مصورون لـ”قنا”: كرسنا إبداعنا لصون البيئة وتعزيز الاستدامة والثقافة الخضراء

الدوحة في 18 أغسطس /قنا/ يحتفي العالم غدا الإثنين، بإبداع المصورين ويكرم جهودهم، بمناسبة اليوم العالمي للتصوير، الذي يوافق 19 أغسطس من كل عام، ويركز الأضواء على دورهم البارز في استلهام قضايا الإنسان والمجتمع، والاحتفاء بقيم الخير والفضيلة والجمال في أعمالهم، وتوظيف جماليات التصوير وفنون الصورة لعكس أحوال البشر وسعيهم لإعمار كوكب الأرض والحفاظ على موارده وكائناته.

وبهذه المناسبة، أكد مصورون في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية ” قنا” تكريس إبداعهم لصون البيئة وتعزيز الاستدامة وتوثيق النهضة، انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030، وتوظيف فنهم لتعزيز الثقافة الخضراء وصون الموارد البيئية والطبيعية. وألقوا الضوء على خبراتهم وتجاربهم في هذا المجال، من خلال رؤاهم الفنية وأساليبهم الجمالية، وتوظيفهم للتقنيات الحديثة والتطور في أدوات التصوير للتعبير عن مشاعرهم وارتباطهم بالبيئة، وحرصهم على نشر الوعي بصونها والحفاظ على كنوزها الطبيعية.

وبهذا الصدد، أكد المصور عزام عبد العزيز المناعي في تصريح لـ/قنا/ أن التصوير الفوتوغرافي هو شكل من أشكال الفنون المعاصرة، وهو وسيلة متنامية للتعبير ونقل المشهد وتوثيق اللحظات التي قد لا تكرر. مشيرا إلى أن اليوم العالمي للتصوير يمثل مناسبة لتذكيرنا بأهمية الصورة ودورها في التوثيق.

وحول توظيفه لفنون التصوير لتوثيق وصون البيئة القطرية قال المناعي : إن الإنسان ابن بيئته، وأن البيئة القطرية بالنسبة له هي الموطن الذي عاش وتربى فيه، وإن الكاميرا هي أداته لتوثيق التنوع البيئي في دولة قطر وتسجيل كل المتغيرات التي تطرأ على النظام الطبيعي عبر الزمن، وإلقاء الضوء من خلال الصورة على التحديات التي تؤثر على التوازن الطبيعي ومنها التغير المناخي، مما يجعل من الصورة محفز بصري وجمالي لاستنفار الجهود وابتكار الحلول للحفاظ على البيئة والتوازن الطبيعي.

وذكر أن البيئتين البرية والبحرية في قطر تشكلان مصدر إلهام دائم لأعماله الفنية في مجال التصوير، لذلك كرس جهده وإبداعه لإبراز جمالهما والحث على صونهما والحفاظ عليهما.

ومن تلك الأعمال معرضه بعنوان ” عزام المناعي.. وراء الكاميرا ” بجاليري ” إيوان القصار”عام 2022، الذي اشتمل على صور وفيديوهات حظيت باهتمام عالمي وعرضت في منصات عالمية، ومنها فيديو “قرش الحوت في قطر” الذي عرض على منصة “ناشيونال جيوغرافيك”.

كما اشتمل المعرض على صور نادرة من غابات المانغروف والشعب المرجانية وحيوانات من محمية المسحبية وطيور جزيرة العالية، وأسماك القرش في المياه البحرية القطرية.

ومن اعماله أيضا المعرض المشترك “سيف” بجاليري المرخية عام 2023، الذي ضم نماذج مختارة من صوره لشواطئ الذخيرة وفويرط والرويس وخور العديد.

وتابع ، أن شغفه للتصوير دفعه للتجوال حول العالم لاكتشاف معالمه الطبيعية وكائناته، من غابات البانتانال في أمريكا الجنوبية إلى جزيرة كومودو في اندونيسيا وبركان آيسلندا، إلى أعماق المحيط الهندي بين حوت العنبر والحوت الأحدب، إلى غوريلات إفريقيا الوسطى، وصولا إلى تجربته المتميزة في تصوير الحوت القاتل في بحر الشمال في النرويج.

وأوضح المصور القطري ، أنه يركز في أسلوبه الفني في التصوير على ثلاثة مناظير للتمعن في إعجاز الخالق عز وجل واكتشاف جماليات الكون والطبيعة، وإنتاج صور فنية متميزة لمشاركتها مع العالم، وهي: التصوير الجوي، بتوظيف التكنولوجيا واستخدم الطائرة من دون طيار “درون”، والتصوير تحت الماء، حيث يغوص في الأعماق لإبراز جمال البحار واكتشاف الحياة البحرية، وهو منظور يجمع بين هواية الغوص والشغف بالتصوير، إلى جانب توثيق الحياة البرية.

ومن جانبه، نوه المصور محمد جاسم الباكر في تصريح مماثل لوكالة الانباء القطرية ” قنا “بجهود المصورين في دولة قطر وفي جميع أنحاء العالم،وإنجازاتهم في نشر الوعي والمعرفة و الثقافة ونقل الأحداث المحلية والعالمية من خلال الصورة التي تعبر عن المشاعر الحقيقية ، فهي اللغة الأسهل و الأجمل لتتواصل من خلالها شعوب العالم مع بعضها البعض.

وأكد أن جهود اولئك المصورين كمصورين ومبدعين تأتي انسجاما مع رؤية دولة قطر 2030 في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة وتنميتها من خلال الصور الفنية التي تعبر عن انجازات دولتنا الحبيبة في مختلف المجالات.

وفي مجال الحفاظ على البيئة وصونها، وتعزيزا لجهود الدولة ومؤسساتها في تعزيز الاستدامة وإشاعة الثقافة الخضراء في المجتمع ، أوضح المصور الباكر انه تخصص في محور تصوير الحياة البرية بشكل عام ، والطيور المقيمة والمهاجرة على وجه الخصوص ليعكس جمال البيئة القطرية و تنوعها و الجهود المبذولة في تعزيز استدامتها ، حيث أنجز في هذا المجال برامج توعوية وتثقيفية ووثائقية لتلفزيون قطر وقناة الريان الفضائية،وتوج تلك الرحلة بمعرض فني عام 2023 بعنوان “سابر” بمركز قطر للتصوير التابع لوزارة الثقافة،وكتاب بذات العنوان دشن خلال الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب،في مايو 2024،واشتمل على صور مختارة من مجهود اكثر من خمس سنوات امتد من عام 2019 حتى 2024 في تصوير الطيور المقيمة والمهاجرة في قطر.مشيرا إلى أن عنوان المعرض والكتاب يستمد دلالته من الكلمة العربية “سابر” والتي تعني المراقب،لارتباطها بمراقبة حركة الطيور ومن ثم تصويرها.

وشدد الباكر في ختام تصريحه لـ” قنا”، على أن شغفه بتصوير الطيور وخصوصية أسلوبه وجماليات التصوير في تجربته، تنبع من ارتباط الإبداع في التصوير بالثقافة والحياة البرية،وإدراك البعدين التربوي والتعليمي لدور الطيور في الحفاظ على التوازنيين البيئي والطبيعي، لذلك أرفق الصور الفنية في معرضه وكتابه بآيات قرآنية وأحاديث شريفة وأقوال وحكم مأثورة ، تعكس تعاليم الدين الاسلامي الحنيف وعناية الثقافة العربية والمجتمع القطري بصون البيئة والعناية بالطبيعة، لذلك تمت ترجمة معاني الآيات القرآنية والأحاديث والحكم المأثورة في المعرض والكتاب، إلى اللغة الإنجليزية لإبراز البعد الثقافي لقيم وتراث المجتمع في مجال الحفاظ على البيئة وصون الطبيعة.