بغداد 29 صفر 1446 هـ الموافق 02 سبتمبر 2024 م واس
ضاعف “آب اللهاب” من أزمة المياه في بلاد الرافدين، فبعد أن كانت العراق على مدى عقود من أشهر البلدان زراعة كونها تتغذى على النهرين الشهيرين، بات مزارعوها اليوم يشتكون من شح المياه وتآكل المحاصيل وذبولها، مما دعا لابتكار طرق ري حديثة للأرز بالمرشات وباستخدام بذور مقاومة للحرارة.
من جهته قال وكيل وزارة الزراعة العراقية مهدي الجبوري: إن بلاده تعتزم غرس 10 ملايين فسيلة نخيل وأشجار متنوعة في بغداد والمحافظات في إطار خطة حكومية لمواجهة ظاهرة التصحر التي يتعرض لها العراق.
وأوضح أن الخطة أوكلت إلى لجنة حكومية عليا تضم عدداً من الوزارات لتنفيذ إستراتيجية مواجهة التصحر والحد من الكثبان الرملية وتقلبات المناخ من خلال سقي الشتلات المزروعة ضمن الحملة، كالنخيل وأشجار الزيتون والصفصاف والكالبتوس والحمضيات باستخدام نظم التنقيط والمرشات الثابتة لديمومتها.
وكانت العراق خلال الـ 25 سنة الماضية، قد فقدت الكثير من الغطاء النباتي جراء التغييرات المناخية والحروب وتدني مستويات الأمطار، وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات، وجفاف عدد من البحيرات والمسطحات المائية، فضلاً عن اتساع رقعة السكن العشوائي الذي دمر مئات المناطق الخضراء والبساتين في بغداد والمحافظات مما انعكس سلباً على حماية الغطاء النباتي واتساع رقعة التصحر.
وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن الجفاف الذي أنهك البلاد في السنوات الأربع الأخيرة، جعل العراق من الدول الخمس الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، مما دعا خبراء في وزارة الزراعة للعمل على تجارب يأملون من خلالها إنقاذ الأرز، وخاصة أرز العنبر الحاضر على كل مائدة عراقية، عن طريق تطوير بذور جديدة، بينها ما هو تركيبة وراثية من العنبر، وزرعها عبر استخدام المرشات.
وتحتاج زراعة الأرز وخاصة العنبر إلى ما يتراوح بين 10 إلى 12 مليار متر مكعب من المياه خلال الموسم الواحد، لكن الخبراء يقولون إن المرشات تستهلك 30 في المئة فقط من كمية المياه.
والمعروف لدى المزارعين أن زراعة الأرز تتم بطريقة الغمر، وهي طريقة تتطلب أن يبقى الأرز مغموراً بالمياه على مدى خمسة أشهر، غير أن شح المياه حالياً جعل ذلك الأمر لم يعد متاحاً.
وتسبب الجفاف بخفض إنتاج الأرز بشكل هائل في العراق، فبعدما كانت مساحات الأرز تتخطى 300 ألف دونم، تنتج سنوياً ما يقارب 300 ألف طن، لم يزرع في عام 2023 سوى خمسة آلاف دونم فقط، وفق خبراء في وزارة الزراعة.
ويقول المسؤول في برنامج إكثار بذور الأرز لدى وزارة الزراعة عبدالكاظم موسى: جراء الجفاف وشح المياه، كان لا بد لنا من استخدام تقنيات ري حديثة وبذور بتركيبات وراثية جديدة، والأمر الأهم هو استخدام التقنيات الحديثة في زراعة الأرز لمقاومة شح المياه، وفريق الخبراء يسعى إلى إيجاد المزيج الأفضل بين طرق الري والبذور.
// انتهى //
19:30 ت مـ
0179