات الطموحة لكنها لم تحقق الهدف الرئيسي لاتفاق باريس وهو الحفاظ على 1.5 مئوية
وتوقع شوشان أيضا عدم التزام تلك الدول في تأمين التمويل المتفق عليه برفد 100 مليار دولار سنويًا لصندوق المناخ الأخضر، مشيرا إلى أن التعاون المناخي لم يكن بالمستوى المطلوب وهذا ما شهدناه في الفيضانات التي اجتاحت الباكستان وشردت ما يقارب 33 مليون فرد كما عانى السودان في الفيضانات الأخيرة.
كما توقع شوشان مزيدا من المبادرات الدولية لأغراض سياسية لن تنفذ على الأرض بناءً على ممارسات سابقة شهدتها مؤتمرات الأطراف السابقة.
من جانبه، قال وزير البيئة الأسبق المهندس خالد الإيراني ” آن الأوان أن يتضاعف الضغط على الدول المتقدمة بأن تفي بوعودها بتحمل مسؤوليتها تجاه دول الوطن العربي الأكثر تأثرا بتبعات التغير المناخي واستغلال فرصة تواجد الوفود في مصر كونها دولة عربية متأثرة، ولأن صناعات الدول المتقدمة هي السبب الرئيس لظاهرة التغير المناخي كون الانبعاثات المتسببة بالظاهرة تنتج عن الصناعات الكبرى التي لا تتواجد إلا في الدول المتقدمة”.
وأضاف أنه يتوجب على الوفد الأردني المشارك أن يضغط ويفاوض ممثلي الدول المتقدمة بالالتزام بالتمويل لتمكين الدول النامية من مجابهة تبعات التغير المناخي لا سيما أن الأردن يعاني من الجفاف وشح المياه، وترجمة التزامات الدول المتقدمة على أرض الواقع بمشاريع حقيقية تمكن المملكة من مواجهة التغير المناخي.
وأشار الإيراني إلى أن المؤتمر يتيح فرصة للتشبيك وتكثيف العمل ليس في قاعة المؤتمر فحسب وإنما خارج القاعة والتحرك خارج جلسات المؤتمر.
من جانبها، قالت رئيس الهيئة الإدارية للعربية لحماية الطبيعة والناشطة في مجال البيئة والزراعة المهندسة رزان زعيتر، “لغاية اللحظة، نحن والعديد من الشركاء والزملاء المنخرطون في قطاع حماية البيئة، لم نلمس أثراً فعّالاً لتلك القمم، وبينما لا نزال نعتبر الولايات المتحدة وأوروبا مسؤولتان عن 50 بالمئة من مجمل الانبعاثات في العالم منذ عام 1850، فهما حتى الآن ترفضان الاعتراف بمسؤوليتهما التاريخية والأخلاقية في تقويض وتدمير المحيطات والبلدان التي تواجه الآثار الخطيرة التي تسببها انبعاثاتهم بشكل خاص، وفي أحسن الأحوال تحاول “دول العالم الأول” اتباع نهج للتخفيف من انبعاثات الكربون فقط، بدلاً من تركيز الجهود لتعافي وتعويض الدول الأكثر فقراً وتضرراً، ودعم التكيف الحقيقي مع التغيرات المناخية، عبر مشاريع التنمية المستدامة الجادة”.
وطالبت زعيتر الوفد العربي المشارك بضرورة الضغط على الدول المتقدمة لتحمل مسؤولياتها تجاه الوطن العربي الأكثر تأثرا بظاهرة التغير المناخي بينما هو الأقل مساهمة في الانبعاثات المتسببة في الظاهرة.
— (بترا)
رح/ب ط
15/11/2022 12:07:54