طوباس (الفارعة) 29-8-2024 وفا- الحارث الحصني كشف انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم الفارعة للاجئين جنوب طوباس، بعد عدوان امتد لثلاثين ساعة، عن دمار واسع في طرقات وأزقة المخيم وبنيته التحتية ومنازل وممتلكات المواطنين. واجتاح الاحتلال المخيم، منتصف ليلة الأربعاء، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية إلى المخيم من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافات. وأسفر العدوان عن ارتقاء الطفلين الشقيقين مراد (13 عاما) ومحمد مسعود جعايصة (17 عاما)، والشابين أحمد صالح نبريصي (23 عاما)، وإبراهيم عبد القادر غنيمي (22 عاما)، بالإضافة إلى إصابة 8 مواطنين آخرين، جراء قصف من طائرات الاحتلال المسيرة. ويروي مواطنون في المخيم أنهم لم يتجاوزوا بعد آثار العدوان الذي شنه الاحتلال على المخيم في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي على مدار 15 ساعة متواصلة، ليلحق هذا العدوان دمارا مضاعفا في منازلهم وممتلكاتهم. رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم الفارعة، عاصم منصور يقول لـ”وفا” إن “الدمار طال كل شيء (..)، مركبات ومنازل وطرقات وشبكات مياه، وممتلكات عامة وخاصة”، مضيفا أن عملية حصر الأضرار المادية في المخيم تحتاج أياما، خاصة أن الاحتلال داهم 90% من منازل المواطنين وعاث فيها دمارا وخرابا. وخلال مداهمتها للمنازل، اعتدت قوات الاحتلال على المواطنين، وروّعت الأطفال والنساء، وحولت المنازل إلى نقاط للتحقيق الميداني. وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، نُشرت صور ومقاطع فيديو لآثار الدمار الذي خلفه اجتياح المخيم، الذي وصف بالأعنف تقريبا منذ أكثر من عقدين من الزمن، تحديدا عام 2002، عندما اجتاح الاحتلال محافظات الضفة الغربية بشكل كامل ودمر كل مقومات الحياة فيها. واليوم تعود المظاهر نفسها إلى الواجهة، بعد أن انسحب الاحتلال وبدأت أشكال الدمار تتكشف. وطال الدمار مسجد أبو بكر الصديق في المخيم، بعد أن فجّرت قوات الاحتلال مرفقا أسفله، ما أدى إلى حدوث أضرار واشتعال النيران في المسجد. المواطن حازم جعايصة، تضررت البناية السكنية المكونة من ثلاثة طوابق، التي يقطنها مع والده وشقيقه، جراء قصف طائرات الاحتلال المسيّرة لمجموعة من الشبان في المخيم. يقول جعايصة: “دمرت النوافذ بشكل كامل، وأتلفت صهاريج المياه على سطح البناية والتي تزودنا بمياه الشرب، كما دمرت شبكة الكهرباء الخاصة بالبناية بشكل كامل”. “إنها حياة دون مقومات”، وصف جعايصة الوضع. ويضيف أن “سقف منزله مهدد بالسقوط، بعد تأثره من القصف الذي نفذته طائرات الاحتلال المسيرة في المخيم”. شهادات كثيرة من المخيم لمواطنين تؤكد أن بيوتهم تعرضت لدمار وأضرار. المواطن محمد أبو حيدر يشير إلى أن عددا من المنازل مع منزله تضررت نوافذها وبعض أبوابها بشكل كامل. ويروي المواطن أيمن صبيح كيف دمرت قوات الاحتلال الباب الرئيسي لمنزله بقذائف “الأنيرجا” قبل مداهمته. ويضيف: “دمروا النوافذ، والأثاث، وكل شيء أمامهم…إنهم ينتقمون من كل شيء أمام وجوههم”. وحتى نهاية أيار/ مايو المنصرم، تشير إحصائيات مديرية الحكم المحلي في طوباس، إلى أن الاحتلال ألحق خلال اقتحاماته المتكررة للمحافظة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أضرارا بـ 69 مركبة، ودمر 63 مبنى، سواء بشكل كلي أو جزئي. وقدرت الأضرار في الطرق، والمباني العامة، وشبكات المياه، والجدران الاستنادية بحوالي 201 ألف شيقل، فيما قدرت طواقم الحكم المحلي الخسائر في المرفقات بحوالي 115 ألف شيقل. ويقع مخيم الفارعة على بعد عدة كيلومترات جنوب طوباس، على مساحة تقدر بـ250 دونما، ويصل تعداد سكانه تقريبا 8 آلاف نسمة. ــــ ع.ف