وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ينوه لـقنا بالدور الكبير لدولة قطر في مجال مكافحة الإرهاب

نيويورك في 19 سبتمبر /قنا/ نوه سعادة السيد فلاديمير فرنكوف وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بما تقوم به دولة قطر في مجال مكافحة الإرهاب، حيث ثمن في هذا الصدد دورها الاستراتيجي خلال المناقشة التي تمت مؤخرا في أسبوع الأمم المتحدة الثالث لمكافحة الإرهاب، والذي عقد في نيويورك في يونيو الماضي.

وأوضح سعادة وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، في حديث مع وكالة الأنباء القطرية “قنا” أن أسبوع الأمم المتحدة الثالث لمكافحة الإرهاب قد تعلق الجزء الأول منه بمراجعة الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، وخصص الجزء الثاني منه لمؤتمر رفيع المستوى لرؤساء أجهزة مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء، بينما كان الجزء الثالث حول تنظيم 40 فعالية جانبية.

وأضاف، لقد لعبت دولة قطر دورا استراتيجيا للغاية خلال المناقشة حول الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب.

وأشار سعادته إلى مشاركة عدد قياسي من الدول الأعضاء (160) في المؤتمر رفيع المستوى لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء هذا العام، مضيفا أن المناقشات كانت مثمرة للغاية وموجهة نحو تحقيق نتائج.

ولفت إلى أنه مع وجود 40 فعالية جانبية مختلفة أقيمت على هامش أسبوع الأمم المتحدة الثالث لمكافحة الإرهاب، نظمت دولة قطر خمس فعاليات مع شركائها. وأضاف وكيل الأمين العام أن “هذا دليل آخر على ريادة دولة قطر فيما يتعلق بأجندة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب”.

وحول الميثاق العالمي لمكافحة الإرهاب أوضح سعادته، “لدينا ميثاق عالمي لمكافحة الإرهاب وهو هيكل تنظيمي مهم جدا لأنشطة الأمم المتحدة الثابتة والمنظمة في مجال مكافحة الإرهاب، وقطر تساهم عمليا في هذا النشاط (باعتبارها المساهم المالي الرئيسي له).

وفيما يتعلق ببناء القدرات أو المساعدة الفنية، أكد أن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب يدير 19 برنامجا عالميا، يتم تنفيذ 12 منها بدعم مالي من دولة قطر. وأشاد بالدول الصغيرة والمتوسطة الحجم لدورها النشط المتزايد في دعم تنفيذ أجندة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وأعرب عن امتنانه لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على الدعم القوي للغاية لأنشطة المكتب، وتقديره الكبير لدولة قطر لمساهمتها ودعمها الدائمين من خلال المساهمات السياسية والمالية والخبرة الحيوية.

وبشأن جهود الأمم المتحدة للقضاء على الإرهاب حول العالم قال سعادته: “أعتقد أن الأمم المتحدة تلعب دور القائد والمنسق للمجتمع الدولي.. ومنذ عام 2006، أصبحت لدينا وثيقة شاملة ذات طبيعة دولية حول مكافحة الإرهاب، وهي الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب.. وهي وثيقة فريدة من نوعها لمنظمة الأمم المتحدة ويتم تحديثها كل سنتين، ويشكل الحوار المستمر بين الدول الأعضاء جزءا من عملية التحديث هذه.. ويجب أن يظل أولوية خلال الفترة القادمة. وتلعب الأمم المتحدة دورا في الحفاظ على هذه الوثيقة حية ومحدثة والحفاظ على مجموعة من أنشطة بناء القدرات”.

وتابع، “عند التحدث عن ضحايا الإرهاب، قبل عامين أحيينا الذكرى العشرين لضحايا الحادي عشر من سبتمبر هنا في نيويورك، حيث شارك ما يقرب من 90 دولة عضوا على مستوى وزراء الخارجية.. دعم ضحايا الإرهاب واحد من الأنشطة البرامجية ذات الطبيعة العالمية وجزء قوي جدا من مكافحة الإرهاب وأجندة حقوق الإنسان”.

وأشار في ذات السياق إلى أن الأولوية الأخرى للدول الأعضاء هي مكافحة تمويل الإرهاب، وقال: بدون تمويل الإرهاب سيختفي الإرهاب.

وأبرز سعادته الدعم الحاسم الذي تقدمه دولة قطر لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة سفر الإرهابيين، والذي يضم حاليا 68 دولة مستفيدة منذ إطلاق البرنامج قبل أربع سنوات، فضلا عن الطلب الكبير المستمر والاهتمام من قبل الدول الأعضاء للانضمام إلى البرنامج.

وأضاف وكيل الأمين العام أن هذا البرنامج يقدم مشاركة عملية مهمة للغاية للأمم المتحدة من وجهة نظر أمنية في الحرب ضد الإرهاب.

وقال سعادة السيد فلاديمير فرنكوف وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب: “فيما يتعلق بقدرة المجتمع الدولي على القضاء على الإرهابيين فهي إجراءات تسير في الاتجاه الصحيح لكن بالطبع لا يمكننا أن نقول إنها قضية الغد.. نحن بحاجة إلى العمل بشكل مكثف للغاية” .

