
عمان الأول من تموز (بترا)- سلطت ندوة عقدت اليوم الاثنين في عمان، الضوء على التجربة الأدبية للكاتب السعودي، فهد ردة الحارثي.
وأشاد المتحدثون في الندوة التي نظمها مختبر السرديات الأردني بالتعاون مع فرقة المسرح الحر، بالمستوى الرفيع الذي تميزت به أعمال الحارثي؛ إذ عمد الكاتب الى اعتماد الأسلوب القصير وغير المطول في إيصال أفكاره ورسائله الى الجمهور المتلقي من غير عناء، واهتمامه بالشكل والمضمون، لما قدمه خلال 30 عامًا.
وقال رئيس المختبر مفلح العدوان الذي أدار الندوة، إن الحارثي يعد من أعلام الكُتّاب في الخليج والوطن العربي، إذ انفرد وتميز بكتاباته غير التقليدية في السرد والمسرح، وأعمال الكاتب المتعددة والمتنوعة تدل على ثقافته وخبرته في بناء الصورة للقارئ بشكل مبسط.
الناقد اللبناني عبيدو الباشا، نوه بأن الكاتب أبدع في اختيار الكلمات والمفردات اللغوية التي أنتجت نصوصاً مسرحية وأدبية متميزة، حيث أثبت الحارثي من خلال كتاباته المسرحية التي تجاوزت 60 عملا، وانعكست على الواقع المسرحي السعودي والعربي، وغيرت ملامح الواقع التقليدي على خشبة المسرح.
وبين المخرج التونسي منير العرقي، أن ثقافة الحارثي ورؤيته للكتابة جعلته غزير الإنتاج، ويتفرد بوجدانية المفردات التي تصف الحالة الحركية للممثل، ويوجد مساحة كبيرة له لإيصال الفكرة للجمهور على المسرح، وفق رؤية إخراجية في منتهى الجمال والدقة، مشيرا الى مسرحية “شروق مريم” التراجيدية التي عرضها في مسرح قرطاج عام 2009.
الكاتب والمخرج السعودي نايف اللقمي قال، إن الحارثي تميز منذ بداياته في تغيير اتجاهات الكتابة المسرحية في السعودية، وتميز في كتابة نصوص المونودراما، واستطاع الربط بين السرد والنصوص ذات المعنى المحكم، التي جعلت المخرجين يتناولون أعماله بشكل كبير، مضيفاً أنه أصبح مدرسة فكرية وثقافية، ينهل من أسلوبه معظم الكتاب الجدد .
ولفت الناقد العراقي الدكتور سعد عزيز، إلى أن الكاتب كسر حواجز النص الأدبي والنمطية التقليدية، الى تشكيل الصورة الحركية الرمز وليس الغموض، وتميزت أعماله بالحداثة التي تتناسب مع وقتنا الحاضر، مشيرا الى دراسة أعدها بعنوان “خارج السيطرة ” تناول فيها معظم أعمال الحارثي بالتفصيل.
من جهته، نوه الروائي والكاتب المسرحي هزاع البراري، بقدرة الحارثي على تصوير الكتابة وكأنها كائن حي متعدد الأطراف، وإتقانه كل أنواع الكتابة العابرة للأجناس.
وقال إن الحارثي يعني ويعي كل مفردة، ويوظفها في المكان الصحيح، إضافة للوعي النقدي في النص الأدبي الذي يتميز به، ويحمل معاني وصور قلما نجدها في الكثير من النصوص، لافتا الى رواية “نوفيلا”، كعمل فني متكامل.
إلى ذلك، قال الحارثي إن قصص الحكواتية، في مدينتي الطائف، أثرت بنفسي منذ صغري فكانت هي المفتاح الذي استنرت به، وكانت بداياتي الأولى في كتابة رسائل الحب والأشعار لزملائي في الدراسة، ومن ثم بدأت الانطلاقة من الطائف إلى عالم الأدب والمسرح.
–(بتر)
ع ع/م ت/ ن ح/رق
01/07/2024 18:28:29