
مفوض أوروبي: الاتحاد الأوروبي يواجه “مرحلة حساسة” تتطلب تحولا جذريا في نهجه الدفاعيبروكسل – 3 – 6 (كونا) — أكد المفوض الأوروبي للدفاع والفضاء أندريوس كوبيليوس اليوم الثلاثاء أن الاتحاد الأوروبي يواجه مرحلة حساسة تتطلب تحولا جذريا في نهجه الدفاعي مشددا على ضرورة استعداد القارة لتحمل مسؤولية أمنها بشكل مستقل.وقال كوبليوس في خطاب ألقاه خلال مؤتمر “إعادة تصور الدفاع الأوروبي” الذي نظمه معهد (كلينغنديل) الهولندي في لاهاي إن “السلام لن يأتي قريبا لأن الحرب في أوكرانيا ستستمر” محذرا من أن روسيا أصبحت “أقوى وأكثر عدوانية”.وأشار إلى أن أوروبا “لم تعد قادرة على الركون إلى المظلة الأمنية الأمريكية” داعيا إلى بناء استقلالية دفاعية قادرة على حماية أمن الأوروبيين وتحقيق ما وصفه ب”سلام أوروبي”.وشدد المفوض الأوروبي على أن أوكرانيا يجب أن تكون جزءا مما وصفه ب”الهندسة الأمنية الجديدة” في القارة قائلا إن “انضمام أوكرانيا إلى بنية الأمن الأوروبي لم يعد خيارا بل ضرورة” وذلك بالنظر إلى ما تمتلكه من جيش خبير في المعارك وصناعة دفاعية مبتكرة.وأوضح أن المعركة في أوكرانيا أظهرت تحولات في طبيعة الحروب الحديثة لافتا إلى أن 80 بالمئة من الأهداف تضرب باستخدام الطائرات المسيرة وأن متوسط بقاء الدبابات في ساحة المعركة لا يتجاوز ست دقائق في مشهد وصفه بأنه “حرب الجيل الجديد”.وأكد كوبليوس أن استقلال الدفاع الأوروبي لا يعني الانفصال عن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو التخلي عن الشراكة مع واشنطن وإنما يعني “تقاسما عادلا للأعباء” داخل الحلف مضيفا أن الحل يكمن في التحرك الأوروبي الجاد لإعداد خطة جاهزية دفاعية شاملة تشمل الاستثمار في القدرات الدفاعية وتوسيع الإنتاج الصناعي العسكري وتحسين سلاسل الإمداد وتطوير مشاريع استراتيجية مثل (درع الدفاع الجوي) و(درع الحدود الشرقية).وكشف أن تكلفة تعويض القدرات الأمريكية في أوروبا قد تصل إلى نحو تريليون دولار وتشمل استقطاب 300 ألف عنصر عسكري إضافي مما يتطلب موارد ضخمة.ودعا إلى تفعيل آليات تمويل أوروبية جديدة مثل قروض (سايف) المشتركة مع أوكرانيا وتغيير تفويض بنك الاستثمار الأوروبي لدعم المشاريع الدفاعية إضافة إلى تعبئة صناديق غير مستغلة مثل (صناديق التماسك).واعتبر أن أزمة الدفاع الأوروبي الحالية قد تكون فرصة لتوحيد الجهود حول مشروع (الاتحاد الدفاعي الأوروبي) داعيا إلى تفعيل المادة 42 من معاهدة الاتحاد الأوروبي التي تسمح بصياغة سياسة دفاعية مشتركة تمهد للدفاع الجماعي.وأكد المسؤول الأوروبي أن قمة (ناتو) المرتقبة في (لاهاي) ستكون مناسبة محورية لعرض التزام الأوروبيين بأمنهم الجماعي. (النهاية)أ ر ن / م ع ح ع