وأضاف: “أن معالجة الأسباب الجذرية هو مفتاح الحرب ضد الإرهاب، فالإرهاب يتطور بسرعة كبيرة. والوضع الأكثر إثارة للقلق هو الآن في إفريقيا حيث تنتشر تلك الظاهرة عبر مناطق غرب إفريقيا والساحل”.

وتابع: “إن النهج الإقليمي مهم للغاية في تهيئة الظروف اللازمة لمنع انتشار الإرهاب في المنطقة. على سبيل المثال، التركيز على تعزيز الاقتصاد والحياة الاجتماعية وفرص العمل والبنية التحتية المحلية، وإعطاء الشباب فرصة لرفع مستوى مهاراتهم، والمساهمة في تنمية بلادهم. ومن المهم للغاية أن نأخذ في الاعتبار هذا البعد الإقليمي في مكافحة الإرهاب”.

وأشار سعادته في هذا الصدد إلى تنظيم قمة إفريقية لمكافحة الإرهاب في أبوجا عام 2024، بالتعاون مع حكومة نيجيريا والأمم المتحدة. وأعرب عن أمله في أن تساعد هذه المبادرة في وقف انتشار الإرهاب في القارة. ولن توفر القمة الفرصة لتبادل أفضل الممارسات فحسب، بل ستظهر أيضا الدور القيادي الذي تضطلع به الدول الإفريقية الأعضاء بدعم من المجتمع الدولي. وأضاف أن دولة قطر يمكن أن تلعب دورها الخاص في دعم هذه العملية.

وحول ما يؤكد عليه مرارا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطاباته بشأن ضرورة القضاء على الإرهاب حول العالم، قال سعادته: “بالطبع أتفق تماما معه .. أكرر القضاء على الإرهاب يرتبط بتحسين الحياة الاجتماعية، والحياة الاقتصادية، والنقل، والبنية التحتية، لذا نحتاج إلى أرضية ثابتة تمنع نشر الإرهاب”.

وحول ظاهرة العداء ضد الإسلام والمسلمين في بعض البلدان، قال سعادته: إن “الإرهاب ضد أي دين، وهو اعتداء على حقوق الإنسان الأساسية وقيم الأمم المتحدة ومبادئها.. هناك ارتفاع في الهجمات الإرهابية على أساس كراهية الأجانب والعنصرية وغيرها من أشكال التعصب، أو باسم الدين أو المعتقد في العديد من البلدان”.. وأضاف “نحن نقوم بعدد من الأنشطة البرامجية لمنع هذا النوع من الأنشطة الدعائية والإيديولوجية، على سبيل المثال، يقوم مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بالتعاون مع برنامج تحالف الحضارات، بتنفيذ برنامج عالمي لمكافحة التهديدات الإرهابية ضد الأهداف المعرضة للخطر بما في ذلك المواقع الدينية، بالإضافة إلى البرنامج العالمي لأمن الأحداث الرياضية الكبرى”.

وبشأن استضافة دولة قطر مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ودور المكتب والإنجازات التي قدمها، نوه سعادته بالعمل الممتاز للمكتبين التابعين لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الدوحة: المركز الدولي للرؤى السلوكية لمكافحة الإرهاب ومكتب البرامج المعني بالمشاركة البرلمانية في منع ومكافحة الإرهاب.

وفيما يتعلق بالرؤى السلوكية، شدد سعادته على أهمية استخدام العلم في تعافي المقاتلين السابقين أو أفراد أسرهم وفهم نقطة التحول عندما ينضم الشخص إلى منظمة إرهابية.

وأضاف أن الرؤى السلوكية تقدم نهجا مبتكرا للغاية لهذه القضية. وقال: “قامت دولة قطر والمركز بتنظيم عدد من الفعاليات حول هذا الموضوع بمشاركة العلماء لدراسة هذه القضية”.

وفيما يتعلق بالمشاركة البرلمانية في منع الإرهاب ومكافحته، أبرز وكيل الأمين العام عمل مكتب البرنامج المعني بالأحكام التشريعية النموذجية التي تمثل نموذجا لمراجعة القوانين والإجراءات الحالية المتعلقة بضحايا الإرهاب. وأضاف أيضا أنها وثيقة شاملة يمكن استخدامها من قبل مختلف الدول الأعضاء لوضع تشريعات خاصة بها بشأن دعم ضحايا الإرهاب. وأشار إلى أن المكتب يمثل منصة جيدة لاجتماعات مختلفة للبرلمانيين من مختلف أنحاء العالم، والتي تتناول جدول أعمال مكافحة الإرهاب”.

وأعرب سعادة السيد فلاديمير فرنكوف وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في ختام حديثه مع /قنا/ عن خالص شكره لدولة قطر على دورها في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك كونها أكبر مساهم في صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لمكافحة الإرهاب والشريك الوحيد الذي يساهم في السياسة الأساسية لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى كونها مساهما رئيسيا في الدعم السياسي والمالي ودعم الخبراء، لبرامج بناء القدرات التابعة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتي تسمح للمكتب بتقديم دعم عالي الجودة وفي الوقت المناسب للدول الأعضاء